عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Apr-2019

كوميديا حزبية - فارس الحباشنة

 

الدستور - صديقي أكثر ما يصاب بالضحك كلما سمع عن ولادة حزب سياسي جديد، ويضحك أكثر كلما سمع أن هناك حزبا قيد التأسيس، لعلها تعبير عن فواجع أكثر منها ضحكات خاطفة على الوجوه، ومن يقين أن الواقع السياسي الاردني لا تصلحه الاحزاب، وأن الاخيرة مجرد بالونات لذوات باحثة عن ادوار وجاهة في المجال العام.
الاحزاب تزداد يوميا، وما أكثرها تعدادا، واللافت أن الولادات مستنسخة ومتشابهة ومتطابقة حتى بأدق تفاصيل الانظمة الداخلية للاحزاب، وبعضها واضح بتقارب الاسماء ونهايتها الحتمية سواء بالتصفية والانسحابات الجماعية والخلافات التنظيمية وكوادرها لا يزيد تعدادها عن خمسين شخصا في كبرى الاحزاب.
كوميديا حزبية صادمة في السياسة الاردنية، ولا تعرف من أين تخرج احزاب من أزمنة الكهوف؟ ولربما هي أشبه بالعبث العام الجارف، فواقع الاحزاب مؤلم، ولربما أكثر مما قد تنشغل به الاحزاب في المجال العام، الاحزاب هي المذبح والقضية.
واقع صادم ومدم من الضحك، بالحقيقة هو ضحك مستديم لا ينقطع، وليس رغبة وبحثا عن فكاهة، ولكنها بقدر ما تكون الصدمة موجعة وكبيرة عندما تنبش في اسرار وكواليس الحزبية الاردنية، واصدقائي بقدر ما اصيبوا بضحك لا ينقطع، عاد أحدهم بطرح سؤال : على مدار اكثر من عقدين ماذا أنتجت الاحزاب السياسية على كثرة اعدادها المتزاحمة للاردن؟ 
طبعا البحث عن الاجابة لا يحتاج الى تفكير طويل، فالامور مكشوفة ومفضوحة ومعلومة للجميع، ولو افردنا السؤال في وجه الجميع، لربما التقطنا اجابات فاجعة وصادمة بان جيلا من الشباب الاردني لا يعرف اسم حزبين وأكثر ولا اسم شخصية قيادية حزبية واحدة.
استطلاع رأي مهني وموضوعي كاف لرصد اتجاهات الاهتمام السياسي للاردنيين، ولربما أن الحزب مؤسسة سياسية غير مقبولة ومرفوضة في المزاج الاردني العام، وقد يكون تأثير صحفي واعلامي وداعية وأكاديمي متنور ومتحرر على الرأي العام يوازي ولربما أكثر الاحزب على اختلاف مرجعياتها ومشاربها الايديولوجية إن وجد الاختلاف بالاصل.
صديق قبل أيام عرض علي قائمة طويلة لأحزاب سياسية، وحتى اختار احدها على أمل اقناعي بالانخرط بالعمل الحزبي، وفي انتقاء الاحزب وقعت بحيرة شديدة، فتقريبا كل الاحزاب متشابهة بأدبيات البرامج والافكار.
كل يوم نستفيق على حزب جديد، ومن بعد غيبوبة نتحدث عن العطل والعطب الذي يصيب الحياة الحزبية، وقد زهق ومل الاردنيون الحديث عن الحزبية.
سنبقى نضحك كثيرا، ونضحك دون هوادة بـ»كركرة»، إذا ما استمرت ولادة الاحزاب على هذه الحال، وبقيت الجوقات تردد بصوتها المبحوح من شدة الصراخ ذات الخطاب والكلام المستهلك ، وحتى أنها لا تجد من يسمع أو يصغي لحديثها.