عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Sep-2020

“كورونا” ينعش التسوق الإلكتروني.. وعائلات تعتمده بديلا لتلبية الاحتياجات!

 الغد-منى أبوحمور

لم يتوقع العديد من الأشخاص أن تكون منصات التسوق الالكتروني ملجأ دائما ومهما بعد الإغلاقات والحظر الطويل الذي فرضته الحكومة منذ شهر آذار (مارس) الماضي؛ إذ أصبحت التطبيقات الذكية تلبي الاحتياجات والمستلزمات كافة من دون الاضطرار للخروج أو مخالطة الآخرين.
وبالرغم من عودة فتح معظم القطاعات، إلا أن الغالبية حرصت على الاستمرار باستخدام هذه المنصات، والدفع الإلكتروني رغبة منهم في تجنب قنوات الاتصال مع الآخرين. هذه الخطوة اتخذتها العديد من العائلات لتوفير الوقت والجهد والابتعاد عن مواطن الاختلاط التي قد تكون وسطا مناسبا للإصابة بفيروس كورونا أو تلقي العدوى.
في الوقت الذي كانت تحرص فيه الخمسينية أم حازم على شراء احتياجات المنزل كافة من مواد تموينية وخضار وغيرها بنفسها، إلا أن الحظر الذي فرضته أزمة كورونا والإغلاقات التي تسببت بها دفعاها للجوء إلى التسويق الإلكتروني، رغم أنها كانت تخشى القيام بهذه الخطوة من قبل.
تقول “بالرغم من أن المحلات عادت للعمل، لكنني ما أزال أشتري الخضار والفواكه والمواد التموينية عبر التطبيقات”، متابعة أن الخوف من تلقي العدوى أو التعرض لازدحامات هو ما دفعها للاستمرار في هذه الخطوة.
في حين أن الخوف من غياب المصداقية أو الغش في جودة المنتج كان سببا لعدم اللجوء لمنصات التسوق الإلكتروني وعدم الثقة بها، الأمر الذي يدفع للاكتفاء بالوسائل التقليدية للتسوق كما هو الحال مع الأربعيني سعد البنا، الذي لم يكن يحاول تجربة هذه المنصات.
ويستدرك أنه عندما جرب هذه المنصات للمرة الأولى في الحظر ومن الأماكن نفسها التي يذهب إليها وجد الأمر مريحا وأكثر أمانا، لافتا إلى أنه كان يقضي وقتا طويلا في شراء احتياجات المنزل ونسيان بعضها بسبب أزمة الشوارع واكتظاظ المحلات.
ويلفت البنا الى أن الشراء عبر منصات التسويق الإلكتروني، حرره من ضرورة الاختلاط بالآخرين والتواجد في أماكن مكتظة، في الوقت الذي يخشى فيه الجميع من مخالطة المصابين أو أخذ عدوى.
ومن جهة أخرى، أدى لجوء الكثيرين إلى دفع فواتيرهم الشهرية بأنواعها كافة عبر التطبيقات الذكية، إلى تحول عدد كبير للاستمرار في هذه الطريقة، لما توفره من وقت وجهد، إضافة إلى أنهم لم يعودوا مضطرين للدفع مباشر وتقليل فرص التلامس، وفق الخمسيني أمجد حجازين.
ومن جهته، يؤكد اختصاصي علم الاجتماع الاقتصادي حسام عايش، أن الإنسان يتأقلم بحسب المواقف والظروف التي يمر بها، وبالتالي البحث عن وسائل تلبي احتياجاته بأمان وعبر استخدام أداوت لم يكن يلجأ لها من قبل إما جهلا أو خوفا منها أو لأنه لا يعلم طريقة استخدامها، وهذا ما ينطبق على التكنولوجيا ووسائل التواصل الرقمي.
ومن فوائد الجائحة، وفق عايش، أنها أرغمت الكثيرين على العودة إلى التقنيات التكنولوجية بأشكالها المختلفة، وبالتالي سمحت بالتعرف على عالم الكتروني فيه الكثير من التوفير في الوقت والجهد ويمتاز بالسهولة والبساطة؛ حيث إن هناك بابا جديدا فتح أمام مستخدمي هذه التقنيات.
ذلك الأمر شجعهم على دخول عالم جديد خلال فترة توقف الحياة الاقتصادية والاجتماعية وصعوبة الخروج من المنزل خلال الفترة الماضية، واستخدام منصات للتسويق وتقنيات تلبي كل الاحتياجات. “كورونا” طور من البنية التقنية للمجتمع، وفق عايش، وأدمج الكثير من الفئات الاجتماعية والأعمار المختلفة الكبيرة والمتوسطة في إطار هذه التقنيات، والأكثر من ذلك أن هناك الكثير من الناس الذين كانوا يضطرون للذهاب لتسديد فواتيرهم والتزماتهم الشهرية، والآن بواسطة هذه التقنيات أصبح تسديد هذه الفواتير أكثر يسرا وفي وقتها المحدد، وأصبح من السهل التحول الى المجتمع الرقمي لتوفير الخدمات.
ويضيف عايش “في المستقبل هذا يشكل إضافة مهمة لتطوير النشاط الاقتصادي، وبالتالي زيادة في تقديم الخدمات”، لافتا إلى أن التعرف على هذه الوسائل وتكرارها أمر سهل، ويمكن القيام به بكل الأوقات ولجميع أفراد الأسرة ليشاركوا في تلبية اجتياجات الأسرة من مختلف متطلبات.
الآن ربما ينعكس هذا الشيء على حركة الناس في الشوارع، وبالتالي انخفاض ازدحامات السير، وأيضا انعكاسات على خفض كلف التنقل والوفاء بالالتزامات والوقت الذي يتم تمضيته في تغطية هذه النفقات.
إلى ذلك، يشير عايش إلى أن هذه الوسائل التقنية كلها يفترض أنها تؤكد مبدأ التباعد الاجتماعي وتجنب وباء كورونا، وفي الجانب الآخر السرعة باستخدام آليات التواصل ووسائل الذكاء الاصطناعي والخدمات المختلفة، وتوفير الوقت والوفاء بالتزماتنا، كذلك البحث عن فرص أخرى توفرها هذه التقنيات من ناحية إيجابية.