عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Apr-2024

طبعة ثانية.. الرأي ملزمة بالإعتذار* خالد القضاة
فيسبوك -
عاصرت خلال عملي بالرأي الكثير من الاحداث التي عصفت بالمنطقة، وكان لها ارتدادات مباشرة على الساحة الأردنية.
عندما تمر اي بلد بظروف خاصة، كأن تقرع بها طبول الحرب، أو تتحول الأجواء من حولها إلى مسرح للعمليات العسكرية، تتنظم الصحف والمؤسسات الإعلامية في النسيج الوطني المدافع عن ثوابت الدولة وموقفها، فلا تقل سهام مؤسساتها الإعلامية وكتابها أهمية عن سهام الدفاعات الأرضية وقذائف دباباتها وزئير طائراتها، سواء برد أو ببعث رسائل في مختلف الاتجاهات.
كانت الرأي في مثل الاحوال التي شهدتها الاردن مساء السبت تتحول إلى خلية أزمة، فيصبح مجلس تحريرها في حالة انعقاد دائم، ويعود كتابها والعاملين بها إلى المؤسسة بدافع وطني ولإيمانهم بدورهم، لمواكبة المستجدات وتزويد جمهور القراء باخر التحديثات لتمكين الجبهة الداخلية، ويغادر الجميع مع بزوغ الفجر معتزين بما قدموا ومفتخرين بدورهم في الدفاع عن بلدهم.
ولتجاوز معيق الطباعة الورقية والتوزيع كان يتم تأخير طباعة الصحيفة للحد الأقصى ، ولكن اذا تطورت الاحداث يتم الطباعة وإصدار طبعة ثانية للعدد ذاته، بحيث توزع الطبعة الأولى في الأطراف فيما يتم تخصيص الطبعة الثانية للعاصمة وللمدن الرئيسية لأنها تحمل موقف الدولة ورؤيتها من تطور الأحداث.
شعرت بالأسى بما طالعتنا به الرأي يوم الاحد على صدر صفحتها الأولى، وكأن ما جرى ليل السبت في سماء عمان لا يعني قيادة الصحيفة، فتجاهلته تماما تاركة بلدنا تذروها رياح المؤسسات الإعلامية الأخرى وشبكات التواصل الاجتماعي بسمومها وبمواقفها.
 كنت أتوقع وفقا للأعراف الصحفية المتبعة ان أجد مقالا تحليليا لرئيس تحريرها  او في افتتاحيتها او باسم محرر الشؤون الدولية، نلتقط به مواقف الدولة ورسائلها لكل الأطراف بذات القوة التى عبر بها الأردن ازمات سابقة عصفت بالمنطقة.
اليوم نحن ملزمون بالاعتذار لقلوب الامهات اللواتي تمسمرن على اسطح المنازل، والسنتهن تلهج بالدعاء الى الله أن يحمي الاردن، والى العيون الساهرة التي لم يغمض لها جفن ويدها على الزناد، فلم نكن على قدر الحدث ولا المسؤولية ولا بحجم إصرار المواطنين على الذود عن حمى الوطن، فلم يجدوا انعكاسا لهذا الدعاء ولذلك الاصرار على صفحات الرأي.
الدول تعبر أزماتها بمؤسساتها العميقة التي يحملها رجال دولة يحسنون التصرف والتقدير، فهي لا تخشى الخلايا النائمة، لكنها تخشى ان تفتك بها الخلايا الكسولة التي تدعي الوطنية بالرخاء، وتضع راسها كنعامة بالرمال وقت تنادي الدول رجالاتها.