عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Jan-2020

الفايز: “الربيع العربي” دمر الأمة

 

عمّان- استعرض رئيس مجلس الأعيان، فيصل الفايز، مراحل نشأة الدولة الاردنية الحديثة والتحديات التي واجهتها عبر العقود الماضية ودور القيادة الهاشمية والعشائر الأردنية في بناء مؤسسات الدولة الحديثة والقوات المسلحة وبناء الهوية الاردنية الجامعة. جاء ذلك خلال استضافته بلقاء عقده مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية، أمس، بحضور عدد من اساتذة الجامعة ووزراء سابقين.
وقال الفايز، “في ظل الوضع العربي الراهن هناك اسئلة كثيرة تطرح حول واقع أمتنا، التي اصبحت تعيش ما يشبه مرحلة “سايكس بيكو” جديد، وبتنا نخشى، ان يعاد تقسيم المقسم من دولنا، كما اصبحت منطقتنا ساحات لصراعات دولية واقليمية والكل يبحث فيها عن مصالحه فيها”.
وأشار إلى أن “هناك اسئلة كثيرة تطرح، لكن لا بد بداية من الاشارة إلى ان أمتنا، كان لديها حلم يجمعها في دولة واحدة، فسعى احرار الامة من اجل اقامة دولة الوحدة، والتخلص من التخلف والاستعمار، فانطلقت الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الهاشمي الحسين بن علي، لتحقيق هذا الحلم وتأسيس الدولة العربية الواحدة”.
وبين الفايز، “أن تلك الانطلاقة شكلت صفحة مشرفة في تاريخ امتنا، لكن مشروع الدولة الواحدة لم يتحقق، بسبب عدم قيام المملكة المتحدة بالالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع الشريف الحسين بن علي، وقيامها بالاتفاق مع فرنسا، بتقسيم المنطقة العربية إلى دويلات، وفق اتفاق “سايكس بيكو” عام 1916″.
وأوضح الفايز، “أن هذا الأمر شكل انتكاسة للمشروع النهضوي العربي، وتوالت الانتكاسات بزرع الكيان الصهيوني في فلسطين، وخسر العرب حرب عام 1948 وعام 1967، واصبحنا دويلات وطوائف وشيعا وقبائل، نعيش واقعا مريرا ومؤلما، عنوانه الفقر والجهل، وفشل العرب في تشكيل أي مشروع وحدوي، وفي المقابل اصبحت اسرائيل قوة عسكرية واقتصادية وتكنولوجية”.
وأضاف، “لقد تعاقبت مآسي الأمة العربية، فجاءت حرب الخليج الاولى والثانية، وبعدهما ما سمي بـ”الربيع العربي” الذي دمر الامة العربية، ونحن هنا لا ننكر على شبابنا، الذي خرج يطالب بالحرية والعدالة، فهذا الامر جميعنا معه وندعمه، لكن للأسف لقد تسبب “الرماد العربي” بالفوضى والدمار للعديد من الدول العربية، وادى إلى انقسامات وعدم استقرار امني ومجتمعي، وعمليات قتل على اسس طائفية، وساعد في انتشار قوى التطرف والارهاب، ولعل اكبر مأساة نشهدها اليوم، هي المأساة التي تجري في سورية، فسورية دمرت وشعبها شرد، وغزاها الارهاب والتطرف، واصبحت ساحة لصراعات دولية واقليمية، ومرتعا للمليشيات المختلفة”.
ومضى الفايز قائلًا، “الجميع يتساءل اليوم، حول السر الذى مكن الاردن من تجاوز التحديات، وما هو مصيره ومستقبله في ظل هذه الفوضى والصراعات السياسية من حوله، وهنا اقول، ان الاردن ومنذ التأسيس واجه العديد من التحديات الامنية والسياسية والاقتصادية، ولم تسلم مسيرته من محاولات البعض العبث بأمنه واستقراره، لكنه على الدوام كان يتجاوزها، بفضل حكمة قيادته الهاشمية وتسامحها، وايمان الاردنيين بوطنهم، وقوة ومنعة اجهزتنا الامنية وقواتنا المسلحة”.
ولفت إلى أنه “رغم قسوة الظروف المحيطة بنا، فقد استمر الاردن قويا سياسيا وامنيا، رغم التحديات الاقتصادية التي اثرت على حياة المواطنين المعيشية، وادت إلى ارتفاع نسب الفقر والبطالة، وارتفاع عجز الموازنة والدين العام، وتحديات اقتصادية في اغلبها خارجة عن ارادتنا، ومنها اللجوء السوري، واغلاق الحدود امام صادراتنا، وانخفاض المساعدات العربية والدولية، وانقطاع الغاز المصري، والازمة المالية العالمية”.- (بترا)