"إعلاميون في سماء الأردن".. حكاية من رسموا على جدار الزمن صدى أصواتهم
عامر الصمادي: الكتاب يعرف الأجيال برواد العمل الإذاعي والتلفزيوني
الغد-عزيزة علي
- صدر بدعم من وزارة الثقافة للزميل الدكتور عامر الصمادي كتاب بعنوان "إعلاميون في سماء الأردن".
يتحدث الكتاب عن الإعلاميين الآتية أسماؤهم؛ "الحاج مازن القبج، د. عمر عامر الصمادي، د. عمر الخطيب، د. مسير مطاوع، هشام الدباغ، سلامة محاسنة، محمد أمين، شاكر حداد، عدنان الزعبي، د. عامر الصمادي، عبدالوهاب الطراونة، سالم العبادي، رافع شاهين، محمد جميل عبدالقادر، زاهية عناب جمان مجلي الخريشة، سوسن تفاحة، حاتم الكسواني".
وزيرة الثقافة هيفاء النجار كتبت إطلالة ثقافية من شرفة "الذاكرة"، تقول فيها: "في إطلالتنا الثقافية من شرفة الإعلام نحو الحياة يمكن أن نتابع شغف تفاصيل الحكاية، حكاية الوطن والإنسان، وحكاية من رسموا على جدار الزمن صدى أصواتهم، فكانت لكل قامة إعلامية قصته التي ارتبطت بصوت الوطن وصورته".
وتشير النجار إلى أن هذا الكتاب الذي أعده الإعلامي د. عامر الصمادي، لنطل معه على أسماء من الإعلاميين الأردنيين الرواد الذين صاغوا خطاب الدولة الأردينة ووجدان الأجيال منذ تأسيس الإذاعة الأردنية العام 1959، ومن ثم التلفزيون الأردني العام 1968.
وتضيف النجار أنه في تلك المرحلة، كان الإعلام المرئي والمسموع يدخل كل بيت، وكان وسيلة المعرفة والترفية والبهجة، تجتمع حوله الأسرة في تعاليلهم على اختلاف أعمارهم واهتماماتهم، وكان الإعلامي يمثل دورا تنويريا لا يقتصر على نقل الخبر، وإنما يتسع دوره لمشروع بناء الدولة، وتعزيز الهوية، وتدوين السردية الوطنية من خلال عمق ثقافته واتساع معارفه.
وخلصت النجار إلى أن هذا الكتاب يمثل جهدا توثيقيا مهما، لتأريخ الإعلام الأردني ومسيرة رجالاته الأفذاذ، والذين سطر لهم واحد من خبراء الإعلام بجهد بحثي يشكل نواة مهمة لدارسي تاريخ الأردن وتحولاته السياسية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويمثل في الوقت نفسه، ردا لجميل ما قدم الرواد، وإضافة للمكتبة العربية والمحتوى الإعلامي العربي.
فيما كتب الشاعر حيدر محمود يقول: "إن الصمادي يستحق التحية على جهوده في كتابة التاريخ الإذاعي بشكل خاص، والإعلامي بشكل عام، لهذا الوطن الذي غاب عن إبداعاته الكثيرة والكبيرة التوثيق الحقيقي، فليس هناك ما يرجع إليه الدارسون في هذا الجانب تحديدا حين يحتاج الواحد منهم إلى مراجع، سواء في الحقل العلمي أو غيرها من الحقول".
ويضيف محمود أن الصمادي في هذا الكتاب يملك من أدواته ما يمكنه من الكلام عنه بكل تفاصيله مع شديد الاحترام لكل الذين كتبوا عن ذلك الموضوع؛ لأن جلهم-ولن أقول كلهم- اكتفوا بالكتابة عن أنفسهم، وكأنهم هم الذين (اخترعوه).
وخلص محمود إلى أن الصمادي آثر أن يتحدث عن هذا "الإعلام المظلوم"، من خلال ما أنجزه المؤسسون، وأصحاب الفضل في هذا التوثيق المدهش للوطن، بخاصة في الإذاعة والتلفزيون، وإن كان المؤلف لم ينس نفسه، فألمح ولم يفصح، وأوجز-على استحياء- عما قدره الله من الإشادة بدوره في عمله الذي قام به سواء على الصعيد المحلي أو العربي أو العالمي.
يقول مؤلف الكتاب د. عامر الصمادي في مقدمته: "إنه عندما كان يحضر لدراساته العليا بالماجستير والدكتوراه بالإعلام كان دائما يبحث وينقب عن الإعلام الأردني ونشأته ومسيرته بشكل عام، ومما لاحظه إنه لا يوجد أي نوع من أنواع التوثيق لمؤسساتنا الإعلامية والعاملين فيها خاصة، ما كان منها قبل انتشار الإنترنت، وكنت إذا أردت معرفة بعض المعلومات عن أي شخصية إعلامية من الرعيل الأول لا بد لي من البحث عن أحد أفراد عائلته أو بعض زملائه ممن بقوا على قيد الحياة، وحتى عندما بحثت عن كتيب صغير كنا أعددناه عن تأسيس التلفزيون الأردني العام 2007، لم أجد له أثرا ولا أحد من العاملين يعرف عنه شيئا.
ويضيف الصمادي من هنا جاءت فكرة التوثيق للإعلام الأردني، فقدمت مشروعا متكاملا لغيث الطراونة الذي كان رئيس إدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ليتم تنفيذه خلال احتفالات المملكة بالمئوية الأولى للدولة الأردنية وكان المشروع من ثلاثة أجزاء، الأول موسوعة الإعلام والإعلاميين في الأردن للتوثيق لجميع المؤسسات الإعلامية والإعلاميين، منذ صحفية "الحق يعلو سنة 1917"، وصولا إلى يومنا هذا، والثاني هو فيلم وثائقي يستعرض الإعلام الأردني في مائة عام، والثالث هو متحف الإعلام الأردني الذي يستعرض كل الأدوات والآلات التي استخدمت في طباعة الصحف والبث الإذاعي والتلفزيوني، منذ التأسيس "علما أن معظم هذه الأدوات تم بيعها بالطن على شكل سكراب لتجار الخرداوات سابقا، وحاول الزميل عدنان الزعبي عندما كان مديرا عاما لمؤسسة الإذاعة والتلزيون استعادتها ونجح باستعاة جزء منها".
ويوضح أنه عندما تحمس رئيس مجلس الإدارة وعرض الأمر على المعنيين بتنفيذه قاوموه بشدة وسعوا إلى إحباطه ونجحوا في ذلك، "لكني لم أيأس فاتجهت إلى وزارة الثقافة وعرضت الأمر على رئيس تحرير مجلة أفكار في ذلك الوقت الدكتور يوسف ربابعة، الذي رحب بفكرة أن أنشر لديهم في كل عدد من أعداد المجلة ملفا خاصا عن أحد الشخصيات الإعلامية، وهكذا كان إلى أن تغيرت هيئة تحرير المجلة فتوقف المشروع".
ويقول الصمادي: "إنه يضع كتابه الأول من هذه السلسلة التي حاول من خلاله أن يعرف الأجيال القادمة إلى رواد ونجوم العمل الإذاعي والتلفزيوني في الأردن، رغم ما "اعترضني من صعوبات كثيرة جعلتني لا ألتزم بتسلسل زمني أو تاريخي أو معيار آخر لاختيار الشخصيات الواردة في هذا الكتاب، فكانت هذه الحصيلة من الشخصيات الإعلامية المحترمة". وأشار إلى أن بعض عائلات الإعلاميين الراحلين من أبناء وأحفاد "رفضوا التعاون بتزويدي بأي معلومات أو صورة خاصة لهم، كما أن بعض الإعلاميين أنفسهم بلغوا من الزهد حدا جعلهم لا يتجاوبون من محاولاتي المتكررة للكتابة عنهم"، لافتا إلى أن هذه هي المحاولة الأولى وسيكون هناك كتب أخرى تتبع.