عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Jun-2019

نتنياهو خائف من مواجهة مع غزة - يوسي ملمان
 
رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ليس معنيا بالحرب. وللدقة، هو ليس معنيا بحرب تشارك فيها اسرائيل وتقع على حدودها. يمكن الافتراض بأنه كان سيكون راضيا جدا لو كانت الولايات المتحدة تهاجم (ولعلها ستهاجم وإن كان احتمال ذلك متدنياً جدا) ايران، بسبب برنامجها النووي، وبسبب تطوير الصواريخ، وبسبب دعمها لمنظمات الارهاب ودورها في هز استقرار الانظمة. ومع أنه لم يطلب هذا علناً أبداً، فإن هذا ما أمل به نتنياهو في الأعوام 2010 – 2015، في عهد ادارة اوباما الى أن وقع الاتفاق النووي، فأزال الخيار العسكري عن جدول الاعمال.
ولكن في كل ما يتعلق باسرائيل، فإن نتنياهو حذر جدا، وهو يكاد يفعل كل شيء كي يمنع المواجهة العسكرية مع «حماس» في غزة. نرى هذا في كل يوم في سلوكه وفي قراره السماح لقطر بأن تحول بين الحين والآخر عشرات ملايين الدولارات - حتى الآن حولت الى غزة نحو 150 مليون دولار – رغم الانتقاد اللاذع الذي يوجهه له اليمين (بينيت، سموتريتش، ليبرمان) والوسط (أزرق - أبيض).
إن تصميم نتنياهو على عدم الانجرار الى الحرب يسمعه ايضا قادة جهاز الأمن.
لا تحرك سلوك رئيس الوزراء طبيعته الحذرة وخوفه من التورط والمغامرة فقط. فهو يخاف من الحرب، وبالتأكيد قبل الانتخابات، لمعرفته بأنها ستؤدي الى عشرات القتلى، إن لم يكن أكثر، وانه سيكون من الصعب تحديد غاية عسكرية – سياسية للجيش الاسرائيلي تتمثل باسقاط حكم «حماس»، وهي مهمة صعبة التنفيذ. لديه أيضا استراتيجية ورؤيا ايديولوجية: نتنياهو يسعى الى الحفاظ على الوضع الراهن كي يبقي «حماس» في الحكم، يحافظ على الانقسام في المعسكر الفلسطيني، وحتى يتواصل التآكل المتسارع في فكرة الدولتين. 
ولكن نتنياهو ليس مستعدا لأن يسير باستراتيجيته وايديولوجيته حتى النهاية. ولهذا فهو يقفز على البندين في كل ما يتعلق باعمار القطاع. فهو يسمح بتوسيع مجال الصيد ، نقل الوقود، الغذاء والأدوية، تشغيل عمال في اعمال مؤقتة، وكذا ضخ المال القطري، ورغم ذلك، فإنه لا يدفع بكل القوة نحو السماح باقامة مشاريع واسعة للبنى التحتية مثل بناء منشأة لتحلية المياه، تحسين مهم للمجاري، وزيادة إنتاج الكهرباء. 
عارض نتنياهو على مدى السنين مشروع القانون وغيره من المبادرات في هذا الشأن لفهمه آثارها. ولكن في شباط 2019 نفدت قوته، ولاعتبارات انتخابية لم يمنع «الكابينت» من تبني القانون.
في الأفق، ليس واضحا اذا كان القريب أم البعيد، بانتظار المخابرات وجع رأس آخر. ماذا سيحصل إذا قرر نتنياهو أن يضم المنطقة «ج» في الضفة، حيث لا يوجد سوى 100 الف فلسطيني ومستوطنات كثيرة، وهي تشكل نحو 60 في المئة من أراضي الضفة؟ سبق ان قال نتنياهو قبل الانتخابات انه سيفعل ذلك. اما الآن، فيما يتمتع بريح اسناد من ادارة ترامب الذي أيد اثنان من ممثليها – فريدمان وغرينبلات – ذلك فإن السؤال المشوق هو اذا كان سيعلن عن ذلك قبل الانتخابات ام بعدها، اذا ما انتخب مرة اخرى في أيلول.
في جهاز الأمن ينشغلون في المسألة بقدر غير قليل، ويحطمون الرأس لمعرفة ماذا سيكون الرد الفلسطيني اذا أعلنت اسرائيل الضم. فهل سيحل ابو مازن السلطة أم سيكتفي «فقط» بوقف التنسيق الأمني. وحين تكون في الخلفية حرب الخلافة لليوم التالي لابو مازن، فإن أحدا في جهاز الأمن ليس لديه اية فكرة حول ما سيحدث.
«معاريف»