عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Jan-2025

جدل تسليم سلاح الدروز في سوريا|مركز تقدم للسياسات

 

تقدير موقف،
 
مركز تقدم للسياسات-
تقديم: بعد إعلان الزعيم الروحي لدروز سوريا عدم تسليح السلاح إلى وزارة الدفاع في الإدارة الانتقالية، أعلن فصيلان عسكريان درزيان كبيران الاستعداد للانخراط في الجيش الجديد. فهل من انقسام داخل الطائفة الدرزية بشأن كيفية التعامل مع دمشق ولماذا خرج بيان الفصيلين وما هي حيثياته؟
 
- في 6 يناير 2025، أعلنت “حركة رجال الكرامة" و "لواء الجبل"، وهما أكبر فصيلين عسكريين (درزيين) في السويداء، استعدادهما الكامل "للاندماج ضمن جسم عسكري ليكون نواة للانضواء تحت مظلة جيش وطني جديد هدفه حماية سوريا". •تحدث الفصيلان عن مبادئ لخريطة طريق "ترفض أي جيش طائفي أو فئوي، وتدعو إلى الانفتاح على الحوار مع جميع الأطراف السورية، لا سيما الثوار الأحرار".
 
- شملت المبادئ "الدعوة لتأسيس دولة قائمة على العدالة وسيادة القانون مع حصر السلاح بمؤسسة عسكرية وطنية، والالتزام بعدم تدخل الفصائل العسكرية في الشؤون الإدارية أو السياسية، ودعم العمل المدني والسياسي التشاركي، والتأكيد على أن دمشق ستبقى العاصمة الأبدية، والتمسك بالحراك السلمي في السويداء كمنهج سياسي لبناء دولة قائمة على المساواة"
 
- في 1 يناير، اعترض أفراد من فصائل السويداء رتلا يتكون من أكثر من 15 سيارة، تابع للأمن العام وإدارة العمليات العسكرية، ومنعوه من دخول مدينة السويداء، بسبب عدم التنسيق مع فصائل المحافظة، ما أجبره على العودة. وكانت مهمة الرتل استلام مبنى قيادة الشرطة والمباني الحكومية في السويداء، تمهيدا لتشغيل المؤسسات والمراكز الأمنية في المحافظة.
 
- في 1 يناير، قال الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ حكمت الهجري، إن "من المبكّر جدا الحديث عن تسليم السلاح (…) وأن الأمر مرفوض نهائيا لحين تشكيل الدولة وكتابة الدستور لضمان حقوقنا". أوضح أنه "يجب أن تكون الدولة مدنية". وتابع: "لدينا هواجس من الوضع القائم إذا لم تتم مشاركة الجميع". وأضاف: "نحن بحاجة إلى مراقبة دولية لتشكيل الدولة السورية تفاديا لأي ثغرة في المستقبل تعيدنا إلى الوراء".
 
- يمثل الدروز حوالي 3 بالمئة من سكان سوريا، أي نحو 700 ألف نسمة، وتعتبر محافظة السويداء معقلهم الرئيسي في البلاد.  وقد تجنّب الدروز إلى حد كبير الانخراط في الاقتتال سنة 2011، وتمكن العديد منهم من تجنب التجنيد الإجباري في الجيش. ومند أكثر من عام استمر سكان السويداء في تنظيم مظاهرات مناهضة للنظام في دمشق.
 
- تأسس فصيل "رجال الكرامة"، المعروف أيضا باسم "شيخ الكرامة"، في أعقاب الصراع الذي اندلع في سوريا عام 2011. وهدف الفصيل إلى الدفاع عن دروز السويداء، وقد خاض معارك شرسة ضد تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة. كما اشتهر الفصيل بمعارضته لتجنيد الشباب الدروز في الجيش السوري، في وقت وصفت فيه روسيا قوات الفصيل بأنها "إرهابية".
 
- في 22 ديسمبر 2024، زار الزعيم الدرزي اللبناني، وليد جنبلاط، دمشق على رأس وفد درزي سياسي وديني. التقى الوفد مع قائد الإدارة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع.
 
- في 6 يناير 2025، طالب جنبلاط بمنح فرصة لاحمد الشرع، ونسيان ماضيه، متسائلا "من منّا ماضيه ناصع البياض". وأضاف أن الشرع رجل دولة ويراه رئيسا، مشددا على أن "هناك سوريا جديدة وشعبا حرّا"، ويجب عدم تفويت الفرصة.
 
- قالت مصادر سورية مراقبة إن بيان الفصيلين الدرزيين لا يتعارض مع موقف الشيخ الهجري لجهة المطالبة بخريطة طريق بشأن مستقبل سوريا. وأقرت بوجود وجهات نظر مختلفة داخل الطائفة الدرزية كما هو حال تعدد الآراء داخل بقية طوائف سوريا. لكن التعدد الدرزي مجتمع على وحدة سوريا وإقامة دولة تمثل الجميع.
 
- وأشارت المصادر ذاتها الى أن بيان الفصيلين جاء ردّا على أجواء بثّتها فلول النظام السابق بشأن تحول المحافظة الى منطقة معادية للتغيير في سوريا، وأن البيان يهدف إلى تأكيد انضباط السويداء داخل "الثورة" السورية، وعدم البناء على اي موقف سلبي، لا سيما بعد حادثة عدم التنسيق التي أدت إلى اعتراض رتل إدارة العمليات
 
- أشارت هذه المصادر أيضا إلى أن بيان الفصيلين تحدث عن تمسكهما بشعارات "ساحة الكرامة"، أي ساحة مظاهرات السويداء، بما يؤكد أن السويداء هي جزء من التحوّل الذي أدى إلى سقوط النظام ولن تكون نقيضاً له. وأن الشيخ الهجري هو داعم للساحة ومبادئها.
 
خلاصة:
 
**بيان الفصيلين الدرزيين يختلف في لهجته عن مواقف الزعيم الروحي لدروز سوريا، الشيخ حكمت الهجري، لجهة التعامل مع مسألة تسليم السلاح، لكن مبادئ الانتقال إلى الدولة السورية الجديدة تبدو واحدة.
 
**البيان يكشف عن تعدد وجهات النظر داخل طائفة الدروز، ونقاش بشأن كيفية إدارة علاقة السويداء والإدارة الانتقالية في دمشق.
 
**يسعى البيان إلى التأكيد أن مواقف الفصيلين مستوحاة من شعارات "ساحة الكرامة" التي يدعمها الشيخ الهجري، وهي المبادئ التي تقوم عليها الإدارة الانتقالية بقيادة أحمد الشرع.
 
**تعدد الرؤى في السويداء يدعم خيارات تعامل الإدارة الانتقالية بحكمة مع الحالة الدرز
ية في سوريا، واعتبارها حالة صديقة وغير معادية، وليست بالحدّة المعقّدة لتلك الكردية في شمال البلاد.
 
**ما زالت مواقف كافة أطراف السويداء متمسكة بوحدة البلد، رافضة للتقسيم، غير متماهية مع دعوات إسرائيلية للدفاع عن الأقليات في سوريا بما فيها الدروز.
 
**يُعتقد أن مواقف وليد جنبلاط الإيجابية من القيادة الجديدة في سوريا والداعمة للشرع عامل إيجابي في ترتيب العلاقة بين دمشق والسويداء.