عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Nov-2019

العلاقات السلبية والمحبطة.. كيف تنسحب من هذه الدائرة؟

 

ديمة محبوبة
 
عمان–الغد-  “استيقظت من النوم باكرا.. وبدأت بشحذ همتي لأبدأ يومي بحماس وطاقة إيجابية قبل التوجه للعمل، وقررت عدم الحديث مع زميلتي في العمل، فرغم أنها إنسانة جيدة إلا أن طريقة تفكيرها سوداوية، مما يعكر مزاجي طوال اليوم”، بهذه العبارة وصفت الثلاثينية الموظفة مرام حسان موقفها من إحدى زميلاتها في العمل.
وتضيف مرام، بأن هذه الزميلة أثرت على حياتها بشكل سلبي، مستذكرة اليوم الذي وصلت به للعمل وهي فرحة جدا، كونها باتت “عمة” لأول مرة، وقد أحضرت “حلوان” قدوم الطفل الجديد، والحفيد الأكبر في عائلتها، لتسمع وابلا من الجمل السلبية عن الحياة وسوئها، والتنبؤ بمستقبل الطفل الصغير الذي جاء لحياة بائسة مليئة بالأشواك والأحزان.
ومن هنا عرفت مرام أن الإحباط والحزن يسيطران على زميلتها، لذا قررت أن تفصل نفسها عن أجواء العمل، والابتعاد عمن يسبب لها الضيق والضجر.
وجود أشخاص سلبيين في حياة الفرد، ليس بالأمر السهل، إذ يسببون الضجر وأحيانا الحزن والتوتر، ويصعب على الشخص الانسحاب من ذلك المحيط، لكنه يتأثر بهم يوما بعد يوم، وعليه يتساءل، هل أصبحت مثلهم؟ أم يمكنني تجنبهم بعدم الاختلاط بهم؟
والحال الذي يعيشه علي كمال ليس بأفضل من حال الموظفة مرام، وذلك بوجود صديق يتدخل بكل تفاصيل حياته، إذ بات الأمر لا يطاق، على حد تعبيره.
فكر علي كثيرا بطريقة مناسبة تمكنه من الابتعاد عن صديقه، كونه حاول كثيرا أن يغير من أطباع صديقه، إلا أن الأمر يزداد سوءا يوما بعد يوم، ويمكن أن يصل حد التدخل عن كيفية معاملته لزوجته وأطفاله، ما جعله بالفعل يخطط لقطع علاقته مع صديقه “صاحب الشخصية المزعجة”.
يعلق اختصاصي علم النفس د. موسى مطارنة، بأن حياة كل فرد فيها شبيهة بهذه الشخصية المزعجة والسلبية، فإما أن يكون واحدا من أفراد العائلة، أو صديقا، أو جارا أو حتى زميل عمل. ويضيف، التخلص من هذه العلاقات ليس بالأمر السهل أحيانا، وذلك بحسب العلاقة الموجودة بين الفرد وذلك الشخص “المزعج”، لكن يمكن الابتعاد أحيانا في حال وصل الفرد حد الضجر الحقيقي.
وينصح مطارنة بفرض حدود واضحة للتخلص منهم، والحد من إزعاجهم، فيستطيع الفرد التخلص من الحديث معهم بشكل مباشر أو التخفيف بشكل تدريجي، مثل الرد فقط على السؤال بإجابة غير واضحة، ومختصرة جدا، ومن الأفضل ألا تتجاوز الكلمة، ومع استمرار هذه المعاملة يدرك الآخر بأنه شخص غير مرغوب فيه، ولديه حدود يجب ألا يتجاوزها.
ويلفت مطارنة بأن على الشخص أن يهتم بذاته وبصحته النفسية بشكل جيد، لأن الاهتمام بالصحة النفسية يعني الاهتمام بالصحة الجسدية، ما يعني ضرورة الحديث الصريح، بإيقافه إن كان الازعاج فضوليا، أما إذا كان سلبيا فيتوجب مكاشفته بأن لديه نظره سلبية، وعليه أن يغيرها، وينظر بشكل آخر، وإن ظل مصرا على ما هو عليه، فلا ضير من تجنبه.
وينصح أن يتم تجاوز هذا الأمر من خلال البحث عن الأشخاص الايجابيين في حياته، والجلوس معهم بشكل دائم والتعامل معهم. في حين يبين التربوي د. محمد أبو السعود أن هناك سلوكيات يتوجب على الفرد، “وأن لم يأخذها من الصغر” أن يدرب نفسه عليها في الكبر، وهي الثقة بالذات، وكيفية الفصل عن الحياة الخارجية، ما يعني أن يقوم الفرد بتدريب ذاته وتأهيلها من جديد بجعل نفسه أقوى من التأثير الخارجي عليه.
ويتفق مطارنة وأبو السعود على أهمية تدريب الذات والعمل دائما على تصفية الذهن والتخلص من السلبيات المحيطة، وخصوصا التي تأتي من الأشخاص، وذلك من خلال المشي بخطوات متوازنة أو التنفس العميق واتخاذ القرارات الصحيحة في الابتعاد عن هذه الشخصيات.
ويبين اختصاصي علم الاجتماع د.حسين خزاعي بأن التعاملات الاجتماعية مهمة جدا في حياة الفرد، وكي لا يكون هو شخصا متطفلا ومزعجا للآخرين على الفرد دائما مهما كانت علاقته معهم أن يلزم هو حدوده، وأن لا يتطفل وأن يسأل قبل أن يتدخل بأي شيء.
وفي المقابل إن تعرض أي شخص لأحد آخر يضايقه ويزعجه بفضوله أو سلبيته يتوجب أن يكون شخصا حازما وصريحا مع نفسه أولا، ومع الشخص الآخر، وأن يظهر بأن هذه حياته الشخصية، والتي لا يفضل أن يتدخل بها أحد أو ليس إلى هذا الحد التدخل، ويضيف، وإن كان الشخص سلبيا، فلا ضير من تجنب الجلوس معه، واقتصار الكلام على ما هو مهم جدا في العمل، والفصل التام بين العقل والوجود بوجود هؤلاء الأشخاص.