عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Feb-2019

یوجد بدیل - بن ألوف
ھآرتس
 
الغد- البدیل صعد إلى المنصة في میدان المعارض، نظر لبنیامین نتنیاھو في عینیھ ولم یخفض نظره.
للمرة الأولى منذ عشر سنوات وضعت المعارضة أمام رئیس الحكومة شخصاّ ما ذا سلطة وتجربة أمنیة، وھي الأمور التي منحت حتى الآن نتنیاھو أفضلیاتھ الحاسمة على خصومھ.
ُّ ھذا لن یساعد: بالإمكان تخی ُّ ل جدول أعمال مدني واجتماعي، تخیل حكومة تركز على التعلیم،
وعلى الاختناقات المروریة، وعلى أسعار جبنة الكوتیج وعلى المستشفیات. ولكن في لحظات
اختبارھا الحقیقیة، فإن إسرائیل تحتاج إلى زعیم لا یفقد أعصابھ تحت النیران، وغانتس مقنع أكثر من الآخرین بقدرتھ على الصمود في ھذا التحدي.
الظھور الناجح لغانتس محا یائیر لبید وأفي جباي، واللذان حتى الأمس ادعیا قیادتھما للمعسكر
المعارض لنتنیاھو. لیس فقط التجربة العسكریة والدبلوماسیة الموجود لدیھ وتنقصھما، بل أیضا الانتقاد الثاقب والدقیق الذي شنھ غانتس على رئیس الحكومة، وعلى عائلتھ وبلاطھ، على أصدقائھ ذوي الملیارات وتحالفھ مع الحریدیم. لبید وغباي لم ینجحا في تقدیم رسالة صافیة كھذه، وتعثرا في غمزات محرجة عدیمة الجدوى نحو الیمین ونحو المتدینین.
قبل ست سنوات عندما كان رئیساً للأركان، كتبت عن غانتس بأنھ یثیر الحنین إلى إسرائیل في
سنوات الستینیات: علمانیة، مكتلة، وترى بالجیش مؤسسة مقدسة. ھذه بالضبط الرسالة التي طرحھا ھذا المساء، تقریباً بھذه الكلمات. ھو لم یخترع شیئاً: مؤسس الدولة، دافید بن غوریون
ربى زعماء انتقلوا من الحقل في الكیبوتس أو في الموشاف إلى الحیاة العسكریة ومن ھناك إلى السیاسة الوطنیة. من بین ھؤلاء موشي دیان، أرئیل شارون وإیھود باراك.
غانتس مر بتلك المحطات، ومثلھ أیضا موشي بوغي یعلون، شریكة الجدید في حزب ”مناعة ّ لإسرائیل“، وبترجمة إلى لغة نتنیاھو ومقربیھ“ النخبة القدیمة تنقض ثانیاً على مواقع القوة التي
فقدتھا في الأربع سنوات الأخیرة، تحت حكومة الیمین- النقیة لنتنیاھو، نفتالي بینیت، أییلیت شكید ومیري ریغیف. ھذه كل القصة.
لیس ھنالك شك أن غانتس یرى في نفسھ تواصلاً لقادتھ التاریخیین، وكان یرشح نفسھ للدور الرئیسي في فیلم ”اكسودس“ على نغمات ایریك اینشتاین ونعومي شیمر. الرجل الذي جاء من وراء المحراث والتراكتور، والذي غنى ”القدس الذھبیة“ و“كلانا من نفس القریة“ بدون تزییف، المشبع بطقوس وصلوات ”أیھا الإلھ المليء بالرحمة“ وقراءة ”طبق الفضة“ في المقابر العسكریة.
ولكن الاشتیاق وحده لا یكفي من أجل الصعود إلى السلطة، وحتى لیس ظھوراً معتداً بنفسھ ویبعث على الثقة. من أجل الفوز على نتنیاھو، غانتس یحتاج إلى اجتیاز دورة سریعة في السیاسة، أن یصعد إلى ملعب المنتخب بأسماء معروفة، وأن یوحد تحت جناحیھ ”یوجد مستقبل“ و“العمل “ وربما أیضا موشي كحلون وأن یشرك في القیادة نساء، شرقیین وشباب.
ّ إذا ظھر حزبھ كفرع لـ ”تسیفت“، وھي منظمة المسرحین من الخدمة العسكریة الدائمة، وإذا
ّ ارتكب أخطاء میزت جنرالات في خطواتھم الأولى في السیاسة، فسوف یختفي مثلما جاء، لیس ھنالك الیوم ما یكفي من المشترین لبضاعة ”المباي“ التاریخیة، إذا لم تجتاز عملیة تحدیث.
غانتس أیضا مطلوب منھ أن یقنع بأنھ حقاً متعطش للسلطة، ولیس فقط یقوم بجمع المقاعد من
أجل الانضمام بعد الانتخابات لحكومة اللیكود كوزیر للأمن.
ٍومع ھذا، وكما أظھر جزء من الاستطلاعات الأخیرة، فإن غانتس ھو الأول الذي یعتبر لدى
ّ الجمھور الإسرائیلي كوریث محتمل لنتنیاھو. وخطابھ یوم الثلاثاء فقط عزز ھذا الانطباع.