لندن ـ «القدس العربي»: حذّرت منظمة «مراسلون بلا حدود» الأسبوع الماضي من أن الخطوات التي يتّخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتفكيك وسائل إعلام عالمية تموّلها الولايات المتحدة على غرار إذاعة «صوت أمريكا»، من شأنها تعريض صحافيي هذه المؤسسات للخطر.
وباشرت إدارة ترامب مؤخراً عمليات تسريح واسعة النطاق في إذاعة «صوت أمريكا» ووسائل إعلام أخرى تمولها واشنطن، بعد يومين على توقيع ترامب أمراً تنفيذياً يوقف عمل «الوكالة الأمريكية للإعلام العالمي»، المشرفة على الإذاعة، وذلك في أحدث تدابيره لخفض الإنفاق في الحكومة الفيدرالية.
وقالت منظمة مراسلون بلا حدود إنها «تطلق جرس الإنذار على خلفية مخاطر تواجه طواقم الوكالة الأمريكية للإعلام العالمي حول العالم، بينهم تسعة صحافيين مسجونين حالياً في الخارج بسبب عملهم». وجاء في بيان للمدير العام لـ«مراسلون بلا حدود» تيبو بروتان أن «إدارة ترامب ترسل إشارة تقشعرّ لها الأبدان: الأنظمة الاستبدادية على غرار بكين وموسكو باتت لديها الحرية لنشر دعايتها بدون رادع».
وقال بروتان إن القرار ينطوي على «خيانة» لصحافيي الوكالة الأمريكية للإعلام العالمي التسعة المسجونين في أذربيجان وبيلاروس وبورما وروسيا وفيتنام و«يجعل آلافاً آخرين عاطلين عن العمل ومعرّضين للخطر» بسبب عملهم.
وتشرف الوكالة الأمريكية للإعلام العالمي على وسائل إعلام بينها عدة بينها «إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي» التي تأسست خلال الحرب الباردة للوصول إلى التكتل السوفييتي السابق، وإذاعة «آسيا الحرة» التي تأسست لتوفير تغطية للصين وكوريا الشمالية وبلدان آسيوية أخرى يخضع الإعلام فيها لقيود مشددة.
وإضافة إلى «مراسلون بلا حدود» حذّرت منظّمات إعلامية في أوروبا من مخاطر التدابير التي يتّخذها ترامب على صعيد تجميد التمويل.
وجاء في بيان لـ«فرانس ميديا موند» و«دويتشه فيلي» أن «هذه الخطوة تهدّد بحرمان ملايين الأشخاص حول العالم من مصدر حيوي للمعلومات المتوازنة التي تم التحقق منها، خصوصاً في بلدان تعد فيها الصحافة المستقلة نادرة أو معدومة».
وتابع البيان «هذه الخطوة تثير قلقاً بالغاً نظراً إلى الدور الذي تؤديه الولايات المتحدة منذ زمن في الدفاع عن حرية الصحافة».