عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Sep-2022

في خطابه بالأمم المتحدة.. الملك ينبه العالم من أزماته*محمد يونس العبادي

 الراي 

حملت كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني، في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، العديد من الدلالات، ووضعت قادة ومسؤولي العالم، والمتابعين لهذه الاجتماعات، من وسائل إعلام ومحللين، أمام تساؤلات المستقبل لعالمنا.
 
فجلالة الملك، في كلمته، نبه من خطر «كساد اقتصادي وشيك» متبوع بأزمات انعدام الأمن الغذائـي، والتغير المناخي، والحرب في أوكرانيا، وبكلمات موجزة، استهل جلالته الخطاب بسؤال مركزي: هل هذا هو المستقبل الذي سنتركه للأجيال القادمة؟
 
واشتملت الكلمة الملكية، على العديد من التساؤلات، ونبه جلالة الملك في كلمته، إلى الواقع الذي يعيشه العالم اليوم، ونبه بتساؤلاتٍ هامةٍ إلى ما يجب أن يكون، متسائلاً، عن غياب الرؤية والعزيمة الأممية لإنجاز عالمٍ مختلفٍ وأوسع أفقاً، وأكثر عدالةٍ يسوده النمو الاقتصادي المستدام والفرص الواعدة الجديدة، وفرص عملٍ أكثر.
 
ومثالاً، على الدور الذي يجب أنّ تضطلع به الأمم المتحدة، وأنّ يتنبه له المجتمع الدولي، أزمة المناخ، والتي هي على رأس جدول أعمال الدورة الحالية إلى جانب التعليم، نبه جلالة الملك، إلى ضرورة التعاون، «فلا يمكن لأي بلد بمفرده أن يعالج أثرها على البيئة»، وذكر جلالته مثالاً على آثارها في الأردن «كالبحر الميت ونهر الأردن والشعاب المرجانية في خليج العقبة».
 
وفي سياق الأزمات العالمية، نبّه جلالة الملك إلى الحرب في أوكرانيا، وتداعياتها على سلاسل التوريد الغذائي، والأسعار العالمية، وأثرها اليوم على الغذاء، «لا يمكن لبلد أن يزدهر إذا لم يكن الغذاء متوفرا بكلفة مناسبة على مائدة كل أسرة».
 
لقد ذكر جلالة الملك عبدالله الثاني، في كلمته الشعوب أكثر من خمس مراتٍ، مؤكداً أن «الشعوب هي الأولوية» وأشار إلى تراجع أدوار السياسة، ولربما اختزل ما يمر به عالمنا اليوم، من غيابٍ لتأثير الساسة الحقيقي ومقدرتهم على حل الازمات، بقول جلالته: «إن السياسة قد تخذل عالمنا في بعض الأحيان، إلا أن الثابت الوحيد هو أن الشعوب هي الأولوية».
 
وهذه قراءةٌ مهمة، في تجمعٍ أمميٍ، لأنها تنبه لأدوار الساسة اليوم، وسط عالمٍ يغرق بأزمات، ويصل إلى مرحلةٍ لربما غير مسبوقةٍ من الأخطار الناتجة عن الاستقطاب الروسي الغربي، بالإضافة إلى أزمات الغذاء والتضخم والمناخ، وغيرها من الهموم الجديدة على عالمنا.
 
وقد أعاد جلالة الملك، في حديثه عن القضية الفلسطينية، مفهوماً هاماً إلى الواجهة، مذكراً قادة وزعماء العالم، بالأهداف التي تأسست عليها الأمم المتحدة، وهو «حق جميع الشعوب في تحديد مصيرها»، وهذه مقاربة هامة فهذه المنظمة الدولية تأسست مع مطلع عهد القضية الفلسطينية، وقد مضت أكثر من سبعة عقودٍ ولم تقدم حلاً حقيقياً.
 
ونبه جلالة الملك، إلى قضية مسيحيي الشرق اليوم، وما تتعرض له هويتهم وخاصة في القدس، من تهديدات وخطر إثر الانتهاكات الإسرائيلية المتتالية، قائلاً: «هذا لا يمكن أن يستمر، فالمسيحية جزء لا يتجزأ من ماضي منطقتنا والأراضي المقدسة وحاضرها، ويجب أن تبقى جزءا أساسيا من مستقبلنا».
 
وجلالة الملك، يتحدث عن القدس بصفته الوصي عليها، وأمام منبرٍ أمميٍ، بما يرسخ من أدوار الوصاية، بحماية الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين في القدس، «أؤكد لكم بوضوح أننا ملتزمون بالدفاع عن الحقوق والتراث الأصيل والهوية التاريخية للمسيحيين في منطقتنا، وخاصة في القدس».
 
إنّ كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني، من على منبر الأمم المتحدة، دعت إلى العمل الجماعي الدولي، في وقتٍ أو لحظةٍ تاريخيةٍ مهمة، يعيشها العالم إثر الحرب في أوكرانيا، وهي تنبه إلى مخاطر مقبلة، وتشدد على التعاون، وتطرح تساؤلاتٍ عن شكل المستقبل، إنّ ظلّت الأوضاع الدولية على ما هي عليه من انقسام.
 
فجلالة الملك، في كلمته، رسم سياقاتٍ الواقع الحالي، والسياقات التي يجب أن تكون، وطرح تساؤلات المستقبل، للأجيال الحاضرة والمقبلة.. ونبه من أزماتٍ باتت تهدد لربما العالم وشكله الحاضر.