عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Sep-2025

على إسرائيل أن تنهي القتل.. وعلى حلفائها ألا يظلوا متواطئين

 الغد

ترجمة: علاء الدين أبو زينة
افتتاحية - (الغارديان) 20/8/2025
 
أظهر استطلاع رأي أُجري الشهر الماضي أن 79 في المائة من اليهود الإسرائيليين "غير منزعجين كثيرًا" أو "غير منزعجين على الإطلاق" من التقارير التي تتحدث عن المجاعة والمعاناة في غزة. 
 
 
تواجه إسرائيل الآن خيارًا حاسمًا -وكذلك يفعل حلفاؤها. فقد دفعت الإدانات الدولية إسرائيل إلى السماح بمرور شحيح للمساعدات إلى غزة. لكنها ما تزال غير كافية على الإطلاق، وما يزال الفلسطينيون يموتون جوعًا. وقد قتلت إسرائيل أكثر من 62 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب إحصائيات وزارة الصحة في غزة.
مؤخرًا، تم تسجيل الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي، أهارون حليفا، الذي كان مسؤولًا عندما وقع هجوم "حماس" في العام 2023، وهو يقول: "مقابل كل شخص قتل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، يجب أن يموت 50 فلسطينيًا. لم يعد يهم إذا ما كانوا أطفالًا". وليس هذا مجرد كلام انتقامي وفاحش، بل هو وصف صريح لجريمة حرب.
ويغلب أن يرتفع عدد القتلى في غزة مجددًا. فقد منح وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، الضوء الأخضر لخطط استدعاء 60 ألف جندي من أجل الاستيلاء على مدينة غزة واحتلالها -ما سيؤدي إلى إجبار مئات آلاف الفلسطينيين على الهجرة وإلى جلب المزيد من الكارثة لسكان مدنيين منهكين مسبقًا، يائسين ومصابين بالصدمات النفسية العميقة. ومع ذلك، يبقى لدى بنيامين نتنياهو بديل: القبول بمقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه "حماس" مُسبقًا، والذي يُقال إنه "شبه مطابق" لخطة سابقة كان قد قدمها المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، وكانت إسرائيل نفسها قد وافقت عليها.
يعتقد نتنياهو المحاصر أن حربًا أبدية يمكن أن تبقيه في السلطة وأن تدرأ عنه محاكمة الفساد التي ستُستأنف قريبًا. لكن المفاوضات تستمر، والحرب تواجه معارضة متزايدة في الداخل، ولو أن ذلك قد يجلب نتائج معاكسة حين يعزز اعتماده على شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف. وينبغي التعامل بحذر مع التقارير عن حالة عدم الرضا والتململ في الجيش: إنها لم تمنع قوات الدفاع الإسرائيلية من إعداد خطط الهجوم على مدينة غزة والبدء في تنفيذها. لكن 74 في المائة من الإسرائيليين يريدون انتهاء الحرب، وقد شهدت عطلة نهاية الأسبوع احتجاجات ضخمة، عكست في الغالب قلق الإسرائيليين على حياة الرهائن وحصيلة الخسائر في صفوف الجنود. وكما أظهر استطلاع أجري الشهر الماضي، فإن 79 في المائة من اليهود الإسرائيليين لم يكونوا "منزعجين جدًا"، أو أنهم كانوا "غير منزعجين على الإطلاق"، من التقارير التي تتحدث عن المجاعة والمعاناة في غزة.
مع ذلك، على الصعيد الدولي، كانت معاناة الفلسطينيين هي التي تغذي الدعوات إلى إنهاء الحرب وتتسبب بتآكل مكانة إسرائيل وتحالفاتها على أساس يومي. ووجد استطلاع أجري لصالح وكالة "رويترز" أن 58 في المائة من الأميركيين أصبحوا يؤيدون الآن الاعتراف بدولة فلسطينية، وأن 59 في المائة منهم يعتبرون أعمال إسرائيل في غزة مفرطة. وقد وصف الأردن الخطة الإسرائيلية لمدينة غزة بأنها "قتل لكل فرص السلام في الشرق الأوسط". وحذر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، من أنها ستجلب "كارثة حقيقية". ولم يفعل هجوم نتنياهو على منتقديه مثل رئيس الوزراء الأسترالي "الضعيف"، أنتوني ألبانيزي، سوى إظهاره أكثر يأسًا وعزلة، وزاد من حدة الانتقادات التي يواجهها.
لا يملك الفلسطينيون في مدينة غزة سوى أن يقرروا ما إذا كانوا سيبقون لمواجهة الهجوم الإسرائيلي، أو يحاولون الفرار -مُنهكين كما هو حالهم- من دون أن يكون هناك مكان آمن يلجؤون إليه. لكن الآخرين يمكنهم أن يختاروا أن يمنحوهم مستقبلًا بدلًا من البقاء متواطئين في هذه الفظائع. لقد أصبح وقف إطلاق النار الآن أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. ويستطيع دونالد ترامب أن يوقف الإبادة، وأن ينهي إفلات إسرائيل من العقاب. ولكن، بدلًا من ذلك، عمدت الولايات المتحدة يوم الأربعاء إلى فرض عقوبات إضافية على مسؤولين في "المحكمة الجنائية الدولية" بسبب القضية المرفوعة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي. وإذا كان ترامب ما يزال يأمل في الوصول إلى صفقة أوسع في الشرق الأوسط، فلن يكون بالإمكان بناؤها على أنقاض مدينة غزة.
على الدول الأخرى أن تذهب أبعد من الخطوة المهمة -وإنما الرمزية- المتمثلة في الاعتراف بدولة فلسطينية. إن الأهم من ذلك بكثير الآن هو وقف جميع شحنات السلاح إلى إسرائيل، وفرض مزيد من العقوبات عليها، واستخدام القوة الاقتصادية -من إنهاء وصول إسرائيل إلى الأسواق من دون رسوم جمركية إلى تعليق مشاركتها في برنامج "أفق أوروبا" البحثي.
 
*نشرت هذه الافتتاحية تحت عنوان: The Guardian view on Gaza’s future: Israel should end the killing. Its allies must not remain complicit