عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-May-2019

المساعدات الأمیرکیة الحرجة - بقلم: یوآف لیمور
ھآرتس
إن المساعدات الامنیة الامیركیة ھي حجر أساس في السیاسة الامنیة الاسرائیلیة. لیس فقط بسبب المال نفسھ، الذي یشكل مدماكا مھما في میزانیة الجیش الاسرائیلي وفي خططھ، بل اساسا بسبب العلاقة الوثیقة مع القوة العظمى الاكبر في العالم التي تسمح لاسرائیل بالاعتماد على قدراتھا، وضمان الولایات المتحدة الكامن فیھا لأمن شقیقتھا الصغرى في الشرق الاوسط. إن بدایة المساعدات في ارسالیات السلاح في حرب یوم الغفران. بعدھا تلقت اسرائیل منحا مالیة، ترتبت مع الزمن وازدادت في ظروف مختلفة. الاساس الذي وقف دوما امام ناظر اصحاب القرار في
واشنطن كان حفظ التفوق العسكري الاسرائیلي في مواجھة اعدائھا وخصومھا في المنطقة.
ھكذا، إلى جانب المال، حرصت الولایات المتحدة على أن تنقل إلى اسرائیل منصات متطورة اكثر
مما لدول اخرى في الشرق الاوسط. كان ھذا صحیحا مع طائرات اف 15 واف 16 في الثمانینیات، كان صحیحا ایضا مع طائرات اف 35 الیوم، ومع جملة الاسلحة المتطورة التي تسمح للجیش الاسرائیلي بأن یكون على أكثر من خطوة واحدة إلى الامام. كما تلقى الامیركیون مقابلا لاستثمارھم: لیس فقط قاعدة متقدمة، مستقرة ودیمقراطیة، في منطقة ھشة ومتقلبة، بل حقل تجارب متطور لاسلحتھم، مما سمح لھم بأن یطوروا تفوقا بارزا حیال الاسلحة السوفیاتیة، وكنتیجة لذلك ایضا الزیادة المھمة لمبیعات الصناعات الامنیة الامیركیة استنادا إلى ادائھا الشامل في خدمة الجیش الاسرائیلي.
لم تتوقف ولم تقل المساعدات حتى في عھد التوترات بین الحكومات في واشنطن وفي القدس، بل
العكس ھو الصحیح: فالمساعدة الحالیة، التي بدأت في تشرین الاول الماضي وستستمر في العقد
القادم- قررتھا ادارة اوباما، في ذروة التوتر مع حكومة نتنیاھو في شؤون ایران، كدلیل على الدعم
الامیركي غیر المتحفظ لاسرائیل. والقسم الاساس من المساعدات (33 ملیار دولار لعشر سنوات)
ھو للمشتریات، وقسم آخر (5 ملیارات ) ھو لبرامج الدفاع ضد الصواریخ، بینما تلتزم اسرائیل
باستثمار مبلغ مشابھ في ھذا التطویر.
كجزء من اتفاق المساعدات الجدید ستقلص الصناعات الامیركیة بالتدریج، حتى التوقف التام،
المشتریات المجاملة من الصناعات الامنیة في اسرائیل. والمعنى ھو ان العدید من العاملین
الاسرائیلیین قد یقالوا، وصناعات اسرائیلیة ستقیم مصانع في الولایات المتحدة كي تندرج في
الاستحقاق لاستغلال المساعدات، العملیة التي من شأنھا ان تؤدي ایضا إلى المس باستقلال ومتانة الصناعة الامنیة الاسرائیلیة، وفي اعقاب ذلك ان تزید ایضا تعلق الجیش الاسرائیلي بوسائل قتالیة لیس لھ تأثیر كامل على تطویرھا وانتاجھا. على الحكومة وجھاز الامن ان یكونا یقظین للاثار
المحتمة ھذه وان یقدما الجواب علیھا في اقرب وقت ممكن. بالمقابل، فإن المیزانیة المضمونة لعقد
إلى الامام تسمح لجھاز الامن باستقرار الخطط والسیولة. وبخلاف المیزانیة الشیكلیة، الخاضعة
للتغییرات والتقلیصات مما یحبط الاستقرار المالي – فإن المال الامیركي مضمون، ویمكن للجیش
الاسرائیلي أن یعتمد علیھ لغرض التزود بجملة من الوسائل. ھنا ایضا مطلوب من الحكومة امور
حیویة: اذا لم تمنح الجیش الاسرائیلي الامان المالي الشیكلي بعید المدى ایضا، فمن شأن الجیش ان یجد نفسھ مرة اخرى یستخدم اموال المساعدات كي یشتري البزات، السكر والحبر للطابعات.
في الماضي رفعت غیر قلیل من مشاریع القرارات للتخلي عن المساعدات الامیركیة ومن التعلق
الذي تنطوي علیھ. مثل ھذه الفكرة لا توجد الآن على جدول الاعمال، ولیس بدافع اقتصادي؛
اسرائیل ھي قوة عظمى اقلیمیة، یفترض ان تكون قادرة على ان تمول جیشھا دون حاجة لتلقي
المال من الآخرین. ودون الاستخفاف بالضخ المالي الدائم والسخي الذي یصل من واشنطن، فان
الفضیلة الاساس للمساعدات ھي في العلاقة الوثیقة التي تسمح بھا بین الدولتین – إلى جانب
التعاون الاستخباري، العملیاتي، التكنولوجي وغیرھا – والذي یبث رسالة واضحة بأن لاسرائیل
یوجد دوما ظھرا امیركیا متماسكا وغیر قابل للشك.