عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Sep-2025

خرائط مكررة وبيانات تهديد.. الاحتلال يسابق الزمن لإخراج سكان غزة

  الغد

غزة - لا يتوقف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إصدار الخرائط والبيانات المكررة لسكان مدينة غزة، في تسارع غير مسبوق بعملية الضغط لإخراجهم منها، قبل تاريخ الرابع عشر من كانون الثاني (ديسمبر) الحالي، حسبما تصلهم التهديدات.
 
 
ويؤكد فلسطينيون ما يزالون في أحياء مدينة غزة، رغم قرارات الإخلاء،إلا أن جيش الاحتلال يستخدم ضدهم شتى أساليب الضغط من أجل دفعهم للنزوح.
وتنادي طائرة "كواد كابتر" على المواطنين في عدة أحياء لدعوتهم للخروج قبل التاريخ المذكور، ومن بينها حي الدرج.
ويقول أحمد الزرد أحد سكان الحي، إن "الكواد كابتر صرعتنا ويمارس الجيش بها استفزاز وترهيب ضدنا، لأنهم يعلمون من بقي ومن خرج".
ويضيف "كل يوم تنادي أخرجوا قبل الرابع عشر من ديسمبر، ونحن في بيوتنا، خرج البعض وما زلنا وآخرين صامدين".
ورغم صموده لكن مشاهد القتل والمجازر التي تُرتكب على مرأى عينه، إلا أنه "يخشى هدم البيت على رؤوسهم"، يقول مواطن آخر من الحي.
القرار مؤجل لآخر لحظة
يروي محمد برغوث حادثة قتل امرأة تحركت من منزلها قبل يومين "قصفوا بيت مخلي وطار لوح زينقو وقطع رأس امرأة، وسقط الردم علينا ونحن ذاهبون للصلاة".
ويضيف "بالنهار مجازر وبالليل ضرب وأحزمة نارية، ونداء من الكواد كابتر أخرجوا أخرجوا، لنا الله".
وينتظر برغوث "الصمود لآخر نفس ليقرر الخروج وأسرته، لعل وعسى تنتهي هذه الغمة". وتشهد معظم أحياء المدينة ومخيماتها بالخصوص أحزمة نارية، لإرغام من تبقوا من السكان، وعددهم كثير، على الخروج، تمهيدًا لمناورة برية على ما يبدو، حسب إفادات مواطنين.
وأصدر جيش الاحتلال امس خرائط جديدة مرفقة بتوضيحات حول أماكن النزوح التي يطلب من سكان المدينة الذهاب إليها، وهي المرة السابعة التي يتم فيها إصدار خرائط خلال أسبوع.
ويتزامن تكرار البيانات والمناطق التي يوجّه جيش الاحتلال السكان إليها، مع مقاطع فيديو، يحاول فيها الناطق باسم الجيش تجميل صورة تلك المناطق، وإغراء السكان بالغذاء والماء والمخيمات والعيادات الطبية التي يزعم إقامتها فيها، وذلك في ظل الأرقام المزعجة بالنسبة للاحتلال حول نسبة النازحين.
وكان رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتانياهو" خرج بنفسه لدعوة سكان المدينة للخروج، زاعمًا أنه مصمم على حسم المعركة مع "حماس"، بينما الأمر لا علاقة له بهذه المزاعم، وإنما بالتهجير فقط، حسبما يجزم مختص في شؤون اللاجئين الفلسطينيين.
هدف إستراتيجي
ويقول رئيس الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين علي هويدي إن الهدف الإستراتيجي ليس فقط تهجير المدينة، وإنما كل الفلسطينيين من قطاع غزة، مع العلم أن الاحتلال عمل على شطب مخيمات قطاع غزة متعمدًا ضمن رؤية إستراتيجية يصير عليها.
ويضيف "الرؤية تفضي بتهجير السكان واستجلاب ملايين اليهود من مختلف دول العالم للسكن في منازل الفلسطينيين، كما فعلوا عام النكبة قبل 77 عاما".
ويشدد على أن موضوع احتلال مدينة غزة لا يتعلق بحسم المعركة التي يزعم به الاحتلال ميدانياً، وإنما يتعلق بالتهجير الكامل من غزة.
 ويكمل "التهجير يمضي على الضفة الغربية أيضاً، التي نشاهد ما يجري فيها من مصادرة أراضي وبناء مستوطنات وقطع التواصل بين شمال وجنوب الضفة وتهجير المخيمات مثل نور شمس وطولكرم وجنين وغيرها".
وحسب هويدي، فإن الاحتلال يحاول أن يوحي بأن هجرة اللاجئين ستكون لمناطق آمنة، وهذا ذر للرماد في العيون.
ويؤكد أن ارتكاب المجازر سواء بحق الأطفال والشيخ والنساء والبنى التحتية والبيوت الآمنة، هو تماماً ما كان يحدث في عام الـ 48، الذي اضطرّ عدد من أبناء شعبنا لترك منازلهم خوفًا من مجازر العصابات الصهيونية وعمليات التطهير العرقي.
يستطرد حديثه "والآن ما يجري بغزة هو نفس المنهجية".
ومن جهة أخرى يريد الاحتلال أن يشطب اسم المخيم من القضية واسم لاجئ وحق العودة، عبر استهداف المخيمات وإزالتها، وفق هويدي.
ويوضح أن في غزة 8 مخيمات في غزة و19 مخيمًا في الضفة وهي لها رمزيتها، وكلها مستهدفة، مشيرًا لما يحدث أيضًا لوكالة الغوث "أونروا" في مسعى للقضاء عليها للتخلص من أهميتها ودورها الإستراتيجي على المستوى السياسي والإنساني.
وبالمحصلة-يؤكد هويدي- أن كل هذه السياسات ودعوات الانتقال من مكان لآخر تندرج في إطار الخدع والتضليل للشعب، بالإيحاء أن هناك مناطق آمنة، بالرغم من أن ما يجري بمنطقة المواصي من استهدف للمدنيين من مجازر خير دليل على كذب الاحتلال.
كما يشدد بالقول "هذا احتلال استعماري إحلالي، يسعى لطرد كل الفلسطينيين حتى في داخل الأراضي المحتلة عام 48 التي يواجه سكانها التهجير والتهويد وفق قانون مزور صدر عام 2018 لهذا الغرض".
ويوجد في قطاع غزة 1.7 مليون لاجئ مسجل لدى "أونروا" في قطاع غزة، من أصل ما يقارب 2.3 مليون من سكان القطاع.-(وكالات)