عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-May-2020

كتاب يدرس مقامات أبي الحارث البرواني

 عمّان-الرأي - يسعى كتاب "قراءات سردية لمقامات أبي الحارث البرواني" للباحث العُماني سعيد الصلتي، إلى إعادة قراءة مقامات أبي الحارث البرواني في ضوء مناهج النقد الأدبي الحديثة، من أجل رصد مكامن الجمال والطرافة فيها، ورسم طريق جديد لفن المقامة في العصر الحديث.

والكتاب الصادر عن الجمعية العمانية للكُتاب والأدباء بالتعاون مع "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن، جاء في ثلاثمئة وخمس وسبعين صفحة من القطع المتوسط. واستهله الباحث بفصل تمهيدي عرَّف فيه بفن المقامة ونشأته وأهم رموزه في التراث العربي بشكل عام والتراث العماني بشكل خاص. ثم تناول مقامات البرواني بالتحليل من حيث مكوناتها البنائية؛ سرداً وحواراً وتناصاً، ثم من حيث مكوناتها الفنية في اللغة والشخصيات وتوظيف المكان.
ويرى الباحث أن أهمية هذه الدراسة تكمن في أنها "توجه عنايتها لفن عربي خالص لم يلقَ نصيبه من الاهتمام"، وهي تتوخى إعادته إلى الوجود "من خلال الكشف عن أسرار صياغته البنائية وجماله الفني من خلال مقامات أبي الحارث البرواني التي تُعد من أسبق المقامات، من حيث أنها تأتي مطبوعة في كتاب مستقل". ويوضح أن مقامات البرواني خمس مقامات سار فيها صاحبها مسيرة الهمذاني والحريري، وهذا يؤكد الحضور العماني في هذا الفن، ومشاركة العمانيين في حفظه من الاندثار.
ويخلص الصلتي في خاتمة بحثه إلى أن المقامة ما زالت محتاجة إلى من يقوم بإعادة إحيائها، وذلك من خلال إعادة قراءتها بصورة معاصرة تصل بينها وبين فن القصة القصيرة المعاصر دون المساس بجوهرها. وهو يدعو إلى تعزيز حضورها في المنتديات والمحافل الأدبية، ونشرها إعلامياً من خلال الشاشات وتحويلها إلى مسرحيات تقدَّم أمام الجمهور، كي يُحفظ هذا الفن من الاندثار، ويُقدَّم إلى الآداب العالمية بوصفه أدباً عربياً خالصاً.
والشيخ أبو الحارث البرواني الذي تناولت هذه الدراسة مقاماته، وُلد في زنجبار عام 1296هـ، وترعرع هناك في كنف والده ثم والدته وجدته العالمة الشيخة ريا بنت علي البروانية. ومن آثاره: "مقامات أبي الحارث" التي طُبعت للمرة الأولى في القاهرة عام 1914م ثم أعادت طباعتها وزارة التراث والثقافة العمانية عام 1980م، و"رحلة أبي الحارث" التي طُبعت للمرة الأولى في زنجبار عام 1915م ثم أعادت وزارة التراث والثقافة العمانية طباعتها عام 2010م، بالإضافة إلى ديوان شعر فُقد في زنجبار بعد عام 1964م.