«رمّ المسرحي 2» .. يفتتح عروضه بـ « ظلال الحب»
عمان-الدستور - حسام عطية - على بركة الله تعالى .. ومن على خشبة المسرح الرئيس بالمركز الثقافي الملكي اعلن مندوب رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، وزير الثقافة والشباب انطلاق فعاليات مهرجان «رمّ المسرحي» بدورته الثانية، بمشاركة خمسة أعمال مسرحية سوف يقدمها لجمهوره، فيما شهد الحضور عرض فيلم وثائقي جسد انطلاق مهرجان رم الاول بنسخة الفنان الراحل ياسر المصري، وتم اختيارها من أصل «21» نصا مسرحيا تم استقبالها في المرحلة الاولى.
بالآلاف وليس بالمئات
ونوه مندوب رئيس الوزراء أبو رمان في كلمة «مقتضبة» بعد ان وجه الشكر والتقدير لكافة القائمين على انجاح هذا العمل الفني الأردني الذي يقدم كمنتج مسرحي اردني بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح، اننا نريد في المستقبل حضور جمهور للمسرح بالآلاف وليس بالمئات، واننا نسعى جاهدين الى تقديم مسرح افضل، للمشاهدين، وعليه علينا التعاون فيما بيننا لانجاح هذا المنجز المسرحي الأردني عبر تقديم العاملين بالقطاع الفني رسالتهم الفنية للجمهور على ان تنافس وتقدم حلولا لمشاكل المجتمع وافراده.
المسرح اخلاق
بدوره رئيس مجلس الأمناء، الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله قال «اعتبر «رم» مكانا للقلب والروح، والمسرح هو مدرسة اخلاق، فعشتم وعاش المسرح بكافة كوادره، فيما نحن بالهيئة العربية بالتنسيق مع وزارة الثقافة ونقابة الفنانين الأردنيين نعتبر شركاء بصياغة وصناعة المستقبل عبر انجاح هذه المهرجنات التي باتت تقام سنويا بالأردن، واننا في الهيئة نعتز بأن ثلاثة من عروض الدورة الماضية قد تأهلت بالتنافس الحر لمهرجان المسرح العربي بدورته الحادية عشرة، واننا لنأمل أن يكون رم 2 رافدا قويا في كل خطواته على كافة الصعد المحلية والعربية، فاذا كان وادي القمر منحه الخالق لنا، فلنا في امتداده ورحابته وقوة صخوره الشاهقات وجمالية ما نحت الريح والرمل في خصر الصخر، لنا في كل صور نتوخاها في رم 2 والدورات المقبلة ان شاء الله تعالى.
أبو الفنون
نقيب الفنانين الأردنيين رئيس اللجنة العليا لمهرجان حسين الخطيب خاطب الحضور بالقول «اننا نجتمع اليوم عبر المسرح الانساني «أبو الفنون» الذي قدم ويقدم على مر العصور افضل الرسائل الفنية والدرامية وغيرها لافراد المجتمع التي تلمس وتحل مشاكلهم وتسلط الضوء على معاناتهم، فيما يأتي هذا المهرجان بدورته الثانية والأردن الوطن الغالي وهو يحتفل بعشرينية الانجاز التي ترسخت خلالها مبادئ وقيم ثقافية ستكون نموذجا لنظم وتقويم العمل الابداعي في مقبل الأيام ، فيما نسعى مع شركينا لاثراء الحركة الفنية الأردنية بسلسلة أحداث مسرحية تهدف الى توطيد العلاقة بين المسرح «أبو الفنون» وجمهوره على اختلاف ثقافاتهم واهتماماتهم، عبر بناء مختبر للمسرحيين الأردنيين يواصلون من خلاله التعامل مع عناصر المسرح ومقوماته دونما انقطاع من خلال التواصل والاحتكاك مع تجارب الآخرين، فيما تطلق دورة رم 2 برعاية ودعم متواصل من لدن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلي الأعلى لدولة الامارات العربية حاكم الشارقة، وترسيخ هذا المهرجان كأيقونه مسرحية ثقافية أردنية.
المسرحيون الحقيقيون»
اما مدير المهرجان د. محمد خير الرفاعي فقال «أعتبر ان وقودنا لانجاح هذا المهرجان هم انتم ايها «المسرحيون الحقيقيون» كونكم تقدمون فنكم لجمهوركم المتعطش دائما لمشاهدة الافضل منكم عبر رسائلكم الفنية التي تلمس مشاكله، فيما للمسرح دقات .. يسمعها البعض ويعيشها البعض الأخر ويحياها العاشق بنبض القلب والجوارح، علمنا المسرح فن الاختلاف وفن القول ومهارات الحركة نقلنا من عالمنا الى عالمه بالروح والجسد لا يدرك كنه العلاقة الا العاشق والعشق جنون، وعلى مسافة المحبة وقفنا نرصد ونتابع وندعم الجميع وترفعنا عن كل ما يعيق، ولد مهرجان رم بدورته الثانية، اجتهدنا وللمجتهد نصيب تمسكنا بفكرة انتخاب الأفضل علنا نرسم أفقا ارحب وتحملنا كل الصعوبات لايماننا بالفكرة والتطبيق، وبالضرورة نحتاج الى بعضنا البعض لكي تكتمل الصورة ودمتم بكل الحب.
جمعت الفائزين
وعبر لوحة مسرحية تعبر عن مدى الوفاء المتبادل، الوفاء لمن فازوا في دورة المهرجان الاولى «ياسر المصري»، وقف الفنان علي عليان والفنانة دلال فياض وهما ممن فازوا بافضل ممثل وافضل ممثلة على خشبة المسرح الرئيسي بالمركز الثقافي الملكي حيث ارتأت اللجنة العليا لمهرجان رم بدورته الثانية احتفاء وتكريما منها ان تجمع الفائزين بسمفونية مستقاة من عمق الفن المسرحي، حيث حياهم الحضور ، الذين سيكون من بينهم في وقت لاحق من يقف بنفس المكان .. لتستمر دورة الوفاء والاحتفاء، فصدحوا باصواتهم، بـ «هنا رمّ» .. نص كتبه الفنان «علي عليان» ليجسده مع الفنانة» دلال فياض».. الفائزة معه بجائزة افضل ممثل وافضل ممثلة، في الدورة الاولى من المهرجان ،بلوحة مسرحية، للمخرج محمد الضمور، «هنا رمّ،..رمّ الصحراء كوجه الحسناء حين تلف شعرها..، تغزل من عبق الياسمين دندنة العشق في عمان..، كل قصتهم شيبا وشبانا..هي حكاية عشق للخشبة..، انه سطر محراث بسيط..في سفر الحياة وفي زمن الحكايات، وبكل بساطة..هذه تفاصيل الحكاية..، اناس ياكلون الخشبات فنا..ومسرحا، ايها الواقع الحاضر الجميل، هنا رمّ، هنا رمّ اثنان، في عمان وجبالها السبعة تكمن الحكايات.
ظلال الحب»
وعلى هامش افتتاح مهرجان رم 2 شاهد الحضور العرض الاول لمسرحية «ظلال الحب» من تأليف ليلى الأطرش، و سينوغرافيا واخراج: حسين نافع، الذي علق على عمله بالقول، المسرحية دعوة الى التعاطف والحب الانساني وتقدير دور النساء في عالم يقوم على عدم التمييز.. فتتشابه معاناة النساء عبر التاريخ. تتشابه القضايا في الزمان والمكان منذ الجاهلية وحتى الراهن العربي، بشجن ولغة شاعرية تميزت بها الكاتبة الاردنية ليلى الأطرش، لتكشف ما فرضه المجتمع على النساء من انكسار والآم تنطلق وتتفجر من خلال الشخصيات لتبوح بالمسكوت عنه. تجارب ذاتية تنطبق على معاناة النساء عامة، ظلت مسكوتا عنها بالقمع الاجتماعي والتفسير والاجتهاد الفكري، وهي لوحات مسرحية يختلط فيها التاريخ بالجغرافيا بين أقطار الوطن العربي، وتعرض الصورة الخارجية والصورة الأكثر عمقا في حياة شخصيات نسائية ذات تأثير في الواقع والتاريخ، تتجسد على خشبة المسرح كوسيلة للفرار من مصير التواري والسقوط في بئر النسيان. إنهن نساء برزن فعلا لكنهن فشلن في تغيير النظام والثقافة الذكورية السائدة، حيوات الشخصيات، والتي تبدو مستقلة، قد تحققت في ظل نظام أبوي ذكوري قرر ببساطة أن يدخلهن في دائرته. ولكن كان الثمن مرتفعا، دفعنه عزلة ومعاناة وموتا محققا.