عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Mar-2021

بعد عام من كورونا العالم البائس*إسماعيل الشريف

 الدستور

«كِتابُ حَياةِ البائِسينَ فُصُولُ  ...  تَلِيهَا حَواشٍ للأَسَى وذُيُولُ»، إلياس فرحات
 
ها قد مضى عام على كورونا، وما زلنا نعيش أوقاتًا صعبة للغاية، مرشحة لتزداد صعوبة.. ولكن مع هذا لا تدع اليأس يعشعش في نفسك، فهذا لن يحقق لك أية فائدة، بل وسيكون عائقًا لك في استمرار العيش في هذا الزمن الصعب.. ثق بي فالذي قد يفيدك هو أن تؤمن بأن الواقع الجديد الذي نعيشه علينا أن نألفه ونتصرف بناءً عليه. 
 
لا تسمني متشائمًا، فأنا لست كذلك، أفضل أن تسميني واقعيًّا، فكورونا قد فتحت الباب على مصراعيه للعيش في عالم لم نشاهده من قبل سوى في روايات الخيال العلمي وأفلام تتنبأ بآخر الزمان، عنوانه البؤس والموت والمرض، تملؤه الأخبار السيئة والعزلة والكمامة والمعقمات والفقر والخوف والكوارث والتغير المناخي والتضييق على الحريات... وها نحن نعيش الفيلم أو الرواية بكافة تفاصيلها المرعبة، وأسرد بعض عناوين الرعب هذه:
 
- الأوضاع الاقتصادية الصعبة لن تتغير سريعًا، وسنستمر - في أحسن الظروف - في محاولاتنا اليائسة لتأمين احتياجاتنا الأساسية، وستصبح الكمامة والمعقم والتباعد جزءًا لا يتجزأ من هويتنا.
 
- كورونا هي البداية لفيروسات جديدة تستعد لمهاجمتنا بسبب التحطيب الجائر للغابات وذوبان الثلوج، فهذا الاحتكاك المباشر بين الإنسان والحيوان سيؤدي إلى مزيد من الفيروسات، وقد تبين كيف تفعل الفيروسات فعل الحروب في تدمير المجتمعات.
 
- اتخذت التكنولوجيا منعطفًا خطيرًا مع تطور الذكاء الاصطناعي، فمزيد من الوظائف ستقوم بها الآلة، وسنخضع للمراقبة بشكل أكثف، ومن يملك المال سيصل كل شيء لباب بيته. ومن نتائج هذه التكنولوجيا أن جعلتنا أكثر عزلةً، وسيصبح الرأي الشخصي جريمة تسبب الحرمان.
 
 
 
 
 
- نحتاج إلى قرار مصيري وطني بالاعتماد على أنفسنا في تأمين متطلبات الحياة الأساسية، ستفنى الشعوب التي ستفشل في توفير طعامها وشرابها، وفي مرحلة ما لن تكون للنقود ذات الأهمية، فإذا لم نبدأ من الآن سيأتي وقت سنعض فيه على الأنامل.
 
- التباين الكبير بين الأغنياء والفقراء، فالأغنياء ضاعفوا ثرواتهم، والفقراء ازدادوا فقرًا، والطبقة المتوسطة في طريقها للاختفاء، سنشاهد فاحشي الثراء يفرون إلى أماكن نائية مع موت الحضارة.
 
- زيادة الاستقطاب داخل المجتمعات، وتأخذ أشكالا مختلفة، النظام والمعارضة، لون البشرة، العقائد، الأصول... وهذه قد تؤدي إلى انهيار مجتمعات بأكملها.
 
- أنظمة أكثر شمولية، وتدخلات في تفاصيل حياتنا، وفشل مؤسسات الدول في التصدي للمشاكل المتفاقمة، وفرض قرارات القوة الناعمة ممثلة بالمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني.
 
والآن علينا أن نتعامل مع هذه الحقائق الجديدة، والتكيف معها، فعنوان المرحلة المقبلة النجاح بالبقاء على قيد الحياة، عندئذ قد يخِف قلقنا ويستبدل بيأسنا أمل باهت!
 
ألم أقل لكم: إن العالم قد أصبح أكثر بؤسًا؟..