عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Feb-2021

العلاقات السعودية الاماراتية…فتور أم إفتراق! * سليمان نمر
الأول نيوز – يلاحظ دبلوماسيون في الرياض ان العلاقات السعودية مع دولة الامارات ان لم تكن فاترة فهي لم تعد بالحرارة التي كانت عليها خلال السنوات القليلة الماضية . 
 
وذكر مصدر دبلوماسي عربي ان العلاقات بين الرياض وابو ظبي “فاترة” منذ نحو عام ، ويشير الدبلوماسي نفسه الى ان الاسباب وراء ذلك يعود اساسا الى تبني ودعم دولة الامارات لمجلس التنسيق اليمني الذي عمل على فصل جنوب اليمن ومنع حكومة الرئيس عبد ربه هادي من الاستقرار في عدن. 
 
ولكن السعودية لم تكن تبدي امتعاضها من التأييد الاماراتي للانفصاليين الجنوبيين الا  احيانا ، وذلك حرصا على ان لا تخسر مشاركة ابوظبي في الحرب باليمن اولا .. وثانيا حتى تبقي على ” متانة ” علاقتها مع الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب الذي تربطه علاقات شخصية ودية مع ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد . 
 
وعملت السعودية قبل شهرين على الضغط على مجلس التنسيق اليمني من اجل تنفيذ اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية للرئيس هادي ومجلس التنسيق قبل نحو عام ، وتشكيل الحكومة اليمنية وعملت على  
 
 اعادة الحكومة الشرعية لليمن للاستقرار والعمل في عدن ( وهي العاصمة الثانية لليمن) ، وهذه الخطوة لم تكن موضع ترحيب في ابوظبي . 
 
ويقول دبلوماسيون خليجيون ان الامارات استاءت من ان السعودية عملت على المصالحة مع قطر وفك الحصار عنها واعادة العلاقات معها ، وفرضت ذلك على دولة الامارات ومصر والبحرين وسايرت ابو ظبي الرياض لأنها لا تستطيع ان تعارضها في هذه الخطوة ، ويلاحظ ان دولة الامارات لم تعلن رسميا حتى الان عن اعادة العلاقات مع قطر والبحرين ايضا لم تعلن . 
 
ويعتقد دبلوماسيون خليجيون ان الامر الاخير الذي قد يكون قد “اغاظ” الامارات ، ان ولي العهد السعودي الذي استضاف وترأس قمة “العلا” الخليجية الشهر الماضي ، خص امير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني بترحيب شديد لم يحظ به رؤساء الوفود الاخرين ومنهم رئيس وفد الامارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء وحاكم دبي . 
 
وفي دول الخليج تعودوا ان اي تصرف لأي حاكم ومسؤول له دلالاته  
 
والترحيب الذي خص به ولي العهد السعودي ضيفه امير قطر يشير الى ان الرياض يهمها في المرحلة المقبلة استعادة علاقاتها مع قطر، والتي كان احد اسباب قطعها مسايرة السعودية لولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد.
 
ويلاحظ ان ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد لم يزر السعودية منذ عدة اشهر. 
 
 ومن مظاهر السعي السعودي للافتراق عن ابوظبي ، تعمل السلطات السعودية حاليا على الانتهاء من تجهيز مبنيين كبيرين في حي السفارات بالرياض من اجل ان تنقل اليهما استديوهات وادارات القنوات التلفازية للفضائيتين السعوديتين “العربية” و”الشرق” اللتان تعملان من دبي الصيف المقبل. 
 
ويعترف اعلامي سعودي مخضرم انه يتواجد في بعض اجهزة الاعلام المحسوبة على السعودية العاملة في الامارات والخارج اعلاميين سعوديين يتبعون التوجهات السياسية للامارات ، لذلك كان هؤلاء اشد من بلادهم السعودية في العداء  لقطر . 
 
واتخذت السعودية هذا الشهر عددا من القرارات التي لن تكون موضع ارتياح دولة الامارات اخرها عدم منح عقود استثمارية للشركات الاجنبية التي لاتقيم لها مكاتب اقليمية في المملكة وهذا يعني هجرة معظم المكاتب الاقليمية للشركات الدوليه التي تتعامل مع السعودية من دبي الى السعودية ولاشك ان هذا الانتقال لن يكون موضع ارتياح سلطات دبي ، بالاضافة الى ذلك وضعت السعودية دولة الامارات ضمن 20 دولة ممنوع دخول القادمين منها إلى المملكة في مطلع شهر  فبراير الجاري ، في حين ان امارة ابوظبي اصدرت قرارا بعدها باعفاء القادمين من السعودية من اجراءات الحجر الصحي بسبب كورونا . 
 
ويقول دبلوماسي سعودي سابق في الرياض ان الرياض تشعر ان الامارات ذهبت بعيدا في تطبيع علاقاتها مع اسرائيل ، صحيح ان المملكة – حين ابلغتها ابو ظبي بنيتها تطبيع العلاقات مع اسرائيل لم تعترض او تتحفظ – الا انها مفاجئة بهذا الاندفاع الاماراتي الشديد نحو اسرائيل . 
 
واكتشفت السعودية ان عشرات الاسرائيليين يزورون الامارات ثم يأتون للمملكة بجوزات سفر اميركية او غير اميركية . 
 
ويضيف الدبلوماسي السعودي السابق ” صحيح ان هناك ميلا عند البعض في ادارة الحكم بالسعودية لتطبيع العلاقات مع اسرائيل بسبب الضغوط التي مارسها الرئيس ترامب ومستشاره وصهره غاريد    كوشنر الا ان الرياض وجدت ان الاسرائيليين يسعون نحو تطبيع العلاقات مع المملكة دون ثمن لصالح حل القضية الفلسطينية ، الامر الذي جعلها تفرمل خطواتها في هذا الاتجاه “.. 
 
وسيساعدها على ذلك انه ستتوقف الضغوط المباشرة التي كان يمارسها الرئيس السابق ترامب وصهره ومستشاره كوشنر مع رحيلهما ومجيء الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن    
 
ويلاحظ الدبلوماسي نفسه اختفاء اصوات بعض السعوديين الذين كانوا يدعون للعلاقات مع اسرائيل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها ،وهناك منع على اي سعودي لزيارة اسرائيل . 
 
ويعتقد مراقبون سياسيون في الرياض ان الفرملة السعودية لخطوات الاقتراب من اسرائيل والتطبيع معها جاء بعد فشل اللقاء الذي اعلنت اسرائيل انه عقد بين ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في منطقة نيوم في شهر نوفمبر العام الماضي . 
 
والدليل على فشل اللقاء ان مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو هو من سرب خبر اللقاء “لإحراج ولي العهد السعودي ” ، والاهم انه بعد اسبوعين من اللقاء قام الامير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية السابق – وهو لازال له راي في السياسة السعودية – بمهاجمة اسرائيل خلال مؤتمر إقليمي في المنامة، ووصفها بـ “قوة استعمارية غربية”. 
 
ويرى مسؤولون خليجيون ان دولة الامارات حتى ولو استاءت من بعض الخطوات السياسية السعودية لاتستطيع ان تختلف مع المملكة ولاتريد ذلك، لذا فهي ستعمل على ابقاء حبال الود ممدوة مع الرياض حتى ولو ارادت الاخيرة الافتراق سياسيا عنها .