هآرتس
بقلم: أسرة التحرير
ان فشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في إدارة أزمة كورونا يتواصل. فيوم الاربعاء الماضي اقرت الكنيست قانونا مؤقتا يسمح لوزارة الصحة بالاستعانة بجهاز الشاباك – المخابرات لتعقب الاشخاص المخالطين للمرضى.
وفي غداة اقرار القانون، بدأت وزارة الصحة تبعث بعشرات آلاف البلاغات للمواطنين تأمرهم فيها بالدخول في الحجر لمخالطتهم مرضى كورونا مؤكدين. ويدعي بعض من متلقي البلاغات بانهم كانوا في بيوتهم في الساعات التي اشارت البلاغات اليها ولم يخالطوا أي مريض.
يتبين أن وزارة الصحة ايضا لم تستعد كما ينبغي لاعادة التعقبات الخلوية. وكنتيجة لذلك – فان المواطنين الكثيرين الذين ارسلوا الى الحجر بالخطأ وارادوا الشكوى من ذلك اكتشفوا أنه من الصعب واحيانا من المتعذر الوصول الى وزارة الصحة هاتفيا، والاخطر من ذلك – أن الشروط للاستئناف على القرار محدودة للغاية. كل هذا رغم حقيقة أن القانون يقرر بان من تلقى بلاغا من حقه أن يتوجه الى وزارة الصحة “لإعادة فحص المعطيات” والوزارة ملزمة بان ترد عليه في غضون ثلاثة أيام.
الاعتداد، الغرور، وفي اعقابهما العودة غير المدروسة للحياة الطبيعية جعلت إسرائيل عرضة لموجة ثانية من كورونا في وضع من الاحتياطات الاقتصادية الفارغة ودون استعداد مناسب لمواجهة اخرى. ومثلما في الجولة الأولى فان نتنياهو يصر في الجولة الثانية على أن يدير الازمة بشكل مركزي من خلال جلسات حكومية عاجلة وفي ظل تعظيم نفسه على التلفزيون. كل ذلك بخلاف تام مع الدول السليمة التي ادارت ازماتها بشفافية ومن خلال عملية اتخاذ القرار بشكل مرتب، ووضعها اليوم أفضل بكثير من وضع إسرائيل.
للتغطية على القصورات يبحث نتنياهو وحكومته عن اختصار للطريق في ظل استخدام وسائل موضع خلاف. تنكشف إسرائيل في عريها المدني وبشكل لا مفر منه تتوجه إلى أجهزة الأمن كي يحلوا من اجلها المشاكل. غير أنه ليس فقط سمحت الدولة للمخابرات بوصول قانوني للهواتف الخلوية لعموم المواطنين، من خلال ادوات يستخدمها الجهاز لمكافحة اعداء البلاد، بل يتبين أن هذه الاساليب تستخدم لارسال “الابرياء” الى الحجر.
“كورونا” هو أزمة مدنية، ويجب القاء المخابرات خارج المجال. وبالتأكيد هكذا عندما لا تكون وزارة الصحة جاهزة للاستعانة بالمخابرات وفقا للشروط التي يقررها القانون.
قبل شهرين تبجح نتنياهو في تصريحاته عن زعماء في الدول الأوروبية يتصلون به “كي يتعلموا منا ما نفعله من مواصلة النجاح”. لعله حان الوقت لان يتصل هو بهم هذه المرة لتتعلم إسرائيل منهم كيف تدير أزمة كورونا.