عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Oct-2020

الحرب الكلامية بين مرشحي الرئاسة الأميركية تتواصل عقب هدنة قصيرة

 ميامي – هاجم المرشح الديمقراطي إلى البيت الأبيض جو بايدن مساء أول من أمس منافسه الجمهوري الرئيس دونالد ترامب بسبب تصريحاته المطمئنة بشأن كوفيد-19 حتى بعد أن أصيب هو شخصيا بالفيروس الفتّاك.

وبنبرة غاضبة قال نائب الرئيس السابق “لقد رأيت تغريدة كتبها، لقد أروني إياها، لقد قال ” لا تدعوا كوفيد يتحكم بحياتكم”. إذهب وقل ذلك لـ210 آلاف أسرة خسر كل منها شخصا” بسبب الجائحة.
من جهته قلل ترامب الذي لم يشف كليا بعد، من مخاطر كوفيد 19 رغم إصابته به محاولا وسط استطلاعات الرأي السيئة، ان يربط بين اكتسابه مناعة ضد الفيروس ومناعة مماثلة ضد الهزيمة الانتخابية.
وقال الرئيس الأميركي أمس إنه يريد أن تجري المناظرة الرئاسية المقبلة مع منافسه الديمقراطي جو بايدن رغم إصابته بفيروس كورونا المستجد.
وكتب في تغريدة “أتطلع للمناظرة مساء الخميس 15 الشهر الحالي في ميامي. ستكون عظيمة”.
ويراهن ترامب على ورقة القائد القوي الذي تغلب على الفيروس وطلب من الأميركيين “الا يدعوا الفيروس يسيطر على حياتهم”، وكثف التغريدات والفيديوهات في هذا الاتجاه.
وأثار هذا الخطاب انتقادات شديدة في الأوساط الطبية، مع شكوك في نجاحه في ايصال الرسالة في بلد تجاوز فيه عدد الوفيات بسبب “كورونا” 210 آلاف.
وسيكون وباء كوفيد 19 في 2020 ثالث سبب وفاة في الولايات المتحدة.
ويبدو ان ترامب الذي تعرض لانتقادات منذ بدء تفشي فيروس كورونا لتغريداته
التي وصفت باللامسؤولة وقلة تعاطفه، مصمم على الاستمرار في النهج نفسه.
وغرد بعد عودته الى البيت الأبيض بعد أن أمضى ثلاثة أيام في مستشفى وولتر ريد العسكري “الانفلونزا الموسمية على الابواب!”.
وقال “هل سنغلق البلاد؟ كلا لقد تعلمنا التعايش معها كما سنتعايش مع كورونا الذي لم يعد قاتلا لدى غالبية المصابين!” ضاربا بالارقام عرض الحائط. ووفقا للسلطات الصحية الأميركية لم تتجاوز الوفيات خلال العقد المنصرم الـ100 ألف في السنة.
وبعد خروجه من المروحية التي اقلته من المستشفى العسكري، توجه ترامب الى شرفة البيت الأبيض ووقف أمام عدسات المصوّرين الذين كانوا بانتظاره في الأسفل ونزع الكمامة الطبية ورفع إبهاميه علامة النصر وأدى التحيّة العسكرية.
ومعلوم ان مستقبله السياسي بات على المحك وهو مليء بمؤشرات سلبية.
ومع اقتراب الاستحقاق الرئاسي في الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر)، فان تراجع ترامب في استطلاعات الرأي يثير القلق وهو يتخوف من ان يصبح الرئيس الذي انتخب لولاية واحدة خلافا لاسلافه الثلاثة : باراك اوباما وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون.
ووفقا لآخر استطلاع للرأي ل”سي ان ان” و”اس اس ار اس” نشرت نتائجه صباح أمس بات بايدن يتقدم عليه بـ16 نقطة (41 % مقابل 57 % في نوايا الأصوات).
وكان استطلاع آخر لـ”ان بي سي” و”وول ستريت جورنال” نشر الأحد الماضي اظهر تقدم بايدن بـ14 نقطة.
وفي حال النظر الى خريطة الولايات الرئيسية القادرة على حسم نتيجة الانتخابات لصالح أحد المرشحين، فان التقدم ليس بهذا الوضوح رغم انه بات واقعا.
في المقابل ستتمكن مجموعة صغيرة من مناصري ترامب الذين يروجون لصورة رئيس محارب هزم فيروس كورونا، من التأثير في نتيجة الانتخابات.
ولزم عدد من النواب الجمهوريين الصمت عندما غرد ترامب أول من أمس من المستشفى الذي ادخل اليه مساء الجمعة الماضي “لا تخافوا من كوفيد 19”.
وأكد أول من أمس “ساعود قريبا لاستئناف حملتي!!”.
لكن الطاقم الطبي أكد بوضوح ان خروج ترامب من المستشفى لا يعني عودة الأمور الى طبيعتها.
وأعلن الطبيب شون كونلي “ربما لم يتعاف كليا بعد” مؤكدا انه سيحظى في المقر الرئاسي بـ”عناية طبية ممتازة على مدار الساعة”.
في تغريدة على تويتر نشرها بينما كان يستعدّ لمغادرة مركز والتر ريد الطبّي “سأعود إلى مسار الحملة قريباً!!! وسائل الإعلام المضلّلة لا تنقل إلا استطلاعات الرأي المزوّرة”.
وقال في تغريدة أخرى مخاطباً مواطنيه “لا تخافوا من كوفيد”، وذلك على الرّغم من أنّ الفيروس حصد أرواح أكثر من 210 آلاف شخص في الولايات المتّحدة.
وبعيد المقابلة التلفزيونية قال بايدن خلال مشاركته في ندوة حوارية مع ناخبين نقلت وقائعها مباشرة “أنا بصراحة لم أتفاجأ” من إعلان ترامب ليل الخميس الماضي أنّه مصاب بالفيروس.
وأضاف “آمل أن لا يغادر أحد معتقداً أنها ليست مشكلة. إنّها مشكلة خطيرة”.
وعلى مدى أشهر عديدة سخر ترامب وفريقه الانتخابي من الاحتياطات التي اتّخذها المرشّح الديموقراطي، متّهمين نائب الرئيس السابق بأنّه يحاول الاختباء من خلال تجنّب الناخبين، وذلك بسبب احترامه الصارم للتدابير الواجب اتّباعها للوقاية من الفيروس ولالتزامه إجراءات الحجر الصحّي التي فرضت في ولايته ديلاوير.
وبعد مناظرة أولى سادتها الفوضى في 29 أيلول (سبتمبر)، من المقرّر أن يتواجه ترامب وبايدن في مناظرة ثانية في 15 الشهر الحالي في ميامي. وعلى الرّغم من إصابة ترامب بكورونا فقد أكّد كلا المرشّحين عزمه على المشاركة في المناظرة إذا ما أبقى المنظّمون عليها.
بعد أربعة أيام أمضاها في المستشفى العسكري من كورونا خرج الرئيس ترامب على وقع هدير محركات المروحية التي نقلته إلى البيت الأبيض وأصوات أنصاره الذين هتفوا له.
وانتظر البعض طيلة النهار لمشاهدته وكانوا يأملون أن يكرر الجولة القصيرة التي قام بها في سيارته قبل يوم. مع ذلك، كانوا سعداء عندما صعد المروحية “مارين وان” التي حلقت فوق الحشد الذي تجمع أمام مستشفى وولتر ريد العسكري في بيتيسدا، على مشارف العاصمة واشنطن. وقالت جاسمين روشون “لا أشعر بخيبة بسبب الأمن”، وقطعت هذه السيدة بسيارتها مسافة 190 كلم قادمة من فيلادلفيا. وأضافت “لكن يكفيني أنه حلق بالمروحية وحرص على الاستدارة ليلوح لنا بيده”.
وبالنسبة لأندرو روف الذي كان يحمل راية ضخمة كتب عليها “ترامب 2020” فإن المغادرة من المستشفى في المروحية الرئاسية لها دلالتها.
وقال “إقلاع المروحية حمل رمزية كبيرة، تتعلق بالشفاء، وكأنه نصر. تغلب على كوفيد، عاد إلى العمل، إنه بخير”. وهذا الرجل البالغ 54 عاما من فريدريك المجاورة بولاية مريلاند والذي خدم في الجيش 23 عاما، كان مثل العديد من أنصار ترامب من دون كمامة واقية.
وانتظر أنصار قطب العقارات ونجم تلفزيون الواقع، معتمرين قبعات كتب عليها “لنعيد العظمة لأميركا” طيلة يوم أول من أمس عند المدخل الرئيسي للمستشفى ملوحين بأعلام وهم يرددون الاغنيات التي عادة ما تصدح في مهرجانات ترامب الانتخابية “أفخر بكوني أميركي” و”مولود في الولايات المتحدة” و”مسقط رأسي ألاباما” و”روكيت مان”.
وانتقل الحشد في ما بعد بطلب من الشرطة إلى الجانب الآخر من الطريق العريض الذي يجتاز حرم المستشفى، على مقربة من مجموعة من الصحافيين الذين كال لهم بعض أنصار ترامب الإهانات طيلة اليوم.
وفي البداية كان الحشد يضم 20 شخصا قبل أن يصبح عددهم نحو 100 في منتصف فترة بعد الظهر بعد إعلان ترامب على تويتر أنه سيغادر المستشفى.
وقالت كارين سلون (50 عاما) “إني سعيدة للغاية”، والسيدة المقيمة في واشنطن لم تكن تضع قناعا واقيا وكانت تحمل لافتة كتب عليها “صلواتنا من أجل الرئيس، 4 سنوات أخرى”.
وقالت “هذا يعني أنه تمكن من قهر تلك الانفلونزا” مضيفة “إنه من حديد. أول ما يجب عليه فعله في البيت الأبيض هو أن يقبّل ميلانيا وينصرف للعمل”.
أما سالي أشكروفت البالغة 72 عاما، فترغب من الرئيس أن “يستأنف الحملة الانتخابية” التي اضطر لوقفها بسبب مرضه وقبل شهر فقط من انتخابات الثالث من الشهر المقبل.
وأضافت روشون التي جاءت من فيلادلفيا أن الرئيس “يجب أن يثبت الآن للعالم أن فيروس كوفيد-19 هذا ليس قاتلا إلى حد كبير، حتى وإن كان الرئيس تلقى علاجا اختباريا غير متاح بعد لأميركيين آخرين”.
وقالت “يجب أن نعود لممارسة حياتنا الطبيعية، نحتاج لإعادة فتح العالم كله” مضيفة “العديد من الناس يعانون، خسروا وظائفهم ومداخيلهم” من جراء الوباء الذي أودى بأكثر من 210 آلاف شخص في الولايات المتحدة.-(أ ف ب)