عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Nov-2020

متى ستصبح جامعاتنا منبعا للشركات الناشئة؟*د. محمد حسين بريك

 الراي

عندما نولي البحث العلمي الاهتمام الذي يستحقه. يعود تاريخ انشاء الجامعات في الأردن إلى مطلع الستينات من القرن الماضي بانشاء الجامعة الأردنية، علماً بأن تجربة التعليم العالي في الأردن والتي تمثلت بانشاء دور المعلمين ترجع إلى الخمسينيات من نفس القرن. الجامعات الوطنية بشقيها العام والخاص الآن تغطي كامل الجغرافيا الأردنية وتمنح شهادات جامعية بمستوياتها الثلاثة وفي معظم العلوم.
 
يوخذ على جامعاتنا الوطنية أنها جامعات تدريسية، والبحث العلمي فيها ليس أولوية وأن الحصول على الترقية الأكاديمية هو الهدف من معظم البحوث التي تجرى في هذه الجامعات. لا شك أن التدريس من مهام الجامعات بشكل عام ولقد نجحت الجامعات الوطنية في ذلك، ورفد السوق المحلي والإقليمي بالكفاءات خير دليل على ذلك. ولكن القيام بمهام التدريس لا يمنع من أن تكون جامعاتنا متميزة ايضا على المستوى البحثي.
 
تعتمد الجامعات الوطنية الحكومية بشكل شبه مطلق على رسوم الطلبة والدعم الحكومي لتغطية نفقاتها بينما تعتمد تلك المملوكة من القطاع الخاص على رسوم الطلبة. ولذلك غالباً ما تواجه الجامعات الحكومية صعوبات في دفع التزاماتها مع نهاية كل شهر، بينما العائد على الاستثمار في قطاع التعليم العالي الخاص ما زال متواضعاً.
 
للتغلب على الوضع المالي الصعب في الجامعات الحكومية و زيادة العائد الاستثماري في الجامعات الخاصة يجب ان لا تكون رسوم الطلبة هي المصدر شبه الوحيد لهذه الجامعات. خيارات الجامعات في مصادرمالية بديلة ليست كثيرة، ولكن تعتبر احد هذه المصادر وهي تتجير مخرجات البحث العلمي من أهم مصادر الدخل للجامعات المرموقة في العالم.
 
كي تحصل الجامعات على نتائج علمية قابلة للتتجير يجب أن نزيد من الانفاق على البحث العلمي أو على الأقل أن نحسن استخدام القليل المتوفر و نوجهه باتجاه البحث العلمي التطبيقي الذي يخدم الاولويات البحثية الوطنية و التي تتقاطع مع الاولويات البحثية العالمية بشكل كبير. عوائد تتجير مخرجات البحث العلمي عالية جدا و ساكتفي بطرح مثال واحد على ذلك. شركة انتل استحوذت على شركة «موبايل اي» الاسرائيلية بمبلغ مقداره يتعدى 15 مليار دولار امريكي. شركة «موبايل اي» أسسها أحد الباحثين في الجامعة العبرية وتعمل الشركة على تطوير برمجيات تستخدم في السيارات ذاتية القيادة.
 
الجامعات الوطنية تستطيع ومن الآن ان تعدل من سياستها الخاصة بالبحث العلمي، وليس هذا فقط بل أن على الجامعات التي تملك حاضنات أعمال أن تولي مزيداً من الاهتمام بهذه الحاضنات وعلى تلك التي لم تستحدث حتى الآن حاضنات أعمال أن تبادر إلى استحداثها وأن تضع لها نظام حديثاً مرناً يبعث على تحفيز روح الابتكار لرواد الأعمال من مجتمع الجامعة و من المجتمع المحلي.
 
مما لا شك فيه أن الاهتمام بالبحث العلمي وبالريادة والابتكار سيجعل من جامعاتنا على المدى المتوسط والطويل منبعاً للشركات الناشئة..