عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Dec-2019

“جوردان تايمز”:أفشلت ولم تَفشل، ومناشدة لجلالة الملك

 

رم -أضمّ صوتي إلى ما قاله الزميل الأستاذ عماد الحمود، في مقالته اليوم، حول نية “إقفال صحيفة جوردان تايمز”، وأزيد على إستغرابه واستهجانه إستغراباً وإستهجاناً مضاعفاً، ففي الوقت الذي يحتاج فيه الأردن الرسمي، أكثر ما يحتاج، إلى صوت يُعبّر عنه باللغة الانجليزية، نذهب بكلّ بساطة إلى إخراس هذا الصوت الأصيل.
“جوردان تايمز”، لمن لا يعرفها، كانت خليّة نحل صحافية أصيلة، في الثمانينيات والتسعينيات، وأكثر من ذلك فقد خرّجت مجموعة من أهمّ الصحافيات والصحافيين الأردنيين الذين كان لهم بعدها شأن كبير في المجال العربي والدولي والمحلّي بالطبع، وحين أرادت الـ”دايلي ستار” اللبنانية تعيين رئيس تحرير لها، لجأت إلى أوّل رئيس تحرير لـ”جوردان تايمز” هو الزميل رامي خوري.
“الزميل” أيمن الصفدي وزير خارجيتنا العابر للحكومات، من خريجي تلك المدرسة، ولميس أندوني ورنا صباغ ورنا الحسيني وسعد حتّر ووفاء عمرو والراحلة جيني حمارنة وأناند الهندي وإيكا وهبه وسائدة الكيلاني وهاني الهزايمة وسمير برهوم وغيرهم الكثيرون من النجوم الذين صدّرتهم الصحيفة إلى مواقع قيادية في غير مجال، وحين مرض رئيس تحريرها الراحل عبدالله حسنات زاره الملك عبد الله الثاني غي بيته.
الملك الراحل الحسين كان يقرأ “جوردان تايمز” قبل أيّ صحيفة يومية أخرى، وكانت السفارات الأجنبية تُتابع أخبارها وتحليلاتها ومقالاتها لأنّها تثق بأنّها تعكس المضمون الحقيقي لما يجري في الأردن، ومكتب جورج حواتمه رئيس تحريرها الثاني المزمن كان مقصد أغلب السياسيين والنشطاء الأردنيين لمجرّد إستراضائه، أو لتسريب خبر، أو عرض مقالة للنشر.
أشعر، الآن، بأنّني أنعي الصحيفة التي ربطتني علاقات مهنية وشخصية بأغلب من كان فيها، وأتمنى العكس بحيث تكون مقالتي تحفيزاً لعدم إتّخاذ هذا القرار الغبيّ، فنحن في حاجة ماسة لإعادة تفعيل الصحيفة لا أن نجعلها موءودة، فالسياحة تنتعش عندنا، وأوّل ما يريده السائح الأجنبي أن يقرأ صحيفة أردنية باللغة الانجليزية، من الطائرة إلى الفندق، وحين يريد الأردن الرسمي أن يُعلن موقفاً دولياً مقروءاً فعليه أن يلجأ إلى صحيفة ناطقة بالانجليزية، لأنّها لُغة العصر الحديث، شئنا أم أبينا.
“جوردان تايمز” أفشلت ولم تفشل، وكان الأجدر بالقائمين على الإعلام عندنا أن يدعموها ليس فقط بالمال، وهي قادرة على استحضاره بعملها المهني من مبيعات وإعلانات، ولكن بوقف التدخّل فيها، وجعلها حقل تجارب، ومنحها الاستقلالية اللازمة كما بُنيت عليها أصلاً، واستقطاب المهنيين القادرين وهم كُثر في بلادنا، ويبقى أنّنا نناشد جلالة الملك عبد الله الثاني أن يتدخّل لإعادة الأمور إلى نصابها، ويوقف هذه المهزلة التي ستؤثّر على سمعتنا الدولية، وهو الذي لا يترك فُرصة إلاّ ويعلن فيها للعالم عن مواقفنا النظيفة، مستخدماً وسائل إعلامية باللغة الانجليزية، وينبغي أن تكون “جوردان تايمز” أوّلها، وللحديث بقية!