عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Jul-2019

أعيدوا جنودنا من الشرق الأوسط الآن - بوني كريستيان
 – لوس أنجليس تايمز 
 كان غزو العراق عام 2003 يتمتع بشعبية. يظهر الاستطلاع الذي أُجري في ذلك الربيع أن 7 من كل 10 أميركيين كانوا قد أيدوا الحرب، واصفين خيار استخدام القوة العسكرية ضد حكومة صدام حسين بأنه «القرار الصحيح». ولقد انخفض الحماس للتدخل بشكل سريع حيث أصبح من الواضح أنه لم يتم العثور على أسلحة الدمار الشامل وأن الغزو لم يكن أمرًا ضروريًا للأمن الأمريكي. ما كان من المفترض أن تكون ضربة سريعة أصبحتبدلاً من ذلك مغامرة طويلة ومكلفة من الاحتلال والحفاظ على الأمن وبناء الأمة.
لا يزال، منذ سنوات، تتأرجح موافقة الرأي العام على الغزو قريبا من 50 بالمئة. لكن ليس بعد الآن. توضح نتائج دراسة جديدة من مركز بيو للأبحاث إلى أن أقل من ثلث البالغين الأميركيين يعتقدون الآن أن الحروب في العراق وأفغانستان وسوريا تستحق القتال –وبشكل حاسم يوافق المحاربين القدامى على ذلك.  
إن حساب أن الحروب كلفت الولايات المتحدة أكثر من أي فوائد يمكن الحصول عليها هو أمر صحيح. لقد أنفق دافعو الضرائب الأمريكيون تريليونات الدولارات بالفعل على النزاعات، ونحن في مأزق صرف المزيد من المليارات. يجب أن تأتي هذه الأموال من مكان ما، ويجب على شخص ما سدادها. ويبدو أن أحفادنا هم المرشحين الأكثر احتمالا.
إن الحجم الكامللفاتورة الإنفاق العسكري لهذا العام – التي برأتالبرلمان بمستوى قياسي بلغ 733 مليار دولار،  ولكنهاتواجه الرفض الرئاسي لكونها صغيرة للغاية - هو تذكرة حية بهذه التكلفة الحرفية. من المؤكد أن الجزء الأكبر من هذا الاعتماد لن يذهب إلى الإنفاق الحربي بشكل مباشر، لكن عشرات المليارات ستكون كذلك. إن استراتيجية واشنطن الكبرى المتمثلة في إعطاء الأولوية للتجريد العالمي بدلاً من الأمن والازدهار في الولايات المتحدة ستكلف دافعي الضرائب حوالي تريليون دولار العام المقبل.
من الصعب قياس التكاليف الأخرى لتورطنا العسكري في الشرق الأوسط، لكنها مع ذلك مرتبطة فيها على نحو منطقي. أحدهما هو تشتيت الانتباه الإستراتيجي للجيش الأمريكي حيث تم الضغط عليه في الخدمة وانتشاره على نحو أخف من أي وقت مضى للمساعدة في تعزيز مجموعة من أهداف السياسة الخارجية. لقد أثبتت واشنطن إما أنها غير راغبة أو غير قادرة على التمييز، كما صاغها المؤرخ العسكري والمتقاعد العقيد أندرو باسيفيتش، بين «ما يمكن أن يفعله الجيش الأمريكي، وما لا يمكنه فعل، وما لا يحتاجأنيفعله، وما لا ينبغي عليه فعله».
تفتخر الولايات المتحدة بأنه لديها أقوى جيش في العالم لفترة طويلة، لكن ليس لديها موارد أو قدرات غير محدودة. لا يمكن لقواتنا المسلحة أن تفعل كل شيء، ويجب على واشنطن ألا تجعلهم يحاولون. لقد حان الوقت منذ وقت طويل للتوقف عن إرسال القوات الأمريكية إلى هنا وهناك لحل النزاعات التي لا نفهمها بوضوح والتي لن تشكل نتائجها، مهما كانت، تهديدًا وجوديًا لبلدنا.
وإن سوء تطبيق القوة العسكرية الأمريكية –بشكل خاص بالقدر الذي تتخبط فيه بسبب المخاوف الثقافية والدينية طويلة الأمد وتساهم في مقتل وإصابة المدنيين وتشريدهم - غالبًا ما يفرض تكاليف إضافية على شكل عواقب غير مقصودة.
لقد عززت التدخلات الأمريكية مرارًا وتكرارًا  وعلى نحو غير مقصود المشاعر المعادية لأميركا حيث أن دعاية الإرهابيين يستغلون الجهل ويستخدمون الأخطاء الأمريكية لتطرف الناس العاديين. إن المعاناة التي تجلبها سياستنا للسكان الأجانب، بغض النظر عن غير قصد، تثير الغضب والفوضى والإرهاب التي لا يمكن للتدخل الإضافي تهدأته.
إذا لماذا نطلب من القوات الأمريكية تهدأته؟ وفاة جندي أمريكي آخر في أفغانستان هذا الشهر يثير هذا السؤال. لماذا ترسل واشنطن قوات أمريكية للموت من أجل مهمة مستحيلة وغير ضرورية؟ إلى أي مدى سيأتي «الاستقرار» بالضبط إلى أفغانستان - أو العراق أو سوريا أو أي من حروبنا الأخرى الكثيرة - مع 10 سنوات أخرى من الاستثمار الأمريكي؟
يجب إطلاع سياستنا الخارجية المتقدمة على ما أظهره هذا الاستطلاع الأخير الذي أدركه معظم الأمريكيين: الحروب في العراق وأفغانستان وسوريا لم تكن تستحق ذلك. لقد كلفونا غالياً من جميع النواحي: أجيال المستقبل المثقلة بالديون، أولويات استراتيجية مقلوبة، كما انها قوضت أمن الولايات المتحدة عن غير قصد، وألحقت المعاناة بالأبرياء الأجانب، ويبذل أرواح القوات الأمريكية في السعي لتحقيق أهداف غير مدروسة وغير قابلة للتحقيق.
لم تتخذ واشنطن القرار الصحيح في العراق، كما يعلم معظم الأميركيين الآن. لكن يمكننا اتخاذ القرار الصائب بحرب مثل العراق الآن من خلال إعادة قواتنا إلى الوطن من الشرق الأوسط وإعادة توجيه سياستنا الخارجية نحو ضبط النفس والسلام. سيكون ذلك خيارًا جدير بالاهتمام.