عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-Apr-2020

جرح مفتوح من حرب لم يطلب أحد الانتصار فيها - بقلم: عاموس هرئيل

 

هآرتس
 
في الصفحة الرئيسة في “هآرتس” ظهرت أمس صورة أبناء عائلة دافيد غرانيت قرب قبره في المقبرة العسكرية في جبل هرتسل، مبكرين زيارته السنوية طبقا لتعليمات الحكومة في ايام الكورونا. الملازم غرانيت، ابن مستوطنة عوفرا، قتل في اشتباك مع رجال حزب الله في جنوب لبنان في شباط 1999، كان هذا أحد الاحداث المعروفة والصعبة في الفترة التي سبقت انسحاب الجيش الاسرائيلي من المنطقة الآمنة. وقد قتل فيه ثلاثة ضباط، منهم قائد دورية المظليين، الرائد ايتان بلحسن. بعد اسبوع قتل العميد ايرز غريشتاين، قائد وحدة الارتباط مع لبنان. موت غريشتاين في انفجار عبوة جانبية مع جنديين آخرين ومراسل “صوت اسرائيل” ايلان روعيه، سرع في انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان والذي استكمل بعد ذلك بسنة وثلاثة اشهر.
اشتباك دورية المظليين أثار اصداء كثيرة لسبب آخر. بلحسن وضابط آخر هو الملازم ليرز تيتو، اصيبا بصلية نيران لحزب الله اثناء تقدمهم داخل شق ضيق. غرانيت، قائد طاقم في الوحدة، قفز الى داخل الشق لمساعدة المصابين فأصيب. أحد جنود الدورية، العريف عوفر شارون من كيبوتس اشدوت يعقوب، أخبر لاحقا في مقابلة مع افيحاي بكر في “هآرتس” كيف تردد في النزول الى الوادي رغم أن قائده غرانيت دعاه للقدوم للمساعدة. “لقد عرفت أن الانقضاض الآن معناه الموت في حرب غبية. لم أتجرأ على النزول. عرفت أن من سينزل الى اسفل لن يعود. قصة “أنا لا اؤمن بأنه يجب علينا أن نكون في لبنان”سيطرت علي”.
شارون الذي اعتبر جنديا متميزا وكان محبوب من قبل قائده، هو ابن دروريا شارون، من النشيطات البارزات في “اربع أمهات” – الحركة التي اثارت تغيير زلزالي في المجتمع الاسرائيلي وقادت الدعوات للانسحاب من لبنان. القضية اثارت عاصفة جماهيرية، وفي اعقابها اصدر ضابط التعليم الرئيس، اليعيزر شتيرن، الآن هو عضو كنيست في يوجد مستقبل، ورقة توضيح للقادة أدان فيها الجندي الذي لم يهاجم. ولكن في نفس الوقت عكست عمق الازمة التي كان يعيش فيها الجيش الاسرائيلي، 17 سنة في حرب لم يطلب منه أحد أن يحسمها وينتصر فيها. المكوث الطويل والزائد في لبنان يعود الآن الى حياتنا بصورة مكثفة حول يوم الذكرى. هذا مرتبط بالذكرى السنوية الـ20 للانسحاب من هناك، التي ستبدأ في 24 أيار، لكن ليس فقط بهذا. كتاب، مسلسل تلفزيوني وثائقي ومجموعة فيسبوك كثيرة المشاركين، التي فيها جنود سابقون يتحدثون عن تجاربهم من المنطقة الآمنة، أعادت الى الوعي الحرب المنسية عديمة الاسم. بتأثيرهم يفحص جهاز الامن الآن اعطاء اوسمة للجنود الذين حاربوا هناك في الفترة التي اعقبت حرب لبنان الاولى. يبدو أن ايام الكورونا ساهمت في ذلك ايضا. الانغلاق المستمر في البيوت يطالب الكثيرين بالتنقيب في الذاكرة. لبنان في الفترة بين الحرب الاولى في 1982 والانسحاب في 2000 بقي جرح مفتوح لأبناء الجيل الذي حارب هناك.
من النقاش المتوتر لم تغب فترة راحة قصيرة هزلية بسيطة، وهي اسهام رئيس الحكومة المناوب القادم بني غانتس. غانتس كان آخر قائد في المنطقة الآمنة الذي استدعي فيها ليحل محل غريشتاين، بعد فترة قصيرة من موت الاخير. في المنشور الذي نشره في مجموعة الفيس بوك ارتكز رئيس الاركان السابق على ايامه في لبنان ووصف ليلتين هناك، الاولى كجندي شاب في المظليين في عملية الليطاني والثانية كقائد لوحدة الارتباط مع لبنان، في ليلة الانسحاب الاخيرة. ولكن غانتس وبصورة غير مسبوقة اخطأ في التاريخ في منشوره ونقل موعد الانسحاب الى يوم واحد قبل ذلك.