عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Aug-2019

طقوس أهل عمان القديمة في استقبال محمل الحج الشامي وإكرام ورفادة ضيوف الرحمن

 

إلى عرفات الله يا خير زائر.. عليك سلام الله في عرفات
ويوم تولي وجهة البيت ناضرا.. وسيم مجال البشر والقسمات
على كل أفق في الحجاز ملائكة.. تزف تحايا الله والبركات
لدى الباب جبريل الأمين براحه.. رسائل رحمانية النفحات
وفي الكعبة الغراء ركن مرحب.. بكعبة قصاد وركن عفات
وزمزم تجري بين عينيك أعينا.. من الكوثر المعسول منفجرات
لك الدين يارب الحجيج جمعتهم.. لبيت طهور الساح والشرفات
 
عمان -الدستور - محمود كريشان - ونحن على مشارف العيد السعيد، تنهض ذاكرة الحج ايام زمان في عمان القديمة، حيث يقول الكاتب المؤرخ عبدالله رشيد ان الحكومة العثمانية كانت تسير قوافل الحجيج وتقوم بحمايتها فيما عرف بـ «المحمل»، وهو عبارة عن جملين نصب فوق احدهما شبه هودج مستطيل، صنع من السجاد العجمي واثواب الحرير، وبداخل هذا الهودج ادوات الرسول عليه الصلاة والسلام، كالسيف والترس، وكانت هذه الاشياء يحتفظ بها ولاة الامر من المسلمين على مر العصور، وكان المحمل يسير عادة في مقدمة القوافل بحماية عدد كبير من العساكر العثمانيين ولايقل عددهم عن مئتي رجل، وحين كان المحمل يمر من شرق مدينة عمان كان قائد المحمل وبمعيته عدد من الجنود وعلية القوم في القوافل يحلون ضيوفا على اهالي عمان في مضافات الوجهاء امثال سعيد خير وسليمان النابلسي، وقد استمر هذا التقليد الى ان مدت سكة الحديد فأوقف المحمل، واخذت الحكومة العثمانية تقدم مكافآت نقدية لشيوخ البدو من اجل حماية الخط الحديدي وكانت هذه المكافآت تسمى الصرّ.
تقاليد الحج
كان اهل الحاج في عمان القديمة يحتفلون بهذه المناسبة بطريقة معبرة تتراوح بين الحزن والفرح على ذلك الحاج الذي سيقطع الاف الاميال بقصد اداء فريضة الحج وزيارة قبر الرسول الكريم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في رحلة تستغرق اكثر من ثلاثة اشهر، ومن يدري ايعود سالما بحياته فيفرحون بعودته ويتبركون منه، ام تودي به الطريق فيترك في القلوب غصة تلازمهم مدى الحياة.
وحين ينوي المرء على الحج يتقاطر عليه الاهل والاصدقاء مودعين، فيقوم الرجال بتقديم النقوط النقدية له بينما تقوم النسوة بالغناء، اما بالاسلوب العادي بالتصفيق والضرب على الطبلة والمهاهاة، واما بالاسلوب الثاني الذي يسمى بالترويد او التحنين، ومن كلمات الاسلوب الاول: (والحجي طاح البحر بيده كيلهْ.. يارب ترجعو سالم لا هـ العيله / والحجي طاح البحر في منديله.. يا رب ترجعو سالم ونغنيله/ حجي حجي ومنين لك هالعطية.. من رضى الوالدين وجبر الولية/ حجي حجي ومنين لك هالعطايا.. من رضى الوالدين وجبر الولايا).
ومن كلمات الاسلوب الثاني: (ياطريق النبي كوني مريّة.. تحفظ الجاج روحة مع جيّة/ ياحجاج البحر كونوا سالمين.. تيجوا ع السلامة يا ربي يا كريم).
فيما كانت مداخل البيوت العمانية تتزين بسعف اشجار النخيل وسجاجيد الصلاة واقواس خشبية احتفالا بعودة الحاج سالما من الديار المقدسة.
في غضون ذلك يقول الحاج احمد عبدالرحمن الرحاحلة كان وجهاء عمان كما علمت من والدي يحتفلون بوصول محمل الحج الشامي ويقيمون الولائم على شرف حجاج بيت الله الحرام حيث كان المرحوم الحاج عبدالرزاق الشربجي ابوعصام والحاج ابوصلاح الشربجي والبقاعي وعائلة بدير وغيرهم من الوجهاء يقومون باكرام وفادة قوافل حجاج بيت الله الحرام.