الرباط –« القدس العربي»: قررت الغرفة الاستئنافية في محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، الثلاثاء، تأجيل النظر في ملف الصحافي توفيق بوعشرين، مؤسس يومية «أخبار اليوم» وموقع «اليوم 24»، المحكوم ابتدائياً بالسجن 12 عاماً نافذة على خلفية اتهامه باغتصاب والاتجار بالبشر واستغلال النفوذ.
وتواصلت المحاكمة، أول أمس الثلاثاء، في غياب بوعشرين الذي رفض الحضور إلى المحكمة بالرغم من إنذاره، احتجاجاً على انتهاكات يتعرض لها أعلن ممثل النيابة العامة والتي يعطيها القانون تنفيذ قرارات المحكمة، أنه «وفقاً للقرار، تم تسخير ضابط الشرطة القضائية لتنفيذ قرار المحكمة، بإنذار بوعشرين، عن طريق تعليمات كتابية»، وإنه «وبعد المناداة على المتهم، وتبليغه بالقرار، رفض الحضور، وقد أمرت النيابة العامة ضابط الشرطة القضائية بإنجاز محضر بالواقعة».
وقام ممثل النيابة العامة بالإدلاء بتقرير من مدير السجن يُقرُّ فيه هذا الأخير برفض بوعشرين الحضور.
وقررت المحكمة بعد ذلك مواصلة المناقشة في غياب المتهم، كما اختلت للتداول في الدفوعات والطلبات الأولية التي تقدم بها دفاع بوعشرين في السابق، والتي أجلتها للبت فيها بعد الاستماع لبوعشرين. بقرارها القاضي بضم طلبات ودفوعات دفاعه الأولية والشكلية حتى البت في الجوهر.
وينفي توفيق بوعشرين، المعتقل منذ شباط/ فبراير 2018، التهم الموجهة إليه، ويقول ومعه حقوقيون وصحافيون إن الملف أعد انتقاماً منه على مواقفه وكتاباته المنتقدة لتدبير شؤون الدولة، وإن الإتيان بسيدات، دفعة واحدة ووقت واحد، يدعين اغتصابهن، يشير إلى محاولات السلطات تكميم أفواه الصحافة والصحافيين. وقالت الأمم المتحدة إن بوعشرين معتقل تعسفاً، ويجب إطلاق سراحه وتعويضه والاعتذار له.
وشكر نائب الوكيل العام للملك (النائب العام) محمد مسعودي، في مرافعته التي وصفها بـ»ساعة الحقيقة التي دقت» المشتكيات ضد بوعشرين، واصفاً إياهن بـ«الضحايا اللائي كسرن التابوهات».
وقال عن المشتكيات: «أشكر أخواتي وبناتي الضحايا اللائي شرفن النيابة العامة وتشرفنا بالدفاع عنهن.. أقول لهن شكراً لكُن ولشجاعتكن لأنكن كسرتن طابو الاعتداء الجنسي في مكاتب العمل الباردة والقاسية.. وسط مجتمع أبيسي وذكوري، الذي عوض أن ينتصر لكن، يدعوكن إلى الصمت.. أشكركن على الجهر بكلمة لا.. إن هؤلاء الضحايا سيذكرهم التاريخ سيدي الرئيس».
وكشف ممثل النيابة العامة محمد المسعودي، في مرافعته أنه كان يستعد لتوجيه 90 سؤالاً إلى بوعشرين، كل واحد من هذه الأسئلة معزز بحجج، لو أنه استمر في المحاكمة ولم ينسحب منها. وقال: «ليس لدينا خصومة مع المتهم بل المتهم له خصومة مع القانون الذي هو ضمير الأمة».
وتابع المسعودي: «للأسف أن بوعشرين اختار الانسحاب من المحاكمة والتزام الصمت، بالرغم من أن المحكمة مشكورة منحته الكلام لجلستين كاملتين، في حين كنا ننتظر الفرصة أن نواجهه بالدليل والبرهان، وكنا مستعدين للمقارعة الفكرية والقانونية».