عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Mar-2020

بفضل الطبيعة

 

هآرتس
 
بقلم: أسرة التحرير
 
 
في إطار الضجيج الكبير لأزمة الكورونا، عدم اليقين الاقتصادي والعقدة السياسية وقع هذا الاسبوع أمر ايجابي ايضا: مندوبو أزرق أبيض التقوا مع مندوبي القائمة المشتركة، بكل اجنحتها، لفحص امكانيات التعاون بين الطرفين.
ومع أن احتمال تشكيل حكومة ضيقة برئاسة بيني غانتس تدعمها القائمة المشتركة من الخارج ليس كبيرا، ولكن ثمة اهمية هائلة في مجرد هذا الحوار، لاول مرة، بعد سنوات عديدة اقصي فيها النواب العرب عن مثل هذه المداولات. دون أي صلة بنتائج جس النبض الائتلافية، سيخرج الجمهور الاسرائيلي والعربي رابحا من الشرعية التي اعطيت للتعاون بين العرب واليهود على خلفية التحريض والاقصاء والموقف العنصري بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
حتى من يتحفظ من النواب العرب، من مواقفهم او من تصريحاتهم موضع الخلاف، ينبغي أن يرحب بالحوار. فقد تلقى مواطنو اسرائيل العرب قوة ذات مغزى، 15 مقعدا، وهم يشاركون في اللعبة السياسية ويحاولون ان يستخلصوا منها الافضل. هذا وضع جيد اكثر بكثير من ناحية نيسان 2019، حين اقصى المصوتون العرب أنفسهم عن صناديق الاقتراع وبثوا يأسا تجاه فكرة التعايش.
يجلب اعضاء القائمة المشتركة الى الطاولة احتياجات المجتمع العربي في المجالات الاكثر اشتعالا: العنف، النقص في الاراضي والشقق (قانون كمنتس الذي شدد العقاب على مخالفات البناء)، وذاك البند في “صفقة القرن” لدونالد ترامب، الذي يعنى بامكانية تبادل الاراضي والذي في اطاره ستنقل بلدات المثلث الى سيطرة السلطة الفلسطينية. للجمهور اليهودي، من اليسار ومن اليمين، توجد مصلحة حقيقية في حل مشاكل المجتمع العربي. وتركيز القائمة المشتركة في المفاوضات الائتلافية على المسائل الإسرائيلية الداخلية يعزز فقط هذه المصلحة.
بالطبع لا يشطب مندوبو القائمة، ولا ينبغي لهم ان يشطبوا، مواقفهم الاساسية بالنسبة للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، ولكنهم يضعونها جانبا في هذا اللحظة في صالح المسائل المدنية. اما رفض هذا الحوار من قبل اليمين فينبع من الخوف من فقدان السلطة، ولكن أزرق أبيض ملزم بان يواصل الدفع به إلى الأمام، من أجل مصلحة المجتمع الإسرائيلي بأسره.