عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Jul-2024

لن تتم الصفقة*حمادة فراعنة

 الدستور

حسم سموترتش موقفه علناً، بقوله أمام مؤتمر حزبه «الصهيونية الدينية»: «لن أوافق على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين» و»سأعارض ذلك، ولن أكون حتى لو انتهت مسيرتي السياسية»، ولو تم ذلك سيكون «حدثاً رهيباً وفظيعاً»، ولن يوافق، كما قال.
بهذا يمكن فهم موقف نتنياهو المضلل، الذي لا يستطيع قبول صفقة تقوم على: 1- وقف إطلاق النار في قطاع غزة، واستمرارية الحرب حتى يتحقق لهم «النصر المطلق»، 2- تبادل الأسرى الإسرائيليين 120 مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين «ملوثة أياديهم بالدماء اليهودية»، كما يصفون مناضلي الشعب الفلسطيني الذين يُقاتلون من أجل الحرية والكرامة والاستقلال.
حركة حماس تفهم ألاعيب نتنياهو، ولهذا تتخذ قرارات إجرائية لتسهيل تمرير صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، لأنها تُدرك أن نتنياهو أسير مواقف وتوجهات حلفائه من الأحزاب السياسية المتطرفة والأحزاب الدينية اليهودية المتشددة، إضافة إلى أن هذه المواقف تخدم سياسات نتنياهو ورغباته وحرصه على بقاء الائتلاف الحزبي القائم، في سياق استمرارية حربه ضد الشعب الفلسطيني، لعله يُحقق إنجازاً، كبديل عن الفشل والإخفاق الذي وقع فيه، منذ عملية 7 أكتوبر إلى الآن، وبالتالي سيصل إلى الهزيمة إذا رضخ لصفقة تؤدي به مرغماً إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وهي عنوان هزيمته مع حكومته الائتلافية.
حركة حماس تتساهل إجرائياً حتى تصل إلى صفقة تؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم، وتبادل الأسرى، وانسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وإعادة إعمار القطاع، وتوفير الإغاثة للجوعى الفلسطينيين، الذين ارتقى أطفالهم تحت وطأة الجوع والقصف وعدم توفر العلاج، وانعدام الحاجات الضرورية.
سموترتش اعتبر أن «هذه الصفقة هزيمة لإسرائيل- المستعمرة- وانتصار للسنوار- المقاومة»، ولهذا خاطب نتنياهو بقوله:
«هذا ليس النصر المطلق، هذا هو الفشل الكامل، ولن نكون جزءاً من صفقة الاستسلام لحركة حماس». 
ولذلك وصفتُ الوضع السائد أنه مازال «صمود فلسطيني لم يُكمل بالانتصار بعد» ، و»فشل إسرائيلي لم يصل إلى الهزيمة بعد»، فالمعركة متواصلة قتالياً وصدامياً، مع اشتباكات سياسية تكتيكية، تعكس التعارض بين مواقف وتطلعات المستعمرة الإسرائيلية، في مواجهة مصالح ورغبات المقاومة الفلسطينية.
الفلسطينيون يحتاجون لروافع إضافية، رغم بسالة حزب الله وانحيازه وإصراره على بقاء جبهة الشمال مع قوات المستعمرة مشتعلة، ورغم مغامرات أنصار الله اليمنيين، إضافة إلى الدور العراقي المساند، يحتاجون لروافع سياسية ودبلوماسية، وبرلمانية، وحزبية من كافة البلدان العربية والإسلامية والصديقة في العالم لممارسة ضغوط جدية تضع المستعمرة في خانة الضيق والحصار ودفع الثمن.
نتنياهو لا يزال، وسيواصل وضع العراقيل وزيادة المعيقات لأنه لا يريد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، ولا يريد دفع ثمن تبادل الأسرى بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، والميدان واستمرار المواجهة هي المعيار وحصيلتها: الانتصار أو الهزيمة.