عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Jun-2019

ضروریون لکنهم غیر مرغوبین - برئیل تسفي
ھآرتس
 
وزیر الداخلیة ووزیر العدل في المانیا یمكنھما أن یجدا نفسیھما متھمین في الدعوى التي قدمھا
ضدھما مجلس النساء الیزیدیات بسبب المس بالإجراءات القانونیة. المجلس یقول إن حكومة المانیا
وبصورة محدثة لم یفعلا أي شيء من اجل تقدیم نشطاء داعش من مواطني المانیا والمعتقلین في
معسكرات اعتقال على أیدي الملیشیات الكردیة في سوریة، وبھذا فقد مسوا بأحقیة النساء للعدالة.
التقدیر ھو أنھ في أیدي الملیشیات الكردیة ھناك 74 معتقلا من نشطاء داعش الذین بحوزتھم
الجنسیة الالمانیة، وضد 21 منھم قدم طلب تسلیم لالمانیا. ولكن یبدو أن المانیا مثل الدول
الأوروبیة الاخرى، تفضل أن تقوم الدول التي نفذت فیھا الجرائم مثل سوریة والعراق بتقدیم
المتھمین للمحاكمة. المكانة القانونیة لنشطاء داعش وابناء عائلاتھم الذین تم اعتقالھم بعد انتھاء
المعارك تشغل اجھزة القضاء في أوروبا والشرق الأوسط، بالأساس بسبب التخبط كیف یتم التعامل
مع النساء والأطفال الذین لم یشاركوا في القتال.
بخصوص الشباب ذوي الجنسیة الأجنبیة، اعادتھم إلى بلاد المنشأ وتقدیمھم للمحاكمة تثیر الخوف
من تزاید نشاطات الأرھاب في دول أوروبا بھدف الضغط على السلطات لاطلاق سراحھم. وھكذا،
من اجل الامتناع عن تقدیمھم للمحاكمة تفحص ایضا إمكانیة سحب الجنسیة منھم وبذلك یتم التخلي عنھم بصورة مطلقة. إلا أن ھذا الحل غیر سھل ایضا لأنھ حسب القانون الدولي لا یمكن سحب جنسیة شخص إلا اذا كانت لدیھ جنسیة اخرى. وفي دساتیر الدول الأوروبیة ھناك شروط اخرى تصعب جدا على سحب الجنسیة.
في نفس الوقت، قضیة منح الجنسیة أو على الاقل حق الاقامة، تثقل على كاھل ملیون لاجئ سوري وآخرین الذین یعیشون في المانیا ولم یحصلوا بعد على ملجأ سیاسي. طالبو اللجوء ھؤلاء ما زال غیر مطلوب منھم العودة الى سوریة لكنھم یجدون صعوبة في التكیف مع ھذا الوضع المؤقت الدائم، الذي فیھ من جھة لا یعرفون متى یمكنھم العودة الى وطنھم، ھذا اذا عادوا أصلا، ومن جھة اخرى لا یمكنھم البدء في الاستقرار في المانیا كمواطنین أو مقیمین ذوي حقوق.
من اجل حل جزء من المشكلة تقترح حكومة المانیا على اللاجئین دورات اندماج، تمكنھم من تعلم
مھنة والاندماج في المجتمع الألماني حتى لو كانت اقامتھم محدودة زمنیا. الشباب یمكنھم البدء في
مسار تأھیل مھني یشمل دراسة الى جانب عمل فعلي خلال ثلاث سنوات. اثناءھا یعملون كمتدربین الى حین تسلم الشھادة المھنیة. كما ھو مطلوب ایضا لدى الشباب الالمان الذین یتوجھون الى المسار المھني.
المانیا تعتبر اللاجئین ذخرا مھنیا مھما على ضوء شیخوخة السكان والانخفاض الدراماتیكي في
عدد الشباب الذین یتوجھون لدراسة مھنة. حسب المعطیات الرسمیة یتوقع أن تنخفض قوة العمل
من 49 ملیون عامل في 2015 إلى 43 ملیون عامل في 2035 ،ومنذ الآن المانیا تحتاج إلى 250 ألف عامل سنویا من اجل التغلب على النقص في العمال. ولكن الدورات المھنیة التي یطلب من الدارسین في المانیا دراسة 600 ساعة فیھا، والمدنیات التي تشمل التعرف على جھاز القضاء
والقیم في المانیا بحجم 60 ساعة دراسة تعتبر عائق لأن الكثیر من اللاجئین یفضلون ایجاد أعمال
عرضیة تكسبھم مالا أكثر، من انھاء المسار الطویل والصعب الذي خلالھ یحصلون على أجر مخفض لا یكفي للعیش.
ھذه الدورات ایضا تكلف 1300 یورو، وفقط من یجتازھا بنجاح ویدخل إلى المسار المھني یسترد
نصف التكالیف. من اجل تشجیع اللاجئین على الانضمام الى مسارات التأھیل تضمن الحكومة أن
كل متدرب یمكنھ استكمال دراستھ وتأھیلھ خلال ثلاث سنوات، وأن یعمل سنتین دون الخوف من
أن یطرد حتى لو لم یحظ بمكانة مقیم دائم. الطلاب اللاجئین الذین یدرسون في الجامعات في المانیا
ھم ایضا یحظون بمكانة خاصة تمكنھم من انھاء الدراسة دون الخوف من الطرد، حیث تعتبر شھادة تخرجھم افضلیة مھمة عندما تتم دراسة طلبھم للحصول على اللجوء في المانیا.
ولكن عملیة الاندماج یھددھا تقوي الیمین المتطرف، الذي یعارض استمرار استیعاب اللاجئین. ھو
یتھم المستشارة انغیلا میركل بأن سیاسة الابواب المفتوحة لھا تسببت في استثمار عشرات ملیارات الدولارات في استیعاب اللاجئین – بدلا من استثمارھا في المواطنین الالمان. وھو یرید تطھیر
المانیا من اللاجئین.
ھذه لیست ظاھرة جدیدة، وھي لا تمیز فقط المانیا. زحف أوروبا السریع نحو القومیة المتطرفة
والعنصریة تظھر تقریبا في جمیع دول الاتحاد، وبصورة أشد في دول شرق أوروبا مثل ھنغاریا وبولندا التي فیھا عدد اللاجئین یصل إلى صفر. ولكن في المانیا یوجد العدد الأكبر للاجئین السوریین، وفیھا قدم العدد الأكبر لطلبات اللجوء مقارنة مع دول أوروبا الاخرى، التي ھناك فجوة كبیرة تفصلھا عن المانیا. لذلك یجب علینا ضم عدد مجمل المواطنین المسلمین في المانیا، 5 ملایین شخص (في فرنسا یوجد العدد الأكبر، 6 ملایین شخص) یشكلون 6 في المئة من السكان.
ھكذا في الوقت الذي یسود فیھ في أوروبا ذعرا من الاسلمة، فانھ یوجد للاجئین السوریین ما یقلقھم بالتأكید.