عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Nov-2020

شماعات الفشل.. والطعون في الانتخابات*رمزي الغزوي

 الدستور

كثير من المترشحين غير الفائزين في انتخابات المجلس النيابي 19 هم ضحايا (لأبشر وأخواتها). فالناس في بلادنا تجنح إلى المجاملة، وعدم قول (لا) في وجه من يخطب أصواتهم. سيما أنهم على استعداد تام أن ينخدعوا بالقول ويحسبونه وعدا، مع معرفتهم أن كلمات على شكل (أبشر أو لعيناك أو عندك) باتت تصرف على الطالعة والنازلة، وأنها لا تعني نفسها ابداً، بل هي لفض المجالس، أو للتخلص من الحرج، أو للقناعة أن الانتخابات يوم والعشرة دوم.
ذات وهمٍ حسب أحد المترشحين أنه سيحصل على ثلاثة آلاف صوت في بلدته. لأن الناس قالت له ما يشبه أبشر وأخواتها. وكانت المفاجئة الساحقة أنه لم يحصل حتى على عشر الرقم الذي توقعه. ولهذا أعجبني في يوم الاقتراع رجل صدح على بوابة واحد من المراكز في العاصمة على مسمع واحد من المترشحين المخدوعين: ترى يا جماعة الخير (لايكات الفيس بوك) لا تنزل في الصناديق. لكن على ما يبدو أن كثيرا من المترشحين يحبون الانخداع لهذا؛ لأنه يداعب مشاعرهم وينفخهم بمزيد من الوهم ويضخمهم، ولهذا يقنعون أنفسهم أن الحشود على صفحاتهم الشخصية تساوي حشودا تصب في صناديق الاقتراع غافلين عن أن الفضاء الازرق يغرق سفنا كبيرة ويدمرها.
في عرف التجارة أن من يربح؛ يحمد السوق ويعتد بشطارته. وفي عرف الانتخابات أن الناجح يثني عليها، وعلى نزاهتها وحيادها وشفافيتها، وعلى ذكاء المقترعين ايضاً. أما من يفشل فهي مزورة، غير شريفة، الناس خادعة، وأن (قوى الشد العكسي عملت ضدي).
ورأينا كيف توعّد كثير من الخاسرين بتقديم طعون للمحاكم المختصة وقالوا بأنهم يمتلكون الأدلة. وكانت المفاجأة أنه في الأيام الثلاثة الأولى للفترة المخصصة لم يتقدم أحد منهم بأي طعن. حتى أننا لم نعد نسمعهم يرددون الإسطوانة المشروخة. ربما أنهم اكتفوا بتعليق خسارتهم على هذه الشماعة وكان الله بالسر عليما. وهذا يرضي غرورهم، ويسكت وهمهم.
الكثير منهم يدرك في قرارة أنفسهم أنهم لن ينجحوا. ولكن ذلك الوهم جعلهم يبالغون في تقدير ذواتهم وحجومهم الحقيقية، وتقدير عدد الأصوات التي سينالونها. وهنا مكمن السر ومركزه. متناسين أن من يدعي أن قوى الشد العكس وقفت ضده؛ عليه أن يسأل نفسه: لماذا تفعل هذا؟. ومن يقول أن هناك عمليات شراء للأصوات عليه، أن يقدم دليلا ملموسا، أو يصمت.