عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Feb-2025

عن جلالة الملك*بلال حسن التل

 الراي 

بالرغم من انني من بين أكثر الذين كتبوا عن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، بعد متابعة حثيثة لاعمال ومواقف جلالته وبعد اكثر من لقاء تشرفت به مع جلالته، منها لقاء مطول خص به جلالته جماعة عمان لحوارات المستقبل، استمعنا خلاله الى الكثير من آراء جلالته وافكاره وتطلعاته وتوجهاته.
 
وبالرغم من انني اصدرت كتابا بعنوان (ملك الانجاز)، حاولت فيه تسليط الضوء على انجازات جلالته المادية والمعنوية، التي حاولت وتحاول القوى المعادية إنكارها وتشويهها، في إطار مسلسل متواصل من الهجوم على الاردن وقيادته عبر جيوش الذباب الالكتروني، التي تقف وراء الكثير منها الوحدة 8200 الإسرائيلية، والتي كان آخر فصولها محاولة تزوير وتشويه موقف جلالته من قضية تهجير أبناء فلسطين اثناء لقاء جلالته يوم الثلاثاء الماضي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فجاء رد الشعب الاردني على هذه المحاولة الخبيثة مدويا مزلزلا، في موقف التفاف وتأييد لجلالته لا يخضع للنقاش والمساومة، اضطر معه الرئيس الأميركي نفسه الى بث رسالة متلفزة يعترف بها بعظمة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وبانسانيته، حيث يمتلك جلالته قلبا طيبا حنونا، تجعله ينظر الى الجانب الإنساني في كل مشكلة يريد جلالته حلها، كما اعترف ترامب بتميز الاردنيين، وهو اعتراف جاء من رجل يعرف العالم كله مدى نرجسيته، وصعوبة اعترافه بالحق والتراجع عن الخطأ. ومع ذلك فعلها أمام صلابة عبدالله الثاني ابن الحسين، والتفاف شعبه حوله التفاف السوار حول المعصم.
 
اقول انه بالرغم من ذلك كله، فقد احترت باي صفة من صفات الملك عبدالله الثاني ابن الحسين اكمل عنوان هذا المقال، ذلك ان الخصال الحميدة لجلالته تتنافس في بنائه النفسي واداء جلالته القيادي تنافس الخيل الاصائل في ميدان السبق، فمثلما تظهر صلابة فرسان السبق في مضمار المنافسة، فان صلابة عبدالله الثاني ابن الحسين تظهر في الأزمات والمنعطفات التاريخية، كما ظهرت يوم الثلاثاء الماضي في البيت الأبيض، وهي الصلابة التي اوصلت سفينة الاردن الى شواطئ الأمان، عندما اجتاز بها ربانها كل العواصف التي واجهتها، ومنها عاصفة الخريف العربي، الذي هدم اركان الكثير من دول المنطقة، وكعاصفة الأزمة الاقتصادية العالمية التي عصفت باقوى الاقتصاديات عام 2008، وكعاصفة صفقة القرن في ولاية ترامب الاولى، سلاح جلالته في ذلك كله انه قائد سياسي يتصف بالهدوء، ويتقن فن تجنب الوقوع في الافخاخ، مستندا الى خبرته كقائد عسكري يتقن فن تجنب حقول الالغام. كما ان جلالته يتسلح بفهم عميق للعقلية والنفسية الغربيتين، ويتقن فن مخاطبتهما واقناعهما بوجهة نظره، لذلك صار جلالته هو الزعيم العربي الوحيد الذي يدافع عن قضايا امته وفي مقدمتها قضية فلسطين، على كل المنابر وفي كل المحافل الدولية، محدثا تحولات كبرى في مواقفها لصالح قضية فلسطين.
 
وفي كل ما تقدم فان جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين يتسلح بثقة بالنفس مبنية على تجربة شخصية، وعلى ارث تاريخي للهواشم، الذين يتوارثون الحكم والسياسة وفن القيادة قرنا بعد قرن. تدعم جلالته في ذلك ثقة شعبه المطلقة بحكمته وبقدرته على الدفاع عن مصالح هذا الشعب وتقديمها على اي اعتبار اخر. لذلك كانت الابتسامة التي ترتسم على وجه جلالته وولي عهده أثناء استقبالهما من حشود الاردنيين تعكس فرحا حقيقيا، ينبع من قلب القائد ليعانق فرح قلوب أبناء شعبه بعودته اليهم مظفرا.