عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Mar-2020

إيران والكورونا - بقلم: تسفي برئيل

 

هآرتس
 
البيانات عن المصابين بفيروس الكورونا في إيران تتزايد باستمرار. رسميا أكدت الحكومة على أنه حتى الآن يوجد 124 مصابا بالفيروس، و4747 شخصا اعتبروا حاملين للفيروس. في منظمة مجاهدي خلق، المعارضة والتي تعمل خارج إيران، قالوا أول من أمس إن عدد الموتى قفز إلى أكثر من 1800 شخص وعشرات آلاف الأشخاص تم فحصهم. ومصادر حكومية أوضحت في نهاية الأسبوع بأن عدد المصابين يمكن أن يرتفع إلى 450 ألف شخص، وأن الكثيرين منهم يمكن أن يموتوا بسبب المرض. إيران هي البؤرة الرئيسية في الشرق الأوسط لانطلاق المرض الذي تسبب بعزل الدولة بصورة أكبر مما طمحت إلى تحقيقه العقوبات الأميركية. المواطنون الإيرانيون منعوا من الدخول إلى تركيا ودول الخليج، وهم تسري عليهم قيود مشددة اثناء الدخول إلى العراق. المدينة المقدسة قم التي يوجد فيها الكثير من الدورات الشيعية المهمة، تقع تحت حصار باشراف الشرطة والجيش وحرس الثورة. جميع سكان المدينة الذين يريدون الخروج منها يجبرون على المرور عبر الحواجز التي وضعت على مداخل المدينة واجراء فحوصات طبية في سيارة صحية عسكرية مغلقة قبل الحصول على الاذن بالخروج.
هذه هي المدينة التي انطلق منها فيروس الكورونا في شهر كانون الثاني الماضي، وانتشر من هناك في ارجاء الدولة. خلال فترة قصيرة امتلأت المستشفيات في المدينة، وحسب تقارير إيرانية لم يبق أي سرير شاغر لاستيعاب المرضى. الحكومة اعلنت قبل بضعة ايام بأنها ستقيم 14 مستشفى ميدانيا يمكنها استيعاب آلاف المرضى، لكنها تجد صعوبة في تجنيد القوة البشرية المهنية لتشغيل هذه المستشفيات.
ويجب عليها ايضا التصادم مع رجال الشريعة الذين قالوا إن الفيروس هو “ارهاب بيولوجي” يتم التحكم به من قبل اعداء الدولة. وطلبوا من المؤمنين بالصلاة في المساجد من اجل اجتثاث هذا الوباء الذي “استهدف الفصل بين المؤمنين وبين الخالق وعزل الدولة”. الكثير من المؤمنين ينشرون افلاما قصيرة يظهرون فيها وهم يقبلون الزخارف في المساجد كوسيلة لمنع الاصابة، في الوقت الذي تحذر فيه السلطات من التجمعات الكبيرة. وقد تم اغلاق المدارس والجامعات.
إيران تعتبر الدولة التي أصيب فيها العدد الاكبر من اعضاء الحكومة وأبناء النخبة. على الأقل 23 عضوا في البرلمان اصيبوا، واثنان ماتا. نائب وزير الصحة، المستشار الكبير للزعيم الاعلى علي خامنئي ونائبان للرئيس حسن روحاني أصيبوا ايضا. وفي نهاية الاسبوع توفي حسين شيخ الاسلام، الذي كان نائب وزير الخارجية ومستشار روحاني ورئيس البرلمان علي لاريجاني وخامنئي لشؤون الشرق الاوسط.
موت شيخ الاسلام اثار اهتماما خاصا بسبب أنه كان من بين المخططين والمنفذين للسيطرة على السفارة الأميركية في طهران في تشرين الثاني 1979 واحتجاز الدبلوماسيين الأميركيين مدة 144 يوما. في نفس الوقت كان هو الوجه المعروف في العالم لحركة الطلاب الذين سيطروا على السفارة والذي أبلغ بصورة منتظمة في مؤتمرات صحفية عن وضع الـ 52 دبلوماسيا وعن مطالب الطلاب. إلى جانبه في العادة ظهرت معصومة ابتكار، نائبة الرئيس روحاني لشؤون النساء والبيئة، التي اصيبت هي ايضا بالفيروس. شيخ الاسلام درس قبل الثورة في جامعة بيركلي في كاليفورنيا، وقد اوقف الدراسة من اجل المشاركة في الثورة، وقد كان خبير شؤون الشرق الأوسط في الحكومات الإيرانية المتعاقبة. وفي الثمانينيات هو واربعة نشطاء إيرانيين منهم فريدون فردينزاد (الآن هو رئيس وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية) وحسين تقان واحمد وهيدي (كلاهما شغل منصب وزير الدفاع) وعلي أكبر محتشمي وضعوا البنية التحتية لاقامة منظمة حزب الله. وبعد فترة تم تعيين شيخ الاسلام سفيرا لإيران في دمشق ومن هناك اشرف على نشاطات حزب الله. وقد عاد إلى إيران بعد ست سنوات من الخدمة في دمشق وكان مسؤولا، ضمن أمور اخرى، عن رسم سياسة إيران في الدول العربية إلى جانب قاسم سليماني. ويمكن التقدير بأن اسم شيخ الاسلام قد محي في نهاية الاسبوع من قائمة المطلوبين لاجهزة استخبارية كثيرة.