عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Jun-2020

صانعو السلام ينقذون الاحتجاجات

 

افتتاحية- كرستيان سيانس مونيتور
 
وضع النشطاء المناهضون لاعمال العنف مثل شقيق جورج فلويد الحب موضع العمل والتطبيق تجاه المشاغبين والمحرضين على الفوضى ومرتكبي افعال النهب والسلب. قبل ثلاثة أشهر من وفاة جورج فلويد تحت ركبة ضابط شرطة في مدينة مينيابوليس، أوصى كبار المسؤولين عن تطبيق القانون في ولاية مينيسوتا باعتماد طريقة من اجل تقليل حدة هذه المواجهات التي تفضي في معظم الاحيان الى فقد الارواح. وتضمنت التوصية تعيين صانع سلام، بحيث يتولى مسؤول في الدولة التوسط في سبيل حل النزاعات وتعزيز علاج الجراح في المجتمعات. المنصب لم يتم إنشاؤه بعد، لكن الدور أظهر بوضوح قبل بضعة ايام بواسطة شقيق السيد فلويد.لقد قام السيد تيرينس فلويد بزيارة الى المكان الذي قُتل فيه شقيقه وتحدث عن أعمال الشغب والنهب في مينيابوليس وعشرات المدن الأمريكية الأخرى. قال أمام حشد من الناس: «أتفهم أنكم مستاؤون للغاية. ولكن دعونا نعبر عن استيائنا برقي. دعونا نفعل ذلك بطريقة سلمية من فضلكم». ثم عرّف صنع السلام بأنه قوة إيجابية، وليس مجرد غياب العنف. وحث الناس على توجيه غضبهم لتعليم أنفسهم واستخدام قوتهم في صناديق الاقتراع. كما قاد حلقة صلاة في الموقع.
 
في العديد من المدن الأخرى ، سارع صانعو السلام إلى تبديد ذاك النوع من العنف الذي تفوق على الاحتجاجات السلمية بعد حادثة القتل في يوم 25 ايار الفائت. من الامثلة على هؤلاء النشطاء: رجال دين الكنيسة في كولومبوس بولاية أوهايو، اضافة إلى بطل الوزن الثقيل السابق تشاك ليدل في هنتنغتون بيتش بولاية كاليفورنيا. اما في ولاية نيويورك، فقد شجعت مجموعة بافالو بيسميكرز المناهضة للعنف على استعمال اسلوب الحوار. كانت هناك مجموعة مماثلة، تحمل اسم كيور فايولنس غلوبال، ذات نشاط ملحوظ في مدينة نيويورك. وخلال احتجاجات يوم الثلاثاء في فيلادلفيا، حلقت طائرة فوق المدينة وهي ترفع لافتة كتب عليها: «باركوا صانعي السلام لأنهم سيرثون الأرض».
 
قد لا يفوز هؤلاء المقاطعون للعنف بجائزة نوبل للسلام ولكنهم بالتأكيد يستحقون الثناء على ضبط النفس وبث روح التفاهم في الاحتجاجات. في العام الماضي، شهدت 47 دولة من بين 195 دولة في العالم ارتفاعًا في الاضطرابات المدنية، وفقًا لشركة التحليل السياسي فيرسك مابل كروفت. كان على المتظاهرين في معظم هذه الاضطرابات أن يقرروا ما إذا كان استخدام الأساليب العنيفة سيخدم قضيتهم أو يعوقها. في هونغ كونغ، على سبيل المثال، ينقسم الناشطون بشدة حول هذه المسألة، غير ان التاريخ يوضح جيدا أي المسارين أفضل. وجدت دراسة أجريت عام 2013 من قبل الباحثين إيريكا تشينويث وماريا ستيفان أن حملات المقاومة المناهضة للعنف كانت أكثر فعالية من التمرد العنيف من عام 1900 إلى عام 2006.
 
بالنسبة للنشطاء الذين يحاولون منع العنف، فإن السلام فعل. قال مارتن لوثر كينغ جونيور: «في قلب اللاعنف يقف مبدأ الحب». وبدافع الحب لأخيه يوم الاثنين الماضي، وقف تيرينس فلويد أمام المتظاهرين الذين يستخدمون العنف وأظهر أن السلام فعل بحق بالنسبة للكثيرين في شوارع مينيابوليس وأماكن أخرى.