عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Apr-2019

المبعوث الأمريكي لسوريا: نعمل مع أنقرة لإنشاء منطقة خالية من الوحدات الكردية
 
إسماعيل جمال
 
إسطنبول -”القدس العربي” - يزور وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف تركيا قادماً من دمشق التي التقى فيها رئيس النظام السوري بشار الأسد، في أحدث حراك سياسي حول المسألة السورية قبيل أيام من انعقاد جولة جديدة من مباحثات أستانة بمشاركة الدول الضامنة روسيا وتركيا وإيران وممثلين عن المعارضة والنظام.
وبحسب ما أكدت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية فإن ظريف التقى مسؤولين من النظام السوري على رأسهم بشار الأسد في دمشق ورئيس وزرائه عماد خميس ونظيره وليد المعلم، وذلك “بناءً على دعوة رسمية من الأسد”.
وعقب انتهاء زيارته لدمشق، من المقرر أن يصل ظريف إلى تركيا للقاء عدد من المسؤولين الأتراك بينهم وزير الخارجية مولود جاووش اوغلو، في حين لم يؤكد بعد ما إن كان سوف يلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أم لا. وتأتي زيارة ظريف إلى سوريا وتركيا مع إعلان وزارة الخارجية الكازاخية رسمياً أن جولة جديدة من مباحثات “أستانة” سوف تنعقد يومي 25 و26 من نيسان/أبريل الجاري بمشاركة الدول الضامنة وممثلين عن المعارضة والنظام في الجولة رقم 12 من المباحثات المتعثرة حول الحل العسكري والسياسي في سوريا.
وبينما أشار بيان الخارجية الكازاخية إلى أن الأردن وممثلين عن الأمم المتحدة سيشاركون في المباحثات بصفة مراقب، لفت إلى أن المباحثات ستتناول ملف إدلب وزيادة الثقة بين أطراف القتال شمالي سوريا، وعودة اللاجئين، والوضع الإنساني، ومواضيع متعلقة بإعادة الإعمار، بالإضافة إلى تشكيل اللجنة الدستورية، وبحث انضمام دول أخرى بصفة مراقب، إلى جانب انعقاد الاجتماع الثامن لمجموعة العمل المتعلقة بإطلاق سراح المعتقلين. وفي حين لم تحقق الجولات السابقة من مباحثات أستانة تقدماً كبيراً في الملفات العالقة، يتوقع أن تتركز هذه الجولة حول تدهور الأوضاع الأمنية في مناطق خفض التصعيد والمنطقة منزوعة السلاح والتي تشهد منذ أسابيع قتالاً متزايداً وضربات جوية وصاروخية للنظام السوري أدت إلى مقتل عشرات المدنيين. إلى جانب ذلك، تسعى الأطراف المشاركة في هذه المباحثات لتحقيق اختراق في ملف اللجنة الدستورية التي تعثر الإعلان عن تشكيلتها النهائية منذ أشهر بسبب خلافات حول تركيبتها النهائية.
في سياق آخر، أعلن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، أن بلاده تعمل مع تركيا حول إنشاء منطقة آمنة خالية من الوحدات الكردية في أول حديث أمريكي حول مباحثات المنطقة الآمنة بعد شهر من تراجع الحديث عن الانسحاب من شمالي سوريا. وقال جيفري في مؤامر بواشنطن: “تركيا والولايات المتحدة كانت لديهما ولا تزال في الوقت الحاضر، شراكة جيوستراتيجية مهمة”، مشيراً إلى أهمية تركيا من حيث وصول الولايات المتحدة إلى بعثتها في سوريا، مؤكداً على أن واشنطن تعمل مع أنقرة على عدد من القضايا المتعلقة بسوريا وأن “تركيا لديها مخاوف أمنية مهمة جداً”. وتابع أن: “تركيا عضو في مجموعة (الدول الضامنة لاتفاق) أستانة إلى جانب إيران وروسيا. وهي صوت للمعارضين السوريين الذين يشكلون تقريبًا نصف سكان سوريا. هذا الوضع مهم من حيث أهداف الأمم المتحدة حول العملية السياسية بسوريا”.
في السياق ذاته، قال كبير مستشاري العمليات في سوريا لدى وزارة الخارجية الأمريكية، العقيد المتقاعد ريتش أوتزين، إنه يمكن إبعاد تنظيم “ي ب ك” عن الحدود السورية التركية، إذا تم تطبيق المنطقة الآمنة شمالي سوريا بشكل صحيح. وأضاف المستشار الأمريكي: “سنقوم بإبعاد (ي ب ك) عن الحدود (السورية التركية) إذا قمنا بتطبيق المنطقة الآمنة (شمالي سوريا) بشكل صحيح، وبهذه الطريقة نكون كذلك قد أبعدنا السلاح الثقيل عن الحدود”، مشدداً على أن ما من جهة تريد الفشل للتعاون التركي الأمريكي في سوريا. وتابع: “تركيا تعارض بشدة انتشار قوات (ي ب ك) على حدودها، وعند النظر إلى العلاقة بين (ي ب ك) و(بي كا كا) والحملة التي تقودها (بي كا كا) ضد تركيا منذ سنوات طويلة فنحن نحتاج إلى إظهار بعض التعاطف مع تركيا”، مستدركاً: “لكن هل من الضروري على تركيا القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق من جانب واحد لحل هذه المشكلة وتنظيف حدودها من (ي ب ك)؟ في تصوري لا”، معتبراً أن المنطقة الآمنة يمكن أن تحل هذا الإشكال.
من جهته، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: “عرضنا الأساسي هو تجريد الإرهابيين من أسلحتهم وإبعادهم عن الحدود التركية مسافة 30 إلى 40 كيلو متر، تركيا تحترم وحدة الأراضي السورية ولا تطمع في شبر من تراب هذا البلد، لكننا نسعى لحماية حدودنا ومواطنينا من الإرهابيين “كما تطرقت مباحثات وزير المالية والخزانة التركي برات البيرق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى مباحثات المنطقة الآمنة في شمالي سوريا، وقال إن قرار الانسحاب أوجد فرصة “لتلافي الأضرار التي لحقت بالعلاقات بين البلدين”، مضيفاً: “إذا تمكنت المفاوضات بين البلدين حول منطقة آمنة في إحداث علاقة وظيفية، فإن التعاون الحقيقي الأول بين قوات أمن البلدين سيكون قد تحقق”.