عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Oct-2020

لبنان..إلى أين؟!*محمد سلامة

 الدستور

انتهت جولة المفاوضات الأولى غير المباشرة بين لبنان واسرائيل، لترسيم الحدود البرية والبحرية، في مقر الأمم المتحدة في رأس الناقورة ،قبل أيام، على أن يكون اللقاء الثاني نهاية الأسبوع الجاري،بإشادة اممية، وتشنج لبناني نؤشر على جوانبه بالتالي:-
-- الزعيم الدرزي وليد جنبلاط اتجه إلى الابتعاد عن حلفائه التقليديين ،وعندما حدثت المواجهة بينه وبين زعيم الكتائب سمير جعجع، رد عليه الأخير بأن لديه (15) ألف مقاتل،بما يؤشر على أنه قادر ،على مواجهة حزب الله، ولكن جنبلاط أصر على موقفه، وأصدر بيانا ضد تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري ويضم جعجع طبعا.
هناك تقارير اخبارية لبنانية كشفت لأول مرة عن توقيع رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة بداية توليه الرئاسة أول مرة، على وثيقة مبادئ لترسيم الحدود البرية مع إسرائيل بعد انسحابها من جنوب لبنان عام 2000م ،في قبرص ،وأنه على أساسها جرى وضع علامات النقطة الأولى المختلف عليها مع إسرائيل، من أصل(13) نقطة حدودية، وإذا صحت هذه المعلومة فإن إمكانية قبول إسرائيل بنقل علامات الحدود في النقطة الأولى الى الحدود الدولية وفق ترسيم «بريطانيا--فرنسا» في1923م،يكون صعبا أن لم يكن مستحيلا، وهذا طبعا يتبعه ترسيم الحدود البحرية كونها مواجهة لنقطة خلاف جوهرية في المنطقة المكتشف بها الغاز بكميات هائلة، عدا نقطتي بلوك (8+9)والتي هي ضمن حصة لبنان، وباقي بلوكات النقاط البحرية ستكون خارج حدود لبنان البحرية، وهذه طامة كبرى على مسار ترسيم الحدود البحرية بينهما.
على الطرف الآخر أصدر حزب الله وحركة أمل بيانا موحدا ضد تشكيلة الوفد اللبناني المفاوض كونه ضم اثنين من المدنيين،لأن الأصل حسب الاتفاق أن يكونا من العسكريين، والمحصلة أن جولات التفاوض سوف تنتهي بتحميل طرف مسؤولية فشل المفاوضات حال عدم التوصل إلى اتفاق،وهو أمر بات الكل يتحضر إليه، بما يعني جولات من العنف والعنف المضاد واتهامات بالتنازل عن ثروات لبنان البحرية، والاتفاق يحتاج إلى معجزة تلزم إسرائيل بقبول وضع النقطة الأولى ضمن الحدود الدولية المعترف بها عام 1923م.
انفجار مرفأ بيروت قبل شهور كان بمثابة بروفة تحذيرية لكل القوى المناوئة لسياسات امريكا،فقد حاولت تركيا الدخول واللعب في الساحة اللبنانية لكنها تراجعت، ودخلت فرنسا وفشلت، ولا حديث عن الجامعة العربية أو دور لاي دولة عربية كون أمريكا ذات التأثير الأقوى كما ظهر مؤخرا.
لبنان تتحرك فيه قوى حزبية داخلية، ولوبيات ضغط خارجية، وهناك نفوذ فرنسي وامريكي، والضغوطات عليه شلته اقتصاديا وادت إلى إنهيار عملته ،ودفعت بتازيم داخلي مماثل لما قبل الحرب الأهلية الأولى عام 1975م،وكل المبادرات فشلت في تشكيل حكومة جديدة، فاللعبة كلها بيد أمريكا ومن خلفها إسرائيل، واذا مالت الرياح في مفاوضات ترسيم الحدود لصالحها (اي إسرائيل)وقبل الطرف اللبناني بذلك،فإن انفراجات اقتصادية وسياسية تلوح في الأفق، وإذا كانت غير ذلك فإن الجميع ذاهب إلى حرب أهلية ثانية والنتائج كارثية ويصعب التنبؤ بنهاياتها وتداعيات ذلك على إسرائيل والمنطقة.
بكل الأحوال فإن قبول الوفد اللبناني المفاوض بوثيقة المبادئ الموقعة لترسيم الحدود البرية وتحديدا النقطة الأولى بدلا من الحدود الدولية يعد تنازلا عن الثروات النفطية والغازية،في البحر المتوسط،وإذا رفض وأصر على نقل النقطة الأولى إلى الحدود الدولية، فإن هذا لن تقبل به إسرائيل مطلقا ،والنهاية لن تكون بالذهاب إلى التحكيم الدولي كون اتفاقية الإطار لم تتطرق لهذه النقطة ،والمحصلة أن لبنان ربما ينتظر بروفات أسوأ من كارثة المرفأ، ولا أحد يمكنه التكهن بالنتائج كون الأمم المتحدة والولايات المتحدة سوف يحملانه مسؤولية فشل المفاوضات في نهاية المطاف.