حذر باحثون من خطورة استخدام تطبیقات شبكات التواصل الاجتماعي في الترویج وبیع المواد المخدرة بین الشباب.

وذكرت دراسة أجرتھا رویال ھولوواي، في جامعة لندن، أن متعاطي المخدرات یقدرون بشدة دور تطبیقات تواصل اجتماعي مثل سناب شات، في تسھیل وتسریع عملیة بیع المخدرات.

وحذرت الدراسة من أن المشترین یواجھون مخاطر كبیرة تتعلق بسلامتھم الشخصیة وجودة المخدرات التي یحصلون علیھا، فضلا عن أن ھذا التطبیق یمنحھم ”أمان كاذب“ للھروب من الشرطة، وھو ما یعني إمكانیة الإیقاع بھم.

وأوصت الدراسة بضرورة توعیة الشباب بالمخاطر المحیطة بھم، وھو ما أصبح ضرورة ”حرجة وملحة“.

ووجدت الدراسة أیضا أن الكثیر في حالة إنكار لوجود ھذه المخاطر، وذكرت ”في المجمل، تحدث المستخدمون عن مبرراتھم للاستمرار في شراء المواد المخدرة من بائعین غیر معروفین من خلال التطبیقات“.

كیف أجرى الباحثون ھذه الدراسة؟

اعتمدت الدراسة، #مخدرات للبیع #Drugsforsale لاستكشاف استخدام التواصل الاجتماعي وتطبیقات الرسائل المشفرة لترویج وشراء المخدرات، على استطلاع إلكتروني بمشاركة 358 شخصا، بینھم 288 شخصا اعتادوا جمیعا استخدام التطبیقات لشراء المخدرات، بینما كان ھناك 77 شخصا یفكرون في ھذا.

كان غالبیة المشاركین في بریطانیا، أسترالیا، كندا والولایات المتحدة، وبلغ متوسط العمر 18 عاما.

كما أجرى الباحثون مقابلات مباشرة مع 20 شابا، ومقابلات متعمقة مع 27 آخرین.

ووجد الباحثون أن ”توزیع المخدرات اجتماعیا“ من خلال الأصدقاء مازال طریقة مفضلة، إلا أن التطبیقات ”تتحول بسرعة إلى خیار قابل للنمو للوصول إلى المخدرات“.

ومن بین 358 مشاركا في الدراسة إلكترونیا، قال 76 في المئة إنھم یستخدمون دائما تطبیق سناب شات، بینما یفضل 21 في المئة استخدام انستغرام.

لماذا یستخدم الناس التطبیقات كمصدر للمخدرات؟

وجدت الدراسة أن سھولة تنظیم التوزیع والنقل كان المیزة الرئیسیة لدى الجمیع لاستخدام التطبیقات، وھو ما أقره 79 في المئة من المشترین.

وقال ألیكس، 27 عاما، للباحثین إنھ یشعر ”بالأمان والسھولة والسرعة المضاعفة للحصول على المخدرات أكثر من الطرق الأخرى“.

ویوضح ”یأتي الشخص ومعھ المخدرات المطلوبة فأحصل علیھا وأدفع لھ المبلغ المتفق علیھ، ولا أنظر خلفي أبدا“.

بینما یؤكد زاك، 22 عاما، على أن الأمر یبدو بسیطا، وطریقة حدیثة لشراء الأشیاء. ویقول ”دائما ما كنت أعاني من عدم وجود علاقة مع الشبكة المظلمة (شبكة العلاقات مع مروجي المخدرات)، لذلك اضطررت دائما للاحتفاظ بصدیق یمكنھ مساعدتي“.

وأضاف ”یتواجد الكثیر من بائعي المخدرات على سناب شات، وبدونھ قد اضطر لمواصلة الاعتماد على أشخاص یقتربون مني في الشوارع أو مقابلة أشخاص بشكل عشوائي في الأندیة“.

ورغم أن 59 في المئة من المستخدمین أثنوا على سرعة شراء المخدرات، فإن 53 في المئة معجبون أكثر بحقیقة أن تلك التطبیقات وفرت لھم موادا مخدرة كان من الصعب الحصول علیھا سابقا.

وقالت جیس، 23 عاما، إنھا لم تكن تستطیع الحصول على المخدرات الخاصة التي تریدھا، ”لأنھا لم تكن تعرف من یبیعھا، لكنھا حصلت علیھا لأول مرة من خلال التطبیقات“.

ومن المزایا الأخرى المتصورة أن التطبیقات ”أتاحت فرصة لتقییم جودة وسلامة المخدرات“، حیث یقوم التجار بعرض صور ومقاطع فیدیو لھذه المخدرات لطمأنة المشترین.

وقال أوللي، 18 عاما: ”اشتریت زاناكس للمرة الأولى من خلال سناب شات لأنني تمكنت من مشاھدة تاجر یفتح العبوة المغلقة والمختومة قبل أن یبیعھا، ولذلك شعرت أن استخدامھا آمن“.

ما ھي المخاوف التي یثیرھا الباحثون؟

تثیر الدراسة عددا من المخاوف بشأن سلامة الذین یشترون المخدرات على ھذه المنصات.

كما لاحظت أن العدید من الأشخاص یعتقدون بإمكانیة تجنب ملاحقة سلطات إنفاذ القانون عن طریق شراء المخدرات بھذه الطریقة.

وجاء فیھا ”النقطة الأساسیة أن العدید من مستخدمي التطبیق لدیھم معلومات خاطئة، أو یقومون بافتراضات خاطئة حول الحمایة التي یحصلون علیھا“.

”وبالتالي من الضروري تقدیم الثقافة المتعلقة بالمخاطر الأمنیة لاستخدام التطبیقات“.

وقالت الباحثة لیا مویل، من رویال ھولوواي: ”أظھرت نتائجنا أن الشراء من شخص معروف وموثوق بھ لا یزال الطریقة المفضلة لمعظم متعاطي المخدرات، لكن یبدو من المتوقع أن استخدام التطبیق سیواصل النمو في ھذه السوق، خصوصا بین الشباب“.

وأضافت: ”نظرا لشعبیة التطبیقات وقدرتھا على توفیر الوصول إلى سوق المخدرات الأوسع،یتضح أن تثقیف الناس حول المخاطر المحتملة المتمثلة في شراء مواد غیر معروفة من الغرباء عبر منصات التواصل الاجتماعي أمر ھام وملح“.

ونُشرت الدراسة في المجلة الدولیة لسیاسة المخدرات.

كیف استجابت شركات التواصل الاجتماعي؟

قالت متحدثة باسم سناب شات: ”الحسابات التي تستخدم سناب شات لبیع المخدرات تمثل إساءة استخدام متعمدة لشروط الخدمة ونقوم بإزالتھا عند الإبلاغ عنھا“.

وأضافت: ”نتعامل بجدیة مع التزامنا بحمایة المستخدمین من أي سوء استخدام لمنصتنا، وقد عقدنا شراكة مع أفضل خبراء السلامة لنتعلم أسلوب معالجتنا لھذه القضایا.“

أما شركة انستغرام فتقول إنھ من غیر المسموح الشراء أو البیع غیر القانوني للمخدرات أو وصفھا للمستخدمین عبر منصتھا، وتشجع الشركة أي شخص یقوم بالإبلاغ عن محتوى من ھذا النوع.

وتضیف أن لدیھا علاقات طویلة راسخة مع سلطات إنفاذ القانون، وتعمل معھا بشكل وثیق لتحسین الكشف عن المواد غیر القانونیة وإزالتھا.-(BBC(