عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Feb-2020

هذا هو الوقت - عاموس جلبوع

 

معاريف
 
موضوع هذا المقال هو في نقطتي الموقف من الحدود في خطة القرن لترامب. الاولى تتعلق بقرى المثلث. ما الذي قيل عن ذلك في الخطة؟ كون البلدات العشرة من كفر قاسم في الجنوب وحتى ام الفحم في الشمال يسكن فلسطينيون، و “رؤيا الخطة تتوقع الامكانية، تبعا لموافقة الطرفين (اسرائيل والسلطة الفلسطينية) ان يعاد ترسيم الحدود الاسرائيلية بحيث تصبح قرى المثلث جزءا من الدولة الفلسطينية. في هذا الاتفاق (حول تغيير الحدود) تكون الحقوق المدنية لمواطني المثلث خاضعة لقوانين الدولة الفلسطينية”.
كل ذي عقل يفهم بالشكل الاوضح بأن الحديث يدور الحديث هنا عن امكانية تستوجب الحصول على موافقة اسرائيل والسلطة الفلسطينية؛ وانه لا يوجد هنا أي حرمان من الحقوق، لا يقتلع عشرات الاف المواطنين من بيوتهم ومن اراضيهم، وانه لا “تنقل” قرى المثلث الى السلطة الفلسطينية.
برأيي ما كان ينبغي على الاطلاق طرح هذه الامكانية، ولكنها طرحت، على ما يبدو انطلاقا من الفرضية المقبولة في العالم في ان الحديث يدور عن توافق بين دولتين، فما بالك ان الحديث يدور عن ابناء القومية ذاتها ممن ينتقلون الى سيادة دولتهم القومية.
وها هي فتحت ابواب السماء وانفجرت الصرخة: “ترحيل”. انطلقت الصرخة من أفواه عرب اسرائيل ومن أفواه كل اولئك الذين يعارضون الخطة بعمومها، بمن فيهم حزب العمل وميرتس. كذبة فظة، وواحد من اثنين: إما ان يكون من يقولها يكذبون عن قصد، أو انهم لم يقرأوا صيغة الخطة والكذبة تنبع من الجهل. في كل الاحوال فإن المقصود هو الاساءة لسمعة الخطة.
ان اصطلاح ترحيل معناه نقل السكان من مكان الى مكان آخر، وبشكل عام قسرا. اما عندنا فالاصطلاح حصل على معنى سلبي على نحو خاص عندما روج في الثمانينيات من القرن الماضي الحاخام كهانا لترحيل كل عرب اسرائيل الى الدول العربية. وعليه، فعندما يصرخون “ترحيل” عما جاء في خطة ترامب، فانهم يخلقون على الفور صورة سلبية، وحشية، صورة اقتلاع الناس من بيوتهم. هذه صورة كاذبة على نحو ظاهر. ليس هذا فقط، بل الكذب يولد الكذب. وفي حماسة صرخة النجدة، تتقرر على الفور كحقيقة بأن اسرائيل “تخلت” عن مواطنيها العرب لغرض تبادل الاراضي.
الظاهرة المسوقة هي أن عرب المثلث، الذين تظاهروا ضد “الترحيل” واعربوا عن رغبتهم في البقاء مواطنين في دولة اسرائيل وليس في الدولة الفلسطينية، رفعوا اعلام فلسطين. لماذا؟ برأيي، لانه وفقا لفهمهم ورؤياهم ستكون في النهاية دولة واحدة من النهر وحتى البحر – الدولة الفلسطينية.
النقطة الثانية هي الحدود في القدس. تقضي الخطة بان جدار الفصل الذي يمر في القدس سيكون الحدود بين العاصمة الاسرائيلية والعاصمة الفلسطينية. يتطابق الجدار مع الحدود البلدية للقدس، باستثناء في مكانين يوجدان خارجها ولكنهما يتبعان بلديا بلدية القدس: كفر عقب الشمالية والقسم الشرقي من حي شعفاط. بمعنى، هذا يعني أن تقريبا حتى نحو 100 الف فلسطيني في هذين المكانين ينتقلون من بلدية القدس ومن دولة اسرائيل الى الدولة الفلسطينية المستقبلية.
رأيي هذه فرصة تكمن فيها ميزة ديمغرافية في صالح دولة اسرائيل، مثلما ايضا كسب للامن القومي. نحن هنا لا “نضم” لسيادتنا بل العكس: “نضم” للسيادة الفلسطينية.