عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Feb-2019

موسی: خیار استعداء إیران لمسح القضیة الفلسطینیة رهان خاسر

 

عمان –الغد-  أكد الأمین العام الأسبق لجامعة الدول العربیة عمرو موسى، أن ”صفقة القرن“ المطروحة حالیاً ستتعدى معالجة وحل الصراع الفلسطیني الاسرائیلي إلى اقامة نظام اقلیمي
جدید، مشیرا إلى انھ ینظر إلى ھذه الصفقة ”بالكثیر من التخوف“.
وربط موسى بین انعقاد المؤتمر الوزاري الدولي في العاصمة البولندیة وارسو بعنوان ”تعزیز مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط“ وبین ”إقامة نظام اقلیمي جدید في المنطقة“.
وفیما أعرب السیاسي المخضرم في حوار مع أسرة ”الغد“ جرى بمقر الصحیفة الاسبوع الماضي، عن تخوفاتھ من نتائج مؤتمر وارسو وارتباطھا المفترض بصفقة القرن بالقول ”ربنا یستر“، رأى أن مواجھة صفقة القرن عربیا یكمن في التوافق على مبادرة بیروت العربیة للسلام
التي طرحت في القمة العربیة العام 2002 ،لأنھا ”متوازنة.. وعدت وطلبت، واعطت وأخذت“.
وتساءل موسى ”ھل تؤول الأمور إلى ایران أم لتركیا في ظل غیاب دور عربي قائد ومتحدث قوي“، وھو جزء یجیب عن سؤال آخر ”لماذا یفضل العالم التحدث مع ایران او تركیا.
والجواب: لأن لدى كل منھما قادة یتحدثون باسمھما“.
واعتبر أن التحشید ضد ایران كخط سیاسي  ما تتحدث عنھ الولایات المتحدة وادارة ترامب فیما یسمى بصفقة القرن والأبعاد التي تعالجھا غیر معروفة لغایة الآن، وكل ما ھو مطروح حتى الآن ھو الوعد او الحدیث الذي صرح بھ الرئیس الأمیركي دونالد ترامب عنھا بأن في یده الحل للمسألة الفلسطینیة الاسرائیلیة .
تابعت باھتمام بالغ كیفیة علاج المسألة الفلسطینیة ومشكلة الاحتلال الاسرائیلي في السنوات الماضیة، واعتقد ان الصفقة المطروحة حالیاً التي تفكر بھا الادارة الأمیركیة ستتعدى معالجة وحل الصراع الفلسطیني الاسرائیلي إلى اقامة نظام اقلیمي جدید وفق الرؤیة الأمیركیة. وانا حقیقة انظر إلى ما یدور من حدث حول الصفقة بالكثیر من التخوف، خاصة في ظل الانحیاز الأمیركي لاسرائیل، ونقول ”ربنا یستر“.
الأمور في الصراع الفلسطیني الاسرائیلي عبر السنوات والعقود الماضیة كانت تدار وفق مبدأ إدراة الأزمة لا حلھا، وھذا ما قمنا بھ كعرب ایضا لسنوات طویلة، ما أدى إلى تعمق الإضرار بحقوق الفلسطینیین، في وقت كانت المستوطنات تبنى والأراضي تصادر، وفي غمرة ذلك كان یتم الإعداد للاستیلاء على القدس بشكل كامل.
والحدیث عن صفقة القرن یجيء ایضا الیوم في ظل مؤتمر وارسو الذي یھدف لتعزیز مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط، ھو مؤتمر قد یسعى اصحابھ إلى اقامة نظام اقلیمي جدید في المنطقة. لكن ایة نظام؟ نحن متخوفون من نتائج المؤتمر خاصة انھ مسألة غیر مفھومة رغم وجود تفاھمات على مستویات عالیة واتوقع ان یكون بدایة واضحة للتعامل مع الإقلیم والنظام الاقیلمي الجدید.
العالم العربي غیر متفھم لھذه الامور ولا للتفاصیل المرافقة للصفقة، ولدیھ الكثیر من علامات الاستفھام التي تصل حد التحفظ على المسارات الجدیدة في المنطقة، ولا نعرف ان كان مؤتمر وارسو سیكون مقدمة لطرح صفقة القرن رغم أن الرأي العام العربي لا  یعلم ماھیة الصفقة وسیصدم بھا.
اعتقد ان التفاھم العربي المنطقي لمواجھة الصفقة ھو التوافق على ضرورة التمسك بمبادرة بیروت العربیة للسلام التي طرحت في القمة العربیة ببیروت العام 2002 ،ھذه المبادرة متوازنة لأنھا وعدت وطلبت، واعطت وأخذت.
• بخصوص صفقة القرن كیف یمكن ان ینجح حل للقضیة الفلسطینیة وقد منحت أمیركا لإسرائیل القدس باعترافھا بھا عاصمة للاحتلال؟
!!ماذا قال عمرو موسى عن قضایا الساعة؟ الساعة؟
نعم؛ إذا تم استبعاد قضیتي القدس واللاجئین من الحل للقضیة الفلسطینیة، والتعامل معالمستوطنات كأمر واقع، فكیف لطرف فلسطیني أو عربي أن یقبل بالصفقة؟! الثابت انھ من دون حل القضیة الفلسطینیة لا یمكن حل مشكلات الشرق الأوسط، ولا یعوض عن ذلك إجبار إیران على وقف سیاساتھا الخشنة أو اقتناع تركیا بأنھا لا یمكن أن تقود العالم العربي.
• في مؤتمر وارسو الاخیر قاطع الفلسطینیون المؤتمر ضمن نھجھم بمقاطعة الاتصال مع الادارة الأمیركیة منذ الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال.. الا تعتقد ان على الفلسطینیین والعرب تجنب الخوض بھذه اللحظة التاریخیة في البحث عن اي حل للقضیة في ظل الانحیاز الأمیركي لإسرئیل وعدم وجود توزان قوة بین الطرفین؟
المسؤولون الفلسطینیون یعدون انفسھم لمسار طویل المدى من الصعوبات، وسیتعاملون معھا دون استسلام، وغیر مستعدین لقبول وعود شكلیة او معونات اقتصادیة في ظل تنامي حركات داعمة لقضیتھم في الغرب ومحتجة على المسار الجدید للحل الذي تطرحھ الولایات المتحدة.
حل القضیة الفلسطینیة في أي لحظة ھو امر مناسب لكن شریطة ان یكون معقولا ومقبولا ویمكن التعامل معھ اذا كان موجودا. لكن ھذا الحل غیر موجود في الوقت الحالي، وھو امر سنعرفھ خلال 6 أشھر قادمة، في ظل تقدیر اصحاب الصفقة لصعوبة الموقف الحقیقي، رغم وعود التأیید من ھذا الركن او ذاك في العالم العربي التي لا تكفي ابدا، خاصة وأن الرأي العام العربي قوي ومنتبھ جداً خاصة بعد ما یسمى بالربیع العربي ولن یسمح بتصفیة القضیة الفلسطینیة.
یبدو لي ان الموقف العربي الرسمي سیكون متینا ولا یمكن ان یقبل بأي تنازلات في أي حل للقضیة الفلسطینیة دون مقابل فھذا شي غیر مقبول لدى الرأي العام العربي، وثمة إجماع عربي شعبي حول اولویة القضیة الفلسطینیة.
• لكن كیف یمكن عربیا مقاومة صفقة القرن اذا طرحت تصفیة القضیة الفلسطینیة او قفزت عن الحقوق الوطنیة للشعب الفلسطیني؟
فیما یتعلق بأدوات مقاومة الصفقة ھي تكمن في الرأي العام العربي وتمسكھ بحل عادل للقضیة الفلسطینیة، خاصة وأننا ھنا لا نتحدث عن حرب او حرب دبلوماسیة كبیرة جدا، إذ لابد ان یكون ھناك طرف یقبل بما یقدم لھ فكیف ستقبل حكومات عربیة بصفقة لا تحقق حقوق الشعب الفلسطیني. وایضا فإن ما یعوق نجاح الصفقة الموعودة ھو الموقف الاسرائیلي، وھو یتلخص الآن بالإبقاء على الوضع الحالي كما ھو علیھ، بدون حل الدولتین او دولة وحدة.
• لكن اسرائیل التي ترید الحفاظ على وضع اللاحل.. لدیھا خیارات عدائیة اخرى مثل الترانسفیر.
لا اعتقد ان خیار الترانسفیر وتھجیر الفلسطینیین مطروح او ممكن. ومن یقف الیوم ضد ھذا الخیار وتدفق لاجئین جدد ھي الدول الاوروبیة، والتي تم إغراقھا باللاجئین من جمیع دول العالم في السنوات القلیلة الاخیرة، إضافة إلى أنھ لا یمكن إقناع اي دولة عربیة بأن تقبل ان یتم تھجیر الفلسطینیین من ارضھم إلى اراضیھا، والعالم الیوم متخم باللاجئین ولا یرید أعدادا إضافیة منھم، فضلاً عن رد الفعل المعارض لھذا الامر المدعوم برأي عام عربي- افریقي- اسلامي- اوروبي.
• نفھم انك تراھن اساسا على الرأي العام العربي.. لكن ھل یكفي ذلك لمواجھة التحدیات المصیریة التي یواجھھا العرب؟
الرأي العام العربي الراھن لا یكفي لبلورة مستقبل المنطقة، اذ لا بد من ریادة النخب العربیة لصنع مستقبل العالم العربي في ظل غیاب دور عربي قائد ومتحدث قوي، بالتزامن مع ما یطرح عن مستقبل منطقة الشرق الاوسط وماذا سیحدث فیھا، وھل تؤول الأمور إلى ایران أم تركیا أم إلى العالم العربي الذي یفتقد القائد وصاحب الرأي الحازم وھو جزء یجیب عن السؤال ”لماذا یفضل العالم التحدث مع ایران او تركیا. والجواب: لأن لدى كل منھما قادة یتحدثون باسمھما“.
المفروض والأصل ان یكون المتحدث باسم العالم العربي ھي جامعة الدول العربیة، المكان الذي یجتمع فیھ العرب ویبحثون ویقررون قضایاھم وھو امر كان موجودا بالفعل فیما یتعلق بالقضیة الفلسطینیة، اذ كانت الجامعة ومجلسھا في العقد الاول من القرن الحادي والعشرین تقرر قبول المفاوضات مع اسرائیل أو عدمھ، وفي حال توجھت.
لمجلس الامن الدولي فإنھا- أي الجامعة- تذھب بمفردھا باسم العرب جمیعاً یجب خلق دور عربي جدید، یعید لھ مكانتھ وحضوره في الإقلیم والخروج من حالة الفتور إلى المشاركة الفعالة في اتخاذ القرار، الجامعة العربیة كانت تؤدي الدور للقائد للعالم العربي، ولا بد من استرجاع ھذا الدور في الوقت الحالي والحفاظ علیھ لعدم وجود بدیل.
لا یصح ان ندمر الجامعة العربیة ونصبح بلا غرفة نجلس فیھا على الاقل.
وایضا یجب ان تفعیل عمل مراكز البحث العربیة لوضع تصورات لمستقبل العالم العربي، وما یجب ان یكون علیھ الوضع في المنطقة العربیة في المستقبل، بالاضافة إلى ضرورة وجود مقترحات للجوار العربي وتعمیق التعاون الاقتصادي او البناء على اتفاقیة اغادیر التي تضم مصر، تونس، المغرب، الأردن، وفتحھا امام دولة او دولتین، وتوسیع عملھا لیتعدى التجارة.
اننا نعمل في اطار العالم العربي الواسع الذي یضم عربا وأكرادا وأمازیغ.
نحن امام فرصة حقیقیة لعمل شي ملموس وواقعي في حال توفرت الجدیة لتحدید تصورنا لمستقبل العمل العربي المشترك والأمن الاقلیمي، والعمل في ھذا الاطار وطرحھا على مائدة الحوار لمعرفة رأي النخب العربیة في مستقبل العمل العربي المشترك والوضع الاقلیمي.
العالم العربي یواجھ حالیاً سیاسة ایرانیة نشطة خاطئة، بالاضافة إلى سیاسة تركیة ضخمة في جوانب معینة، تسعیان من خلالھما إلى ان یكون لھما عنوان في الشرق الاوسط، وممارسة دور اقلیمي یستعدي العالم العربي.
• المشكلة ان جزءا رئیسیا من السیاسة الرسمیة العربیة یتراجع لدیھ الاھتمام بالقضیة الفلسطینیة وأولویتھا لصالح الصراع مع ایران وربما تركیا ایضا؟
بخصوص القضیة الفلسطینیة وتراجعھا على سلم الأولویات مقابل تنامي العداء لایران، اعتقد ان القضیة الفلسطینیة ھي القضیة الجوھریة في المنطقة والعالم، وبسبب السیاسة الاقلیمیة الایرانیة والتركیة في المنطقة اصبحت القضیة الفلسطینیة مھمة جدا.
المبادرة العربیة للسلام التي طرحت العام 2002 ،ما تزال قائمة وعلیھا إجماع عربي فوق الطاولة، ولم یسمع انھ سیتم التعدیل علیھا، وھو ما تطلبھ اسرائیل وتصر علیھ في ظل وجود حالات للتطبیع معھا.
لیس من السھل ابداً ان تتحول الذھنیة والتأیید العربي والأنظار عن القضیة الفلسطینیة إلى التحشید ضد ایران وننسى اسرائیل. ھذا خطأ سیاسي، اذ لیس من المنطق تعبئة الرأي العام العربي ضد ایران كما یطرح حالیا، والمراھنة على ان ھذا الطرح سیمسح القضیة الفلسطینیة من الوجدان العربي ھي مراھنة خاسرة.
• في الجانب الاقتصادي.. انعكاس الأزمات السیاسیة والتفتت العربي ینعكس على التعاون الاقتصادي المشترك.. كیف نخرج منھ ھذه الحلقة، خاصة وان البحث بات فردیا لدى كل دولة عربیة ویتم عادة اللجوء إلى صندوق النقد الدولي؟
لا في الجانب الاقتصادي لست متشائما. العمل الاقتصادي العربي المشترك لیس بھذا المستوى من السوء المطروح حالیاً. العلاقات الاقتصادیة العربیة العربیة كانت وما تزال نشطة في مجالات السیاحة والعمالة والبنیة التحتیة وانشطة صندوق النقد العربي.
وما تزال القمم العربیة الاقتصادیة متواصلة بانعقادھا بشكل مستمر بعیداً عن المشاكل السیاسیة والتركیز على مشاریع التنمیة، إذ لم یشھد ھذا المسار فشلاً كلیاً بل ھناك نشاط في ھذا الاطار.
ان اضعف الحلقات في العلاقات العربیة الاقتصادیة ھي التجارة، والسبب یعود إلى ضعف الإنتاج الصناعي والتجاري للدول العربیة، وكذلك بسبب تداعیات الربیع العربي الذي كان لھ تأثیراتھ في ھذا المجال.
وبخصوص لجوء الدول العربیة إلى صندوق النقد الدولي لحل مشاكلھا الاقتصادیة، فھذا القرار ھو قرار فردي وكل دولة عربیة تقرر ماذا ترید من الصندوق وبحسب الروشیتة التي تناسب مصلحتھا الاقتصادیة. في حال عدم تمكن الاقتصاد في الدول العربیة من تحقیق نمو اقتصادي للشعوب العربیة وحدوث فشل في ادارة الملف الاقتصادي، وفي ظل تزاید الاعباء على الطبقات الفقیرة والمتوسطة، فیجب ان نتوقع رد فعل شعبیا سلبیا.
• كیف تقیم القرار الأمیركي بالانسحاب المفاجئ من سوریة.. ھل ثمة تغیر استراتیجي أمیركي تجاه التواجد بالمنطقة؟
اود التوقف اولا عند مفارقة بھذا الخصوص، فالانسحاب الأمیركي من المنطقة كان قبل 10 سنوات مطلباً عربیاً ، لكن الوضع الآن تغیر، واصبحنا نطالب ببقاء أمیركا ، وھو دلیل على ما وصلنا الیھ من فراغ عربي، نتیجة الاخطاء العربیة ومن الامثلة على ذلك ایضا ان المطالبة حالیاً ببقاء مرتفعات الجولان تحت صفة محتل بات ذا اولویة خوفاً من ان تضم الجولان إلى اسرائیل.
أمیركا ھي الدولة العظمى في العالم، ولیس من مصلحة العرب ان تكون علاقتھم معھا سیئة، بل یجب علیھم التعامل معھا بجدیة، وان تتعامل ھي معنا باحترام وتحترم مصالح العرب.
ھناك تطور في طریقة ادارة أمیركا لطریقة تواجدھا في المنطقة، الإنسحاب الأمیركي بالمعنى الحرفي من المنطقة غیر دقیق، إذ انھا متواجدة وحاضرة في القضیة الفلسطینیة والسوریة والیمنیة، خاصة وأن اھدافھا طویلة المدى في المنطقة، وإذا انسحبت من مكان سیكون ھناك إعادة انتشار للتواجد في مكان آخر في المنطقة ولأھداف اخرى متغیرة حسب مصلحتھا.
• ما الذي یمكن ان یقدمھ العرب في القضیة السوریة الیوم في ظل تراجع الدور العربي لصالح ادوار دولیة واقلیمیة اخرى.. وماذا بخصوص عودة سوریة للجامعة العربیة؟
نعم في الشأن السوري لا دور عربي في ھذه الأزمة حالیا، لا بد للعرب ان یشكروا ایران وتركیا لأنھما بسلوكھما وتعاطیھما في الملف السوري والمنطقة ستدفعان العرب فعلاً لإعادة النظر في ھذا التناثر.
على العرب في ظل التحدي الایراني والتركي في المشھد السوري، ان یجتمعوا ویتوافقوا على مستقبل سوریة، خاصة في ظل وجود قوى دولیة واقلیمیة لا ترید ان تعود مواقف سوریة العربیة تجاه قضایا الأمة.
نحن نرید ان تعود سوریة كدولة عربیة محوریة في المنطقة، في ظل رغبات الغیر بأن تكون غیر عربیة، وھو احد مضامین السباق في الصراع السوري حیث یرید البعض أن یكون تموضع سوریة مختلف عربیا. عودة سوریة إلى جامعة الدول العربیة ھي أحد عناصر عودتھا لعروبتھا رغم وجود انقسام عربي على عودتھا لمقعدھا في الجامعة وخلاف حول من سیمثل النظام.
• ھل تؤید عودة سوریة إلى الجامعة العربیة؟
نعم انا مع عودة سوریة لجامعة الدول العربیة لوجود ملفات استراتیجیة تستدعي وجودھا للتعاطي والتعامل معھا.
• بالعودة إلى الربیع العربي الذي انطلق العام 2011 ،ثمة مراكز دراسات تتوقع موجة ثانیة من الربیع العربي في ظل الفشل السیاسي والتنموي بأغلب الدول العربیة.. كیف تقرأ المشھد؟
اولا؛ الربیع العربي الذي جرى كان نتاجا لجملة من الاسباب تفاعلت مع بعضھا، وھي اسباب تندرج تحت أخطاء داخلیة، ومؤامرات إقلیمیة، وتدخلات خارجیة.
لولا سوء إدارة الحكم وممارساتھ ما كان یمكن أن یستمع أحد إلى ترھات الفوضى الخلاقة، ولولا سیاسات الفوضى الخلاقة في إضعاف الحكومات والنظم لما تجرأت منظمات التطرف السیاسي على الاقتراب من ھذه المنطقة الواسعة، ھذه الفوضى تم استغلالھا من قوى عدیدة، داخلیة وإقلیمیة ودولیة.
ثمة عدة عناصر ادى اجتماعھا وتفاعلھا مع بعض إلى حدوث الربیع العربي ھي: سوء ادارة الحكم داخلیا، وحالات الغضب والاحتقان والاحتجاج لدى الشعوب، ومناورات منظمات التطرف السیاسي التي ارادت القفز إلى الحكم مثل ”الاخوان المسلمون“، ونظریة الفوضى الخلاقة وسیاستھا ومناورتھا ومؤامراتھا.
العرب عانوا من الفوضى التي جاء بھا الربیع الأول، وھم بحاجة الیوم لإنتاج ربیع ثان من خلال الإصلاح السیاسي والاقتصادي والانطلاق نحو المستقبل، والتعاون العربي.
• الحدیث الیوم یكثر حول خطط أمیركیة لإقامة ”ناتو“ عربي لمواجھة ایران؟
استغرب ھذا الطرح.. تشكیل ”ناتو عربي“، ما ھو الھدف من تشكیل الناتو العربي؟ وبھذا الاسم تحدیدا في ظل وجود تحالفات واتفاقیات دفاع عربیة مشتركة؟، ھذا التوجھ جاء من الخارج وھو بحاجة لصبغة عربیة یتلون بھا في ظل التناقض في الجوھر وبناء التحالف، الامر الذي یثیر علامات استفھام لدى العرب حول ھذا الحلف، وضد من ولمصلحة من ھذه الحرب والتصعید تحت ھذا المسمى!