الدستور
بعد مرور أكثر من ثلاثين عاما على اتفاقيات أوسلو، أضحى حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي مجرد خطاب إعلامي تتناقله وسائل الإعلام والفضائيات العالمية، فيما نتنياهو السادس يغرغر لشرق أوسط جديد، يقابله مناشدات لرئيس السلطة الفلسطينية لرفض الغرغرة الصهيونية..فيا ترى هل اصطدمت الأطراف بـ «حل الدولتين «..وماذا بعد؟!.
بداية..يجب الإعتراف بأن إسرائيل الثالثة، نجحت في إبقاء الخطاب حول حل الدولتين يراوح مكانه، ومما كان متوقعا هو القبول بدولة فلسطينية منقوصة السيادة والحقوق إلى جانب دولة إسرائيلية كاملة السيادة تغرغر بطريقتها على جارتها الفلسطينية، ومن ثم السير بمسارات التطبيع والتقليع لملفات الشرق الأوسط الجديد على غرار ما يمكن تركيبه أو فكفكته وإعادة تجميعه بالغرغرة لإقامة تحالفات جديدة لشرق أوسط جديد بقيادة ليست إسرائيلية..لكن ما الذي حصل؟!.
قيادة الشرق الأوسط الجديد وبدلا من مشروع الاتحادات العربية أو مشروع الوحدة ممثلا بصيغة الجامعة العربية تراجع أمام الغرغرة الصهيونية لشرق اوسط جديد بقيادتها، ومما لا يمكن فهمه تنازل أطراف إقليمية وازنة عن دورها، لصالح الغرغرة الإسرائيلية برفض حل الدولتين وإنهاء احتلالها للأرض العربية (الضفة الغربية، الجولان السوري)، فالجرعة الصاعقة لنتنياهو السادس في الأمم المتحدة ونشره خريطة الشرق الأوسط الجديد قابلها غرغرة تطبيع إقليمي معه، وصمت لقوى سياسية وازنة، مما فسره كثيرون بأنه إما عجز أو قبول بالغرغرة الإسرائيلية لحل الدولتين اليهوديتين..دولة تل أبيب وضواحيها، ودولة المستوطنين المتطرفين الصهاينة وبداخلها سلطات محلية فلسطينية تابعة لها أمنيا وسياسيا واقتصاديا، وكأن غرغرة نتنياهو السادس تقول علنا..نحن مع حل الدولتين لكن..دولة إسرائيلية وعاصمتها تل أبيب ودولة يهودية تلمودية وعاصمتها اورشليم، ضمن إتحاد فدرالي، يمكن تطويره بغرغرة فائقة السرعة لبناء شراكات اقتصادية وممرات خضراء دولية في خريطة الشرق الأوسخ الجديد.
ما بعد ثلاثين عاما على أوسلو تعيش المنطقة كلها على غرغرة نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف، فقد ابتلع الأرض الفلسطينية وزرعها بمئات المستعمرات، وجلب اكثر من نصف مليون مستوطن، ويخطط لجلب المزيد، واقام فيها ميليشيات مسلحة تتبع سموتريتيش وبن غفير وآخرين وباسماء جديدة..تلال الشبان ..حراس الهيكل..منظمات الهيكل..و..إلخ، على غرار عصابات شتيرن وكهانا والارجون التي غرغرت باقامة دولة المستوطنين الأولى في تل أبيب وضواحيها عام 1948م، وما بعد فإن مواصلة الغرغرة الصهيونية ستفضي باوسلو إلى نهايات متشابهة لمشاريع سلام وقرارات أممية، وطبعا الغرغرة لن تتوقف هنا..بل سنشهد غرغرات صهيونية جديدة لمشاريع جديدة في شرق اوسط جديد.