عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Jul-2020

في النهاية سوف يُسقطون نتنياهو - أوري مسغاف

 

 
التظاهرات في القدس ضد حكم نتنياهو هي أمر مدهش من جهة مدنية وديمقراطية. وهي أيضاً أمر مفزع جدا. المتظاهرون يعودون من هناك وهم غارقون بالمشاعر. وقد شاركت في اربع تظاهرات كهذه في الأسبوعين الأخيرين، وأنا أريد أن أقول لكم ماذا يحدث هناك. هذا مهم؛ لأن معظم وسائل الإعلام تغطي الأحداث بصورة كسولة وأحياناً بتحيز. هي مروضة ومتدهورة، وهدفها رسم صورة «متوازنة» بحسبها على جانبي المتراس تقف حفنة من خارقي القانون أمام من يمثلون القانون ويتصادمون بقوات متساوية حول شيء شخصي لا يضر بالجمهور الواسع. هذه صورة مشوهة.
 
في التظاهرات في القدس شارك إسرائيليون كثيرون، أكثر بكثير مما يقولون لكم، وقد شاركت في عدد غير قليل من التظاهرات والأحداث التي ضمت العديد جداً من المشاركين، وتوجد لدي قدرة معقولة لتقدير عدد المشاركين. 
 
التظاهرات لا توجد لها قيادة منظمة أو تمويل منهجي أو برنامج عمل واضح. المعلومات مشتتة وهي تنتشر عبر الشبكات والدوائر الاجتماعية. يتدفق نحو بلفور الكثير من السياسيين الى جانب الكثيرين الذين لا ينتمون لأي مجموعة. المتظاهرون يعدون لأنفسهم اللافتات والوسائل، واحياناً أيضاً الأقنعة. وهم يثيرون ضجة كبيرة بالهتافات والغناء وإطلاق الصفير والطرق على المقالي والطناجر. 
 
التظاهرات هي تظاهرات سياسية جداً. في تناقض تام مع اجواء «الفرو» الجبانة والضارة لاحتجاج العام 2011. تركز على المطالبة بأن يخلي رئيس الحكومة المتهم بمخالفات جنائية مكانه هو وحكومة المرتشين المضخمة خاصته. هناك الكثير من الرسائل، مع الديمقراطية وضد الديمقراطية، مع طهارة اليدين وضد الفساد. النغمة المسيطرة مساواتية، نسوية وليبرالية. وهناك الكثير من الاخوة والتفاخر والأمل والمحبة. وهناك ادوات عزف وورود ورسومات للقلوب. 
 
العنف تجلبه دائماً الشرطة. لواء القدس بقيادة المفتش دورون يديد كان هو حرس الحماية للملك بيبي. هذا أمر خطير ومخجل. صديق يخضع فعليا لامير أوحانا، الذي عينته عائلة نتنياهو وزيراً للأمن الداخلي. هو يريد تعيينه في منصب المفتش العام للشرطة وهو يعرف بالضبط ما هو المطلوب منه.
 
استعدت الشرطة بقيادته  بقوات مضخمة امام المتظاهرين. رجاله مسلحون بسلاح ناري، وعدد منهم على الخيول. هم يستوعبون الاحتجاج بضبط النفس وبدون صعوبة، حتى اللحظة التي تقرر فيها القيادة الميدانية تغيير الصورة مرة واحدة. حينها يبدأ بالعمل زعران الوحدة الخاصة السرية وحرس الحدود الذين تدربوا في الاراضي المحتلة. هم يدفعون ويضربون ويسقطون على الأرض .
 
هذا لن يساعدهم إزاء بشرى الجيل الشاب. وقد انتظرناهم لسنوات كثيرة، وأخيراً جاءت اللحظة. الأمر يتعلق بتغيير دراماتيكي. أنا ألاحظه في محيطي القريب وأسمع عنه من كل صوب. الشباب يصعدون الى القدس، ويتدفق منهم تمرد الصبا، ويشبكون الأذرع مع أذرع الأجيال السابقة. هم يجلبون معهم روحاً جديدة وطاقة مجنونة واندماجاً جارفاً من الغضب والتصميم والروح القتالية والايمان. لا يوجد لهم عمل ولا يوجد لهم مستقبل. هم لا يرون بعيونهم. هذا سيستغرق بعض الوقت، لكني أؤمن بأنهم هم وآباؤهم سيسقطون نتنياهو.
 
«هآرتس»