عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Oct-2019

استمعوا للعمید درور شالوم - بقلم: یوسي بیلین

 

إسرائیل ھیوم
لقد كانت مقابلة اجراھا یوآف لیمور قبل أیام مع رئیس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات، العمید درور شالوم، معمقة ومشوقة – بل ومفاجئة. عندما قرأتھا، كان یخیل لي انھا مقابلة یفترض بھا ان تعرض موقفا بدیلا لذاك الذي یعرض على الكابنت او امام لجنة الخارجیة والامن في الكنیست. قبل بضعة ایام من نشر المقابلة التقیت شخصا یعرف جیدا الساحة الفلسطینیة ولا یوفر نقده للرئیس محمود عباس. وكانت رسالتھ واضحة: ”اذا كنتم لا تریدون السلام مع الفلسطینیین، وكل ما تریدونھ ھو التسویف لكي لا تصلوا الى لحظة تقسیم البلاد – فواصلوا شجب الرئیس الفلسطیني. ولكن اذا كنتم لا تریدون أن تجعلوا اسرائیل دولة أبرتھاد، وتریدون الوصول الى اتفاق مع الطرف الاخر، ولیس الى القاء المفاتیح الى ما وراء الجدار، مثلما فعلتم في غزة – فابدأوا غدا في مفاوضات مع ابو مازن فھو وحده یمكنھ أن یوقع معكم على اتفاق“.
یتوصل العمید شالوم الى استنتاج مشابھ. فھو یقول ان منظومة العلاقات بین إسرائیل والسلطة الفلسطینیة، الجھد للحفاظ على نسیج الحیاة وتحسین الوضع الاقتصادي، وبالاساس التنسیق الأمني الناجع مع أجھزة أمن السلطة الفلسطینیة – تعتمد ”غیر قلیل على أبو مازن. الكثیر من الناس عندنا یرون فیھ محرضا، ولكن أبو مازن حجر اساس مھم جدا للھدوء الذي یسود منذ 2006 …اجد صعوبة في أن أرى بدیلا یعرض مواقف معتدلة وبراغماتیة مثل أبو مازن. یجب أن نأخذ ھذا بالحسبان“.
یقول شالوم بالشكل الأوضح ان معركة عسكریة أخرى في غزة لن تضیف شیئا لإسرائیل، وإسرائیل لن تكون أقوى. كل ما سیحصل ھو أنھ في نھایتھا سنصل بالضبط إلى النقطة ذاتھا، وسیكون حوار مع حماس على ھدنة.
في الموضوع الإیراني یشدد – من جھة – على حقیقة أن إیران ھي العدو الاساس، الذي نتصدى لھ في جبھات اخرى، ومن جھة اخرى یقول ان إیران ما تزال بعیدة سنتین عن القنبلة النوویة، ویعترف بان ”خرق الاتفاق النووي یستدعي منھا إعادة جزء من المقدرات إلى ھذه المسألة“، ویضیف: ”أنا بالتأكید أقل ھدوء الیوم“.
ویقف شالوم ضد مفاھیم ثلاثة، وبشكل أوضح ھي مفاھیم سائدة راھنا خاصة لدى الجیش الاسرائیلي وھي:
1 .انسحاب الولایات المتحدة من الاتفاق النووي مع إیران ھو إنجاز كبیر للسیاسة الإسرائیلیة، ویجب مواصلة الجھد لالغاء ھذا الاتفاق السیئ.
2 .محمود عباس لیس شریكا في السلام، والسلطة الفلسطینیة تعیش على حراب الجیش الاسرائیلي. التنسیق الامني یعمل في صالح الفلسطینیین، ومن ناحیة اسرائیل فانھ ھامشي تماما في اھمیتھ.
3 .لا مفر امامنا غیر شن معركة عسكریة في قطاع غزة تؤدي الى ھزیمة حماس (كان ھذا ھو المستشار القانوني للحكومة ھو الذي منع الھجوم على غزة، عشیة الانتخابات الاخیرة).
وأعتقد ان الحكومة التالیة ستكون ملزمة بان تقرأ اقوال شالوم بعنایة شدیدة جدا. الوزراء الجدد، اذا ما جاءوا الى طاولة الحكومة وھم یحملون افكارا اخرى، سیتعین علیھم أن یحذروا من أن یصبحوا جزءا من ”العصبة“. یمكنھم ان یعتمدوا على الرجل الأبرز في تقدیر الوضع في جھاز الامن، وان یتجاھلوا شعارات الاجماع، وان یعرضوا مواقف معاكسة: مثلا، الاتفاق مع إیران یشكل میزة لاسرائیل، والغاؤه یمكن أن یلحق ضررا بھا؛ من یرید السلام فلیبدأ فورا في محادثات مع محمود عباس؛ وحملة عسكریة في غزة ستكون خطأ.