البوابة -

صدر مؤخرًا عن دار فضاءات للنشر والتوزيع كتاب الكينونة في المتخيل الشعري أساليب الكتابة في شعر محمود درويش، للباحث والناقد المغربي الدكتور عبد الحق الشنوفي.

يبحث الكتاب في الخطاب الشعري، ويضيء الشنوفي من خلاله، على جوانب من تجربة محمود درويش الشعرية، ملتزمًا بالمنهجية البحثية، ومتوخيًا الصرامة الأكاديمية، حيث يبدأ كتابه بتوطئة مقتضبة معنونة بـ "الشاعر الرمز" وهي عبارة عن مقتطف من حوار مطول وممتع أجراه الناقد والشاعر اللبناني عبده وازن مع الشاعر محمود درويش بمناسبة صدور مجموعته الشعرية الكاملة للمرة الثامنة عشرة، وقد ارتأى الشنوفي أن يضعه بين يدي القارئ، "ليكون نبراسًا يستضيء به، لكشف زاوية من زوايا تجربة الشاعر التي تمتد لنصف قرن من الإبداع المتجدّد". 

ويخصص الفصل الأول من كتابه وتحت عنوان انشطار الأنا في ديوان "لماذا تركت الحصان وحيدًا" متخذًا من الديوان الأخير هذا أنموذجًا لديوان محمود درويش الشعري "لماذا تركت الحصان وحيدًا" كأنموذج لدراسة قدرة وفاعلية بعض أساليب الكتابة في القصيدة المعاصرة في التعبير عن الحالة الشعورية، وإبلاغ الدلالة، أما في الفصل الثاني من الكتاب، وتحت عنوان رئيسي للفصل ملحة الموت في ديوان "جدارية" أيضا يتتبع من خلال هذا الديوان لدرويش تضافر السياق الدلالي لإعادة تشكيل سيرة ذاتية يلتحم فيها الشخصي بالجمعي، والواقعي بالخيالي، والتاريخي بالأسطوري.

يقول الشنوفي في مقدمة كتابه: "قد أمدتنا طبيعة الكتابة الشعرية في ديوان "لماذا تركت الحصان وحيدا" وديوان "جدارية" من حيث مقوماتها الأسلوبية، وتواشجها على مستوى الموضوع تواشجًا تكامليًّا بإمكانية فتح أفق القراءة والتحليل على مسارين؛ نختبر في الأول قدرة وفاعلية بعض أساليب الكتابة في القصيدة المعاصرة في التعبير عن الحالة الشعورية، وإبلاغ الدلالة. ونتتبع في الثاني تضافر السياق الدلالي لإعادة تشكيل سيرة ذاتية يلتحم فيها الشخصي بالجمعي، والواقعي بالخيالي، والتاريخي بالأسطوري... ضمن تجربة شعرية تنصهر في رحمها كلّ أشكال التعبير، وتمتزج فيها الغنائية بالدراما، والوصف بالسرد...". 

وأخيرًا يختتم الدراسة بخلاصة مكثّفة، غايتها وضع تفاصيل المقاربة ضمن مشهد بانورامي، يعيد تجميع ما تشتت في ذهن القارئ، ويفتح أفقه على مغامرة مقاربات نقدية جديدة.