عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Jan-2019

الخل والزیت في علاقة المدرسة والبیت (3-2) - د. ذوقان عبیدات
(1)
الغد- في المقالة السابقة حول الخل والزیت في علاقة المدرسة بالبیت، تم التأكید على أن التعلیم ً یتطلب إتقان مھارات خاصة بھذا العمل. وأن كثیرا من المعلمین أنفسھم، لا یمتلكون ھذه ّ المھارات. ربما لأنھم لم یعدوا أصلاً، أو أن إعدادھم لم یكن فعالاً، أو أن ظروف العمل اللوجستیة لا تمكنھم من الأداء والإنجاز. وھذا یعني أن كلا الطرفین الأھل والمعلمین قد لا یمتلكون ما یحتاج إلیھ الطلبة من مھارات تحفز تعلمھم!
والعلاقة بین المدرسة والبیت علاقة شائكة على الرغم من فوائدھا الواضحة، فكلا الطرفین ً یجب أن یعملا معا لا أن یتناوبا العمل أو یتوزعاه: ما للمدرسة للمدرسة وما للبیت للبیت!
ً فالشكل الأول تاریخیا لھذه العلاقة كان تفویض البیت للمدرسة للقیام بجمیع الأعمال: أضرب،
ّ م، نج ّ ح، رسب. فما یریده الأھل التعلیم بأي ثمن. وكان لھذا الشكل نتائج عدیدة أھمھا: ھروب
علّى معظم الطلبة وعدم إكمالھم التعلیم لقسوة الحیاة المدرسیة.
ّ أما الشكل التاریخي الثاني، فھو تكرم المدرسة بدعوة الأھالي للدخول إلى المدرسة لمشاھدة
معارضھا وملاعبھا واحتفالاتھا. وكان الشعار یومھا: تعالوا . شاھدوا ھذا ما نفعلھ من أجل أبنائكم.
والشكل الثالث كان دعوة الأھل للمشاركة في نشاطات المدرسة تحت شعار: تعالوا.. اعملوا ُ معنا... ھذه مدرسة ابنائكم. لكن ھذه الشراكة لم تنجح. ولم ی ِّ لب الأھل دعوة المدرسة لأنھم بدأوا یشعرون أن المدرسة  متوسطة.
6 – یشعر المعلمون بأن معظم الأھالي یعتقدون أنھم خبراء تربویون بدرجة عالیة.. ولذلك یحاولون فرض وجھات نظرھم.
7 – ان درجة قبول الأھالي بتقییم المعلمین لأبنائھم. كانت متوسطة حیث یعتقدون أن أبناءھم أفضل مما یحصلون علیھ من تقییم.
8 – یتفق المعلمون من مختلف الخبرات أن الأھالي یفضلون بدرجة عالیة أن تركز المدرسة على الدراسة أكثر من نشاطات البحث والتفكیر.
9 – لا یشعر المعلمون بأن الأھالي یمتلكون الوقت الكافي للاھتمام بدراسة أبنائھم.
10 – یشعر المعلمون من ذوي الخبرات القلیلة أن الأھالي یھتمون بالعلامات أكثر من شخصیة ابنائھم بدرجة متوسطة بینما یشعر المعلمون الأكثر خبرة أن الأھالي یركزون على العلامات بدرجة عالیة أكثر من تركیزھم على نمو شخصیة الطالب.
(3)
تحلیلات واستنتاجات إن تفحص ھذه النتائج قد یقود إلى الاستنتاجات الآتیة:
1 – ھناك فجوة بین المدرسة والبیت. وأن اھتمامات البیت تختلف عن أولویات المدرسة، وھذا یعكس صعوبات في شرح الفلسفة التربویة للمدرسة. فالأھالي یریدون واجبات وعلامات.  والمدرسة ترید شخصیة وتفكیرا وبحثاً
2 – یشعر المعلمون بتدخل الأھالي في شؤون فنیة لیست من اختصاصھم. ویعتبرون ذلك تدخلاً في شؤونھم.
3 – یتعالى بعض الأھالي كثیراً على المعلمین – في المدارس الخاصة- ویشعرون بأنھم ھم دافعو الرواتب للمعلمین. وھذا احساس – ربما- نما بعد قضایا الضریبة والإحساس بأھمیة دافع الضرائب.
ما المطلوب؟
للأھالي الحق في مشاعرھم قطعاً فھي خلاصة لخبراتھم. وللمعلمین الحق في مشاعرھم أیضاً، فھي خلاصة خبراتھم، واذا بقي ھذا الوضع، فإن سوء الفھم سیزداد.
المطلوب: أن یبتكر أحد ما حلاً، فالمشكلة لا تحل بدراسة مظاھرھا. بل أسبابھا وعواملھا. وأعتقد أن ھذه العوامل ھي: –
عدم وضوح دور الشركة بین المدرسة والبیئة. – ضعف فھم الطرفین لدور الطرف الآخر. – غیاب فلسفة تربویة رسمیة أو خاصة لآفاق الشراكة. – ففي فرنسا مثلاً، لا یحق للمدرسة أن ”ترسب“ طالباً ما لم یوافق الأھل!! وفي الأردن مثلاً یتفاخر مسؤولون بأنھم رفعوا نسب الرسوب!
القضیة لھا جوانب متعددة. عرضنا رأي المعلمین في تدخل الأھل، وما زلنا نحتاج لمعرفة رأي الأھل في سلوك المعلمین. فھل من یفعل؟ ھذا ما سیكون موضوع المقالة التالیة.