إسرائيل هيوم
يعتقد وزير الدفاع نفتالي بينيت بان بوسع إسرائيل ان تدفع إيران للتخلي عن محاولاتها التموضع في سورية وابعادها عن سورية إلى الابد.
وكان بينيت قال ذلك في مداولات اجراها في الأيام الأخيرة مع كبار رجالات جهاز الأمن. وتتناقض اقواله مع موقف معظم قيادة الجيش الإسرائيلي بما في ذلك رأي رئيس الاركان ورئيس شعبة الاستخبارات بان بوسع إسرائيل فقط أن تصد الجهد الإيراني، مثلما تفعل بنجاح لا بأس به في السنوات الأخيرة. ولكن لا ان تتسبب لطهران بالتنازل عن تطلعاتها.
“ساعة مناسبة للعمل”
يعتقد بينيت بان على إسرائيل ان تمارس على إيران ضغطا متواصلا في ثلاث جبهات: الاقتصادية، السياسية والعسكرية. وهو يؤمن بان إسرائيل اخطأت عندما قلصت في الأشهر الأخيرة جدا حجم نشاطها ضد إيران في الحرب ما بين الحروب وان عليها أن تعود لتكون نشطة أكثر بكثير وان تعمل ضد كل عناصر التواجد العسكري الإيراني في سورية وكذا في دول اخرى في المنطقة.
وقال وزير الدفاع في المحادثات إن لدى إسرائيل الآن “ساعة مناسبة” للعمل لان النظام في طهران منشغل اساسا بالوضع الاقتصادي في الدولة وبالاضطرابات التي ثارت في اعقابها في الأسابيع الاخيرة. وهو يعتقد أن نافذة الفرص هذه كفيلة بان تغلق بعد بضعة أشهر وان على إسرائيل أن تستغلها كي تصعد الضربات على إيران.
ويعد الامتناع عن ذلك على حد قوله خطأ جسيما، كذلك الذي ارتكبته إسرائيل عندما لم تضرب التسلح المكثف لحزب الله بقاذفات الصواريخ وبالصواريخ بعد حرب لبنان الثانية. وحذر من أنه اذا لم تعمل إسرائيل الآن على نحو متواصل وبنجاعة ضد إيران، فان من شأنها ان تلقى واقعا مشابها في سورية ايضا وان ثمن العمل في حينه سيكون أكبر بكثير.
لا يختلف موقف بينيت عن السياسة المعروفة للجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن في السنوات الاخيرة. فتحت قيادة رئيس الاركان السابق آيزنكوت نفذ في اطار الحرب ما بين الحروب نحو ألف عملية مختلفة في العامين 2017 – 2018، ورئيس الأركان كوخافي الذي حل محله واصل السياسة اياها وان كانت في الشهرين الأخيرين قد تقلصت جدا على خلفية الفهم في إسرائيل بان إيران اتخذت قرارا استراتيجيا بعدم التجلد بعد اليوم على ضرب مصالحها، وانها من الآن فصاعدا سترد على كل ضربة لها (مثلما فعلت حقا في بداية الأسبوع الماضي).
يؤمن بينيت بانه محظور السماح لإيران بخلق معادلة ردع كهذه مع إسرائيل، وان النشاط الهجومي يجب أن يتواصل حتى بثمن المخاطرة برد إيراني، من شأنه أيضا أن يؤدي إلى أيام قتالية في الشمال. برأيه، فان تصميما إسرائيليا يتواصل على مدى الزمن سيدفع إيران إلى الاستنتاج بان التموضع في سورية ليس مجديا من ناحيتها، والى قرار استراتيجي بهجر طريق العمل هذا. ووصف هذا بانه “ليس صدا، بل دحر”.
وكما أسلفنا، فان موقف بينيت يتعارض مع موقف قيادة الجيش الإسرائيلي (وجهاز الأمن)، الذي يعتقد بان النشاط العسكري وان كان ناجعا، إلا أن السبيل الوحيد لدحر إيران من سورية تماما هو من خلال اتفاق بين القوى العظمى. كما يعتقدون في الجيش الإسرائيلي بان التهديدات التي اطلقها بينيت الأسبوع الماضي تجاه القيادة في طهران لم تكن ناجعة، وان على الحملة التي تديرها إسرائيل ان تكون سرية في معظمها. وقال أمس مسؤول كبير “نجحنا في السنوات الأخيرة على نحو لا بأس به مع الكثير من الأفعال والقليل من الاقوال. لا يوجد أي سبب يدعونا لان نتصرف بشكل مختلف”.
شاركهاFacebook Twitter LinkedIn WhatsApp مشاركة عبر البريد طباعة
أردي قتيلا بسبب منشفة
مشاريع اقتصادية بإدارة إسرائيلية وأيد عاملة غزية
مقالات ذات صلة
أردي قتيلا بسبب منشفة
منذ 9 ساعات
مظاهرات الوقود في إيران: هكذا قمع الاحتجاج
منذ يوم واحد
من يقصف المدنيين مجرم حرب
منذ يوم واحد
شاهد أيضاً