الراي
جاء لقاء جلالة الملك مع الهيئة المستقلة للانتخاب ليوجه رسائل عديدة تؤكد على الأولوية التي تحظى بها الحياة النيابية وادامتها من قبل جلالته، و على احترام الدستور والحرص على التقيد بتنفيذ مضامينه، وحملت رسالة مهمة، مضمونها وضع حد للجدل والتحليلات والاجتهادات، التي تظهر بين فينة واخرى، فيها إشارة بعدم إمكانية اجراء الانتخابات في مثل هذه الظروف، علماً أن الأردن اجرى عدة انتخابات نيابية وبلدية ولا مركزية في ظروف صعبة واستثنائية كان فيها ما يسمى الربيع العربي في اوج نشاطه، وأكد حينها جلالة الملك أننا يجب أن نعتبر ذلك حافزاً على العمل وليس أمراً معطلا للحياة ومسيرتها. والأردن يتأثر دوما ومباشرة بما يجري في محيطه خاصة وأننا نعيش في محيط ملتهب، لكنه الحرص على الاستمرار في الاتجاه الصحيح والتأكيد على أهمية التطوير والتحديث لمواكبة المتغيرات التي يشهدها الاردن في مختلف المجالات، ومن هنا حرص جلالته على التوجيه بدعم الهيئة المستقلة للانتخاب والعمل بروح الفريق الواحد والتنسيق بين مختلف مؤسسات الدولة لانجاح العملية الانتخابية،خاصة وأن «الهيئة» أثبتت عبر اجراء انتخابات نيابية لمجلسين هما السابع عشر والثامن عشر، القدرة على إدارة العملية الانتخابية باعلى درجات النزاهة والشفافية والحيادية، وساهمت في تخفيض نسب الاعتراض والطعن، بنتائج الانتخابات، وهذا دليل على صحة وسلامة الاجراءات التي طبقتها «الهيئة» في سبيل الخروج بانتخابات تعبر عن نبض الشارع، صناديق الاقتراع فيها هي الفيصل والحكم بإفراز من يحظى بثقة أبناء الوطن.
لعل ما تقوم به «الهيئة» من اجراءات ومتابعات لأي مخالفات مهما صغر حجمها، ومنع المال الأسود من أن يأخذ طريقه إلى إرادة بعض الناخبين، والحرص على سلامة ونزاهة كافة المراحل القانونيه، بدءاً من اعداد جداول الناخبين وانتهاء بإعلان النتائج كلها رسائل تعزز الثقة بين المواطن وصندوق الاقتراع، وتجعله مطمئناً أن إرادته حرة ولا تأثير ولا تدخل لأي جهة في ارادته وحريته في ممارسة حقه الدستوري، وانتخاب من يريد، ومن يعتقد بأنه قادر على تمثيله تحت قبة البرلمان، كما وتاتي الاجراءات الاحترازية والوقائية الدقيقة والمدروسة التي اتخذتها الهيئة والتعليمات التنفيذية المتعلقة بسلامة سير العملية الانتخابية، لتؤكد أن الأردن قادر على انفاذ هذا الاستحقاق الدستوري في ظل جائحة كورونا بكل ثقة وكفاءة واقتدار، وجاءت كذلك لتعطي المواطنين الثقة والطمأنينة بأنهم سيمارسون حقهم الدستوري في الانتخاب بكل الحرص على سلامتهم وصحتهم، من خلال مراعاة شروط السلامة العامة، والحرص على أن لا تكون العملية الانتخابية مصدراً لنقل العدوى، التأكيد الملكي على أهمية اجراء الانتخابات في موعدها على الرغم من الظروف الاستثنائية، يدعونا إلى أن يكون إقبالنا على التصويت استثنائيا كذلك، من خلال ممارسة حقنا الدستوري، والذهاب إلى صناديق الاقتراع، ليأتي المجلس النيابي الجديد ملبيا لطموحات جلالة الملك وتطلعات ابناء الشعب، ويكون قادراً على التعامل مع الظروف الصعبة التي يعيشها الوطن.