عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Feb-2020

لنبرد الجبهات - ران أدليست

 

معاريف
 
كتب البروفيسور اوري بار يوسيف، شاب جدي في كل الآراء، في “هآرتس” هذا الاسبوع يقول: “في ظل غياب جواب تكنولوجي – عسكري ناجع ضد تهديد الصواريخ، لا مفر من الاستنتاج بأنه نشأ بيننا وبين اعدائنا وضع من “توازن الرعب”… فمنذ اليوم يمكن لإيران وحلفائها ان يحلقوا باسرائيل ضررا من شأنه ان يكون “لا يطاق”… مثل هذا الوضع يستوجب من مصممي سياسة الامن القومي في اسرائيل بنوع من التفكير لم نشهده من قبل: لا كيف ننصر في الحرب القادمة – أن النصر سيكون نصرا اشبه بالهزيمة – بل كيف نمنع الحرب القادمة”. اقوال حكيمة – اهلا وسهلا بك في النادي. المشكلة هي ما العمل من أجل منع تلك الحرب الهدامة.
كما يقول بار يوسيف: “هنا الاجوبة مركبة ومبنية من الاستخدام لـ “العصا” الردعية الغليظة الى جانب طرح “جزرات” سياسية، مخصصة لتلطيف حدة النزاع. ماذا ستتضمن الـ “العصا” وفي أي شكل يوضح التهديد، ماذا ستكون الـ “الجزرات” وأي منها ستكون ناجعة – هذه اسئلة ثقيلة الوزن. ولكن لا شك انه حان الوقت للبحث فيها بعناية شديدة لأن الحلول التكنو – عسكرية التي يطرحها الجيش الاسرائيلي ويقترحها الخبراء الخارجيون هي ايضا باهظة جدا، وبالاساس لا تقدم للتهديد جوابا حقيقيا”. هذه ايضا اقوال حكيمة. المشكلة هي أنها ما تزال باقية: اذن ما العمل ومن سينفذ هذا.
وبالفعل، ما العمل هو موضوع بسيط: نبدأ بإنهاء كل نزاع عنيف اسبابه ليست قابلة للحل ونتجه الى وقف للنار متفق عليه بين الاطراف المتقاتلة كي نحمل المنطقة الى الهدوء. جواب السياسيين وجواب اولئك الآملين في أن يعولوا عليهم في جهاز الامن هو انه لا يوجد مع من يمكن الحديث، وهذا خطأ. فالامر الاخير الذي يفكر به حزب الله، سورية، حماس وايران هو ان يفتحوا الآن جبهة امام اسرائيل ولا شك انهم سيقبلون العرض. وكي لا يفهم بشكل مختلف: هؤلاء هم انذال ومتوحشون. في اللحظات التي تقرأون فيها هذا النص تقع في محافظة ادلب كارثة على نحو مليون نسمة، يفرون عقب “المشادة” المجنونة والوحشية بين روسيا، تركيا، سوريا، الـ “ثوار”، الاكراد، وبقايا داعش. بالفعل، مع هؤلاء نحن يفترض أن نعقد وقفا للنار يلزمنا بان نقبل مع شد على الاسنان تعاظم قوة حماس وحزب الله بالسلاح الدقيق.
ان القدرة على قبول هذا تنبع من الفهم بانه في المدى البعيد، ربما في المائة سنة القادمة، سنبقي على تفوق هائل من قوة نار مدمرة لكل شيء. سيؤدي وقف النار الى تبريد جبهتنا، وشرط مهم لنجاحه هو ادارة موازية لمفاوضات حقيقية مع الفلسطينيين، مثلا على مخطط كلينتون (فصفقة القرن لترامب جاءت لتمنع مفاوضات من هذا القبيل). وفي الطريق لهذا المخطط توجد فقط مشكلة صغيرة: هذه التسوية تفترض اقامة حكومة يسارية وانتصار سواء العقل على السياسيين المسيحانيين والتهكميين أو مجرد أولئك الذين يتحداهم حل لغز الواقع المركب والذين يسمون بالعبرية الدارجة أغبياء. ولكن هاكم مشكلة اخرى: كي يحصل هذا يجب أن تتغير ليس فقط الحكومة بل وايضا (نصف) الشعب.