عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Jan-2019

ازدهار سینمائي غیر متوقع في أقاصي سیبیریا
یاكوتیا (روسیا) – تشتھر مدینة یاكوتیا في أقاصي سیبیریا بأنھا ذات أبرد شتاء على الأرض، لكن ذلك لا یبدو أنھ حائل دون ازدھار قطاع سینما محلي فیھا وظھور أفلام بدأت تجذب انتباه المھرجانات الروسیة والأجنبیة.
ّ وتفصل ست مناطق زمنیة بین ھذه المدینة الواقعة في أقاصي شمال الأرض وموسكو المعروفة بمعاھدھا العریقة للسینما. وإذا كانت موسكو حاضرة ثقافیة وفنیة، فإن یاكوتیا التي تعرف عادة بشتائھا القارس وحیوانات الرنة وإنتاج الألماس، صارت مركزا لنصف الأفلام الروسیة المنتجة خارج العاصمة وسان بطرسبرغ.
ویقول المخرج ألیكسي رومانوف الذي ترك عملھ المرموق كمخرج في سان بطرسبرغ لیعودّ ویقیم في ھذه المنطقة التي ینحدر منھا ”الكل ھنا یرید أن ینتج أفلاما، لدینا أفلام بمیزانیات متواضعة لكنھا أكثر نجاحا في صالات السینما الروسیة من أفلام ھولیوود“.
حین عاد رومانوف إلى یاكوتیا، وھي أرض شاسعة مساحتھا تقارب مساحة الھند ولا یعیش فیھا إلا ملیون نسمة، كانت صناعة السینما محدودة جدا، وتقتصر على مصورین اثنین فقط. لكن الحال تغیر الیوم، وصار الناس ”یتزاحمون على الكامیرات“ لإنھاء أعمالھم قبل حلول الشتاء وحرارتھ التي تنخفض إلى خمسین درجة تحت الصفر.
ّ ویقول ألیكسي رومانوف إن الفیلم الذي یصور ھناك یكلّف ما بین 35 ألف یورو و70 ألفا، ویوافق الممثلون على العمل مجانا على أمل أن یجنوا المال من شباك التذاكر في ما بعد.
ورغم ھذا التواضع في العمل، صارت الأفلام المنتجة في یاكوتیا تتمتع بشھرة واسعة بدأت تتخطى الحدود الروسیة.
في العام الماضي، حقق فیلم ”السید نسر“ عن عجوزین یعیشان مع نسر في الغابة أول جائزة في مھرجان موسكو الدولي للسینما.
وحضرت عشرة أفلام من یاكوتیا في مھرجان بوسان في كوریا الجنوبیة العام 2017 ،وھو من أھم المھرجانات الآسیویة.
یطلق البعض في أوساط السینما على یاكوتیا اسم ”ساخاوود“ على وزن ”ھولیوود“ إذ إن ھذه المنطقة لھا اسم آخر ھو ساخا، وذلك من باب الدعابة للإشارة إلى نمو قطاع السینما فیھا.
ّ تتركز الأفلام المنتجة ھناك غالبا على الأراضي البكر والأساطیر الشعبیة والتقالید المحلیة، لكنھا لا تقتصر على ھذه المواضیع دون سواھا.
ّ فمن بین الإنتاجات الأخیرة فیلم من فئة الخیال العلمي یتحدث عن فیروس محبوس في الطبقات الجلیدیة یتحرر منھا بفعل الذوبان الناجم عن الاحترار المناخي، ویسفر عن ظھور أشباح.
وصدر أخیرا فیلم عن بطل ذي شارب أخضر یشارك في مھرجان للموسیقى الإلكترونیة.
ّ ویفسر ألیكسي رومانوف، وھو أحد مؤسسي شركة ”ساخا فیلم“ للإنتاج، ازدھار السینما في ھذه الجمھوریة الروسیة بتقاطع الثقافات فیھا.
ویقول ”نحن آسیویون من جھة وقطبیون شمالیون من جھة أخرى“.
ویروي أن أستاذه سیرغي غیراسیموف (1906-1985 (أحد أركان السینما الروسیة قال لھ ”لا ّ تخترع شیئا، صور ما تعرف، ولا تقلّد أحدا“. ویضیف ”ھذا ما نعلّمھ الیوم للسینمائیین الشباب“. – (أ ف ب)