عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Nov-2019

الاستيطان يبتلع الأرض الفلسطينية - كمال زكارنة

 

الدستور- يطوي الاستيطان الصهيوني الارض الفلسطينية من تحت اقدام اصحابها ،مثل الموج الهائج وكأنه في سباق مع الزمن ،يريد ان يبتلع كامل الاراضي المصنفة مناطق «ج» ،ويتمركز فيها ومنها ينطلق الى المرحلة اللاحقة للانقضاض على الاراضي الواقعة في مناطق «ب» ،وصولا الى محاصرة المدن والقرى الفلسطينية بطوق استيطاني يحيط بها مثل معصم اليد ،ومن ثم القيام باختراقات في مناطق «أ» ،والتشبث فيها بعد تغلغل المستوطنين بين الاحياء السكنية الفلسطينية بكثافة تؤمن لهم القدرة على مواصلة العيش فيها،تمهيدا لاصدار قانون احتلالي يعلن ضم وتهويد الاراضي الفلسطينية المحتلة ،واعلان استكمال المشروع الصهيوني التوسعي الاستيطاني في فلسطين التاريخية.
كل هذا يجري ونحن نتحدث عن ما اسموه بصفقة القرن ،والانتخابات الاسرائيلية ،ومن ينجح في تشكيل حكومة صهيونية جديدة نتنياهو ام غانتس ،وهل سيذهبون الى انتخابات ثالثة ام لا ، وكأنهما على خلاف فيما بينهما ،علما بانهما يخطفان الانظار والاهتمام ،فيما جرافات الاحتلال وجنوده ومستوطنيه بأوامر مباشرة منهما ينفذون عمليات التطهير العرقي في دولة فلسطين المحتلة ،ويستولون على الارض في جميع المناطق الفلسطينية .
ما يجري في فلسطين المحتلة لا يمكن السكوت عليه ،فهو من الناحية العملية انهاء حقيقي وعملي والغاء للوجود الفلسطيني في فلسطين ،ويعتبر سلب الارض اسلوبا مريحا وغير مكلف بالنسبة للاحتلال اذا استمر دون مقاومة ،وبهذه الطريقة فان الاحتلال لا يقوم بالترحيل الجماعي او الترانسفير لاصحاب الارض بالقوة ،بل يصادر ارضهم ويحشرهم في كانتونات ضيقة جدا ،ويمنع عنهم الماء والهواء والزراعة والحركة والتوسع العمراني والسكاني ،اي ما يشبه تقييد الحياة بكل تفاصيلها لاجبارهم على التفكير بالفرار في جميع الاتجاهات .
التحرك الفلسطيني على الارض وعلى الساحة الاقليمية والدولية ،يجب ان يكون اكثر قوة ونشاطا وعنفا في اطار السياسة والدبلوماسية والقوانين الدولية ،وان يعمل الجهد الفلسطيني على تحريك عواصم العالم للتصدي لغول الاستيطان الذي يجتاح اراضي دولة فلسطين المحتلة وينتزعها بالقوة من ايدي اصحابها الشرعيين وتفريغها منهم واحلال المستوطنين الصهاينة مكانهم ،انه مخطط اجرامي محكم يهدف الى ازاحة الفلسطينيين واقتلاعهم من ارضهم التي يتشبثون بها وهي سبب صمودهم ووجودهم في وطنهم ،واذا اغتصبها الاحتلال الصهيوني وخسروها سوف يضعف ارتباطهم بالوطن ،هكذا يعتقد المحتلون ،وبالتالي سوف يسهل التخصل منهم.
التصدي للمشاريع الاستيطانية ومقاومتها يجب ان يكون قبل تنفيذها ،لان منع تطبيق تلك المشاريع وهي على الورق ،اسهل بكثير من ازالتها واجتثاث المستوطنين منها بعد اقامتها.
الاحتلال يرى بوجود ترامب في الحكم والوضع العربي الراهن المتهالك،الفرصة الافضل لتنفيذ مشاريعه الاستيطانية التوسعية على اراضي دولة فلسطين المحتلة ،لكن هذا لا يمنع التصدي له بكل الوسائل المتاحة، لان الارض هي الحياة بالنسبة للشعب الفلسطيني والحفاظ عليها وحمايتها واجب وطني مقدس ،وبدون الارض لا قيمة ولا فائدة لأعداد الملايين في الداخل والشتات.