عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Apr-2024

فيصل الفايز*أحمد الحوراني

 الراي 

بين رجالات الدولة، تميز فيصل الفايز أنه–وعلى امتداد مسيرته العملية في خدمة الوطن المُدعّمة بصدق انتمائه للقيادة الهاشمية- ظلّ محتفظًا لنفسه بمُثلهِ وقيمه ومبادئه دون أن يضع بينها خطوطًا جامدة توقفه عن المشاركة ترجمة للدور المطلوب منه في كل موقع أُسنِدَ إليه حتى استطاع بذلك أن يوفّقَ بين المُثلِ والأمر الواقع بمرونة واعية فضلًا عن الخصائص التي عرفها الجميع فيه والتي كانت جزءًا من مكوّنات شخصيته المتوازنة، مما مكّنه من أن يحقق في كل ميادين ومحطات نشاطاته ومناصبه الحد الأقصى الممكن من التحديث والتطوير والتغيير نحو الأفضل، وكان الرجلُ وما انفك يستخدم أسلوبًا يتميز دائمًا بمثابرة مصممة دون أن تثنيه العقبات عن الصمود في مواقفه، فهو رجل الدولة الرفيع الذي وضع كامل خبراته وعقله وجهده النابع من إيمانه لتجسيد انتمائه لمطلق لوطنه وأمته وظل وما زال حاضرًا ينبوع عطاء لا ينضب ومصدر خصب لا يعرف الجفاف.
 
حديث دولة أبي غيث الذي أدلى به مؤخرًا لبرنامج «توتر عالي» يؤكد ما ذهبنا إليه آنفًا ولأكثر من سبب ومبرر أهمها أنه مدرك لحقيقة أن رجل الدولة عليه من المسؤوليات الجسام التي تتطلب منه أن يكون دائمًا في نقطة (المركز) من الأحداث والتحديات التي تشهدها المملكة خاصة في ظل هذه الآونة البالغة في دقتها والتي تتطلب هي الأخرى وتضاعف من مسألة أن يتقدم رجالات الدولة للقيام بدورهم خاصة فيما يتعلق ببث رسائل التوعية والتثقيف وتبيان حقائق جلية كانت هي العلامة الفارقة التي ميزت الأردن منذ تأسيس الإمارة، والعمل ضمن أقصى طاقات وخبرات وإمكانات متاحة لإزالة الغُمّة والتشويش الذي يكتنف البعض من شبابنا في هذه الأيام وهم الأولى بأن يعرفوا قصة بناء مملكتهم وجهود قيادتهم الهاشمية ورجالاتهم الأوفياء وكيف كان للأردن دور وحضور لا يستهان به في معارك الأمة المصيرية فوق كل شبر من أرض أي دولة عربية تعرضت للاعتداءات من هنا وهناك.
 
ما يقوم به الفايز يؤكد أنه رجلًا متعدد الجوانب، وصاحب حضور في كافة المناسبات الوطنية، وزِدْ على ذلك سرعة استجابته وتنقّله بين مؤسسات الدولة ملبيًا دعوة لرعاية احتفال أو افتتاح مؤتمر أو ورشة عمل أو تكريم متميزين من بنات وأبناء الوطن، ومثل هذه المناسبات لا يمكن للفايز أن يتركها تمر هكذا دون أن ينتهزها فرصة ليتحدث فيها بلسان الواثق وصاحب الخبرة، عن الأردن والدفاع عنه وتبيان تاريخه المشرف ومقدرة قيادته وإخلاص شعبه الأبي على تجاوز التحديات التي مرّ بها عبر تاريخه الطويل وكيف تمكنا من تحويلها إلى فرص ومكتسبات رغم شُح الإمكانات وندرة الموارد.
 
ما جاء في حديث فيصل الفايز المشار إليه هو بيان مُفصّل أضاء فيه على حقائق جوهرية سواء من ناحية التذكير بمجمل الجهود السياسية والإنسانية والدبلوماسية العالمية والعربية والدولية والمكثفة التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني قبل وأثناء الحرب التي تشنها اسرائيل على غزة، أو من ناحية القواعد الراسخة التي لا يمكن أن تنفصم عُراها والتي كانت وستبقى الصخرة التي تتحطم عليها أحقاد الحاقدين ومحاولات المتربصين بأمن الدولة وزعزعة استقرارها والعبث بمصالحها العليا.
 
ظهور مُرحّب به وكلام سديد ورأي حصيف، ورؤية تستند إلى خبرات عملية وبُعدُ نظر ثاقبين يتمتع بهما الفايز الذي يسعدنا حضوره الذي يؤكد فيه أن العمل والعطاء لا يرتبطان بوقت ولا بزمن ولا بمنصب، وإن المطلوب من رجالات الدولة أن يتقدموا لممارسة دورهم إزاء شؤون بلدهم وقضايا أمتهم.