عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Oct-2020

الرئيس..ألفاظه حوشية*محمد سلامة

 الدستور

رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترمب يصف المتظاهرين ضده بالحيوانات ،ويطالب بطردها من الشوارع ،وايداعها السجن، كونها ترفع شعارات مناوئة لليمين المتطرف بقيادته،وهو يفكر أن هؤلاء ،من اليسار الإشتراكي المؤيد لجو بايدن، وقد استخدم ألفاظا أخرى حوشية لا تليق برئيس أكبر دولة في العالم.
الرئيس ترمب سجله حافل بالألفاظ الحوشية ،فقد سبق وأن وصف منافسته السابقة هيلاري كلينتون باقذر العبارات،كما أن مناظرته الأولى مع منافسه الحالي بايدن ،اتسمت بالشتائم والردح على طريقته، ولا يتوانى في وصف خصومه، أو من يشك أنهم ضده بعبارات نابية، وهذا يفسر عقليته وطبيعة عمله والبيئة التي عاشها في طفولته،فهو دون أقرانه تم إرساله إلى المدارس العسكرية ذات النظام المتشدد في الدراسة، بسبب عنفه وهو صغير ،كما أن جميع عقاراته ومعظم استثماراته في الكازينوهات والقمار....الخ،وهذه الأماكن يعتاد أصحابها وروادها على إستخدام الألفاظ الحوشية،وكلنا يتذكر تندره على شعبه، بداية فيروس كورونا ودعوته لهم بشرب المنظفات والمطهرات المنزلية والديتول والكلور بطريقة ساخرة.
الرئيس ترمب حياته مليئة بالكذب ،والألفاظ البذيئة، وتاريخه الاستثماري والصفقات والعقارات أفرزت في عقليته أنه كائن حيواني يعيش في غابة ،وأنه لا سبيل أمامه سوى القوة والتهديد والوعيد لانتزاع ما يريد، وكلنا يتذكر شتائمه للوبي الصهيوني ،عندما التقى بهم مهددا إياهم بانتخابه ،وإلا مصيركم إلى الحاويات، وهذا الأسلوب ربما يلقى استحسانا من اليمين المتطرف، في واشنطن وهو نسخة عن اليمين المتطرف الإسرائيلي،لكن الاخير نتنياهو يعيش في قرية صغيرة ، تسمع كل حرف وكل كلمة ينبس بها ،مما يفرض عليه ضبط لسانه، أما جنرال الكازينوهات ،فهو يتصرف كالاهوج المجنون ولسانه بريء منه، فلا يعنيه كثيرا من  رأى مستشاريه،  ولا العاملين معه في البيت الأبيض، ولا في عقاراته واستثماراته، فقبل أيام كشفت نيويورك تايمز النقاب عن أنه جمع أكثر من (12) مليارات دولار، خلال فترة رئاسته وفي مناظرته مع منافسه، بايدن تبين أنه يدفع (750) دولار ضرائب عن كازينوهاته واستثماراته، هذه الصورة تكشف عقلية هذا الإنسان وغلاظة لسانه،وكلنا يتذكر أن مرافقيه موجودون الآن في السجون، وأنه يريد بالألفاظ الحوشية والتهديد وبأي وسيلة كانت أن يبقى في البيت الأبيض، لأن البديل هو تحريك الدعاوي المقامة ضده، وربما صحابة  محاميه إلى السجن.
هذا الرئيس ترمب لن يشابهه أحد بالفاظه واقوله وانفلات لسانه على شعبه والعالم، فكلنا يتابع تصريحاته للناخبين وأنه يتباهى بما يفعل،  ولا يتوانى عن وصف المتظاهرين ضده بالحيوانات، وبكل الأحوال فإن أمامه أيام معدودات للبقاء في السلطة أو تلقي هزيمة فاحشة تماثل ألفاظه الحوشية ،ويذهب هو إلى السجن وتعود الحيوانات إلى بيوتها وقد حققت ما أرادت ضد راعيها الابله.